تحقيقات ومقابلات

يمكن تشبيه بلدة الوردانية الواقعة في قضاء الشوف بلبنان المُصغّر، حيث المسلمون والمسيحيون يتقاسمون رغيف الخبز، يقطنون فيها صيفًا شتاءً، يشاركون مناسبات بعضهم في الأفراح والأتراح.
على الصعيد البلدي، تمثّل بلدية الوردانية تجربةً نموذجيةً على مستوى تأمين ما يحتاجه سكانها وأهلها من خدمات.
من الإعمار والإنماء إلى التربية والصحة، وعلى الصُعد كافة، عملت البلدية منذ عام 2016 على سدّ الثغرات وفق قدراتها، واهتمّت بالكبار والصّغار، فحوّلت ملعب البلدة إلى ملعب مُطابق للمواصفات الرسمية، ورخّصت ناديًا رياضيًا في البلدة، وأكاديمية للأطفال، وللمسنّين أنشأت البلدية ناديًا وجمعية "بيت كبارنا" على مساحة 220 دنمًا، تضمّ طريقًا للمشي ومركزًا للمطالعة واستراحة، وأنشطة متنوعة، ولم تغفل عن تأمين مستلزمات طبية توفّرها الجمعية.
كذلك بادرت بلدية الوردانية إلى تقديم المساعدات العينية والمادية لفقراء البلدة، وترميم بعض المنازل، وتوفير ضمانٍ صحي لـ75 مريضًا من أبناء البلدة بشكل مجاني تغطي رسمه السنوي البلدية، ودواء شهري بقيمة 1400$ يؤمنه أبناء البلدة لبعضهم، فالبلدية تساند وتقف إلى جانب أبنائها، وهم بدورهم يثقون بها ويُشيدون بأمانتها وحفظها للمال العام.
وهنا، يؤكد رئيس البلدية علي بيرم عبر موقع "العهد" الإخباري، أنَّ كل المشاريع ما كانت لتُنجز لولا تعاون أبناء البلدة جميعهم مع البلدية من كل الأحزاب والأطياف.
خلال الحرب العدوانية الأخيرة، احتضنت الوردانية ما يفوق عدد سكانها بمرة ونصف تقريبًا، وصرفت 200 ألف دولار، 95 % من تبرعات من أبناء البلدة مقيمين ومغتربين، لتكون في خدمة النازحين، وفّرت الملجأ لهم، والحصص الغذائية، واستنفرت طاقاتها لتؤدي دورها على أكمل وجه في التصدي للعدوان الصهيوني.