لبنان

تعيش الطائفة الدرزية حالة من التوّتر والاضطراب على خلفية تغيّرات جوهرية في الجنوب السوري، انعكست بوضوح على المشهد السياسي والاجتماعي للدروز في لبنان، بحسب تقرير لصحيفة "الأخبار".
وأبرزت الصحيفة أنّ النائب السابق وليد جنبلاط يعاني من قلق متزايد نتيجة هذه التطورات، التي تزامنت مع رفض واسع في أوساط الدروز السوريين لزيارته إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، ورفض اعتباره ممثلًا عنهم، حيث تصاعد نفوذ الشيخ حكمت الهجري الذي يرفض تدخل جنبلاط في الشؤون الدرزية.
ورأت "الأخبار" أنّ قرار جنبلاط بتسليم سلاح الحزب التقدمي الاشتراكي للجيش اللبناني يرتكز إلى اعتبارات درزية داخلية تهدف إلى احتواء التوترات في الطائفة.
كما كشفت الصحيفة عن تغيّر المزاج الدرزي في لبنان، الذي بات يميل أكثر إلى خطاب الشيخ الهجري، بدعم علني من دروز فلسطين بقيادة موفق طريف، حيث تجاوز الدعم المالي السابق حدود المساعدات الإنسانية إلى بناء شبكات تعبئة وتنظيم داخل لبنان وسورية، ما أثار مخاوف جنبلاط من تفاقم الانقسامات وتأزيم الوضع داخل الطائفة.
هذا؛ وكشفت "الأخبار" عن توافق واضح بين تصريحات النائب السابق وليد جنبلاط وقراره بتسليم سلاح الحزب التقدمي الاشتراكي، مع الطروحات الأميركية التي تسعى إلى نزع سلاح المقاومة ضمن ترتيبات إقليمية جديدة.
وفي ظلّ هذا التوافق، تم تسريب معلومات تشير إلى وجود تحقيق أميركي واسع حول اتهامات لجنبلاط تتعلق بالاستيلاء على أموال وأملاك الطائفة الدرزية، ما يزيد من الضغوط عليه في الداخل والخارج.
وأوضحت "الأخبار" أن جنبلاط يسعى من خلال مواقفه المناهضة لحزب الله والمتناغمة مع سياسة الضغط الأميركي، إلى امتصاص الغضب الأميركي ومحاولة الحفاظ على زعامته وسط تحولات درزية وإقليمية معقّدة.