تصوير: موسى الحسيني

في مشهدٍ يفيض بالانتماء والالتزام؛ انطلقت، صباح اليوم، العملية الانتخابية الاختيارية في منطقة برج البراجنة – تحويطة الغدير الليلكي؛ بعدما فازت بلديتا برج البراجنة والمريجة بالتزكية. صناديق الاقتراع فتحت أبوابها أمام الناخبين، وسط إجراءات أمنية مشددة وتوافد أبناء المنطقة الذين لبّوا نداء الاستحقاق بروحٍ عالية من الوعي والمسؤولية.

هذا اليوم الانتخابي، وإن كان تقنيًا في شكله، إلّا أن مضمونه أعمق بكثير، إذ إنه يُعدّ في هذه البيئة الحاضنة للمقاومة محطةً لتوحيد  نسيج المقاومة الاجتماعي والإنساني، من خلال انتخاب من يمثل وجع الناس وهمومهم، ويقف في مقدمة خطوط الخدمة والتنمية.

 نسب اقتراع أولية مع ترقّب لاندفاعة بعد الظهر

بحسب ما أفاد به عدد من رؤساء الأقلام في مراكز الاقتراع داخل برج البراجنة وتحويطة الغدير، تراوحت نسبة الاقتراع حتى منتصف النهار (بين الساعة 7 و11 ظهرًا) بين 9 و12%، وهي نسبة يُنتظر أن تتحسّن في ساعات ما بعد الظهر، مع ارتفاع منسوب الحماسة الشعبية للمشاركة.

 خريطة المخاتير في المنطقة

بالموازاة، تُجرى الانتخابات الاختيارية في برج البراجنة على 12 مقعدًا موزّعين كما يلي:
1.    حي المنشية: 4 مخاتير
2.    حي السنديان: 3 مخاتير
3.    حي التحويطة: 5 مخاتير

أما في نطاق المريجة وتحويطة الغدير الليلكي، فتتوزّع كما يلي:
1.    مختار واحد في المريجة (فاز بالتزكية)
2.    مختار واحد في الليلكي
3.    مختار واحد في تحويطة الغدير

من قلب الميدان الناس تتكلم

بين مراكز الاقتراع، رُفعت كلمات الناس لتكون أوضح من أي شعار. أبو علي، أحد الناخبين في تحويطة الغدير، يقول لـ"العهد": "هذا الصوت أمانة الشهداء في أعناقنا. ننتخب من نحسبه أمينًا على دمائهم وخطّهم"، فيما أكد شاب آخر، من حي السنديان في برج البراجنة، أن المشاركة في هذا الاستحقاق اليوم هو رسالة أن المقاومة ليست بندقية، هي أيضًا بلدية ومختار وخدمة الناس".

أم حسين، وهي مسنّة جاءت برفقة أحفادها، بدورها تقول: "صوتي اليوم لمن لم يخذلنا وقت الوجع، لمن وقف إلى جانب الناس بلا حسابات".

صناديق تُصوّت للمقاومة

وعليه، هكذا تتحوّل العملية الانتخابية، في الضاحية الجنوبية لبيروت، من استحقاق إداري إلى موقف سياسي وثقافي، حيث الناس لا تختار أسماءً فقط، بل تجدد ولاءها للمشروع الذي حملهم في أحلك الظروف، ووقف سندًا وملاذًا في زمن الانهيارات، إذ إن كل صوت يُسجَّل في صناديق الاقتراع، هو بمثابة نبض حيّ في جسد المقاومة، صوت يُقال فيه: "إنا على العهد".

الكلمات المفتاحية