فلسطين

أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين محمد الهندي، أن المقاومة الفلسطينية لن تُفرج عن المزيد من الأسرى "الإسرائيليين" المحتجزين في غزّة، ما لم تُجبر الولايات المتحدة والوسطاء الإقليميون "إسرائيل" على القبول باتفاق لوقف إطلاق النار، يتضمن الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من القطاع ووقف العدوان العسكري المتواصل.
وقال الهندي في تصريحات له اليوم الأحد 11 أيار/مايو 2025 تعليقًا على وضع 59 أسيرًا "إسرائيليًا" – أحياءً وأمواتًا – تحتجزهم المقاومة في غزّة: "لن نتخلى عن هذه الورقة الوحيدة في يد المقاومة.. نحن مستعدون لتنفيذ صفقة شاملة: إطلاق سراح جميع الأسرى مقابل إنهاء الحرب والانسحاب الكامل من غزّة".
وأوضح أن المقاومة، ممثلة بحركتي حماس والجهاد الإسلامي، تفضل تنفيذ صفقة "الكل مقابل الكل"، لكنّها منفتحة أيضًا على صيغة تنفيذ مرحلية لاتفاق شامل وواضح، تأخذ بعين الاعتبار بعض التوترات داخل "إسرائيل".
وأشار الهندي إلى أن "إسرائيل"، ومنذ انسحابها أحادي الجانب من اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في كانون الثاني/يناير الماضي بضمانة أميركية، عمدت إلى إغراق الوسطاء – مصر وقطر – بسلسلة مطالب تعجيزية، كشرط لوقف الحرب، بينها نزع سلاح المقاومة وطرد قياداتها من القطاع. وقال: "هذه مطالب يعلم الاحتلال مسبقًا أن المقاومة سترفضها".
وأكد أن "نزع السلاح هو أكبر مشكلة تواجهها "إسرائيل"، وهو أمر مرفوض تمامًا من المقاومة والشعب الفلسطيني. فإذا انتهت المقاومة وتم تسليم السلاح، سيكون التهجير القسري للفلسطينيين من غزّة هو الخطوة التالية".
ولفت إلى أن "إسرائيل" تحاول من خلال المفاوضات الوصول إلى هدف واحد: "استعادة الأسرى المحتجزين، دون إنهاء الحرب". وأضاف: "كأنها تقول: حكمنا على غزّة والمقاومة بالإعدام، ونريد فقط استعادة رهائنها لتنفيذ هذا الحكم".
وبخصوص وعود رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالقضاء على حماس واستسلام المقاومة، وصف الهندي هذه التصريحات بأنها "محض خيال"، مؤكدًا أن الجرائم في غزّة والتطهير العرقي في الضفّة الغربية قد تبدو انتصارات تكتيكية في مشروع نتنياهو الطويل لمحو الوجود الفلسطيني، لكنّها تخفي وراءها "حرائق لم تشتعل بعد".
وقال: "المقاومة متجذرة في وعي الشعب الفلسطيني، ولن يستسلم. قد يأتي يوم تشتاق فيه "إسرائيل" إلى حماس. الغضب المتراكم بين الناس في غزّة والضفّة والشتات هائل، وقد ينفجر في أي لحظة. هذا الغضب لا يقتصر على الفلسطينيين، بل يمتد إلى شعوب المنطقة وأحرار العالم. "إسرائيل" لم تعد تُصوّر كضحية، بل كجلاد".
وحول التصعيد "الإسرائيلي" بحجة استعادة الأسرى، قال: "هذا يخلق معضلة لحكومة الاحتلال: كيف تستعيد الأسرى دون دخول غزّة؟ وإذا دخل الجيش، سيتكبد خسائر كبيرة. لهذا تلجأ إلى القصف الجوي والمدفعي، لكنّها لن تحقق شيئًا على صعيد استعادة الأسرى".
وفي تعليقه على التحركات الأميركية في المنطقة، قال الهندي: "إن أهداف نتنياهو قد تصطدم بأجندة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يسعى للظهور بمظهر صانع الصفقات في ملفات حروب بايدن، سواء في غزّة أو أوكرانيا"، لافتًا إلى أن "ترامب قطع وعودًا كثيرة، لكنّه لم ينفذ شيئًا منها حتّى الآن".
وختم الهندي بالقول: "إن الضغوط الداخلية في "إسرائيل"، إضافة إلى إمكان تدخل الإدارة الأميركية، قد تدفع نحو اتفاق، ولو جزئيًا، لإطلاق سراح الأسرى".