عين على العدو

قال المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل إن "الدراما الكبيرة للحرائق دفعت أزمة جديدة ومتطورة إلى أسفل جدول الأعمال الإعلامي، وهي أزمة قد تتحول إلى حدث استراتيجي حقيقي، فمنذ سقوط نظام بشار الأسد في سورية في كانون الأول/ديسمبر الماضي، تدير "إسرائيل" علاقات معقدة مع النظام الجديد الذي يديره "جهاديون" يرتدون البدلات، فيما الرئيس الجديد أحمد الشرع، الذي كان طوال سنوات الحرب الأهلية معروفًا بالزعيم الإسلامي أبو محمد الجولاني، لم يضع بعد سياسة طويلة الأمد تجاه "إسرائيل"، وحتى الآن، هو يطارد بقايا النظام السابق، ويستفيد من دعم تركي واضح، ويعمل على تحسين علاقاته بسرعة مع دول الغرب التي تتجاهل ماضيه الإرهابي، وفي المسألة "الإسرائيلية"، يشكو الشرع من اجتياح الجيش "الإسرائيلي" لمنطقة حرمون السورية ولأجزاء من هضبة الجولان، لكنه مستعد أيضًا للنظر في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام مستقبلي".
وأضاف: "إلى جانب الحفاظ على خط المواقع العسكرية داخل الأراضي السورية، يهاجم الجيش "الإسرائيلي" بشكل مستمر مخازن الأسلحة والمواقع العسكرية الأخرى في جميع أنحاء سورية، إلى جانب ذلك، هناك القضية الدرزية، فالنظام الجديد معادٍ للطائفة الدرزية ويرى فيهم حلفاء للنظام العلوي السابق. وفي المناطق الجبلية الدرزية القريبة من الحدود مع الأردن ومناطق أخرى، يعانون من مضايقات متزايدة، وصلت إلى حد القتل".
وتابع: "في ظل التوتر في سورية، تم وضع المزيد من قوات الجيش "الإسرائيلي" في حالة تأهب عالية، هذا يحدث بالتوازي مع الاستعدادات المتسارعة لاحتمال تصعيد الهجوم "الإسرائيلي" (العدوان) في قطاع غزة، وهذا الهجوم، كما أُبلغ سابقًا، يسير حتى الآن بوتيرة بطيئة، فالجيش "الإسرائيلي" نشر قوات بعدد محدود داخل القطاع، وامتنع عن استدعاء وحدات احتياط إضافية بشكل عاجل. الآن، وفي إطار التحضير لزيادة الضغط (وهو ليس حتى الآن خطوة نحو احتلال كامل للقطاع)، تم وضع قوات احتياط في حالة تأهب للتجنيد السريع، لكن ليس من أجل غزة. النية هي إرسالهم لتنفيذ مهام عملياتية على حدود لبنان وفي الضفة الغربية، وتخصيص الوحدات النظامية للعملية الموسعة في القطاع" وفق قوله.
وسأل: "أين نحن الآن؟ بعد عام وسبعة أشهر من اليوم الذي احتلت فيه حماس غلاف غزة لبضع ساعات؟ "إسرائيل" تستعد مرة أخرى لاستدعاء قوات الاحتياط، مهددة بتوسيع العملية في غزة وتدرس ما قد يُفهم على أنه تصعيد موجه ضد النظام الجديد في سورية في ظل معاناة الدروز، كما تم نشر تقارير في لبنان في الأيام الأخيرة عن تهديدات "إسرائيلية" بعملية جديدة للجيش "الإسرائيلي"".
وأردف: "يحدث كل هذا بينما يعاني تشكيل الاحتياط من أزمة، إذ تُبلّغ بعض الوحدات التي لا تزال تخدم عن نسب حضور تتراوح بين 50٪ إلى 70٪. التآكل والإرهاق اللذان يعاني منهما الجيش النظامي، والذي يشهد نقصًا في عدد الجنود، معروفان للحكومة وللكابينت. ومع ذلك، وفي ظل ما يبدو حاليًا كفيتو أميركي شامل ضد أي هجوم "إسرائيلي" استباقي على إيران، يبدو أن نتنياهو وشركاءه في الحكومة يلعبون بالنار على جميع الجبهات. ما مدى عمق النشاط داخل أراضي العدو؟ ما هدفه؟ كم من الوقت سيستمر؟ وكم عدد الجبهات التي يمكن خوض القتال فيها في آن واحد، في وقت يعاني فيه المجتمع "الإسرائيلي" من انقسام داخلي شديد؟ هذه، أسئلة يطرحها الضعفاء فقط "بحسب الحكومة"، المهم هو الاستمرار في الحرب الأبدية".