اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي فوز عدد من بلديات القطاع الخامس بالتزكية في البقاع

مقالات

هل يعوّض ترامب من الخليج ما خسره في حرب الرسوم الجمركية مع الصين؟
مقالات

هل يعوّض ترامب من الخليج ما خسره في حرب الرسوم الجمركية مع الصين؟

73

ممّا لا شك فيه أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد خسر معركة الرسوم الجمركية التي فتحها ضد مروحة واسعة من الدول، وتحديدًا مع الصين التي رأت في هذه المواجهة "أم المعارك"، والتي انتظرتها طويلاً كي تُظهر تفوقها العلمي والاقتصادي المتسارع على الغرب، وتحديدًا على الأميركيبن. وبمعزل عن حقيقة تراجع الرئيس ترامب، عمليًا، عن هذه الحرب، مع إبقائه عليها إعلاميًا وظاهريًا فقط لحفظ ماء الوجه، يمكن القول إنّه فتح ثغرة اقتصادية وتجارية ضخمة ستعوّض له، مع نسبة أرباح غير قليلة، ما خسره في معركة الرسوم الجمركية، وهذه الثغرة هي في الخليج، وتحديدًا مع ثلاثي النفط والأعمال والثروات: السعودية والإمارات وقطر.

طبعًا، لا يمكن القول إن الرئيس ترامب كان سوف يبتعد عن فتح باب الصفقات التجارية الضخمة مع الدول الخليجية الثلاث المذكورة، لو لم يكن قد انخرط خاسرًا في معركة الرسوم الجمركية، فتوجهه نحو هذه الدول دائما كان يشكّل باب الربح الأكبر لإدارته وللأغلب إدارات البيت الأبيض السابقة؛ وعليه، من الضروري الإضاءة على بعض تفاصيل ومعالم هذه الصفقات، من خلال الإضاءة على صفقته مع قطر، كونها نموذجًا مثاليًا لما يمكن أن تكون عليه الصفقات الأخرى، مع السعودية أو الإمارات العربية المتحدة. 

بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا"؛ "وقّع الجانبان الأميركي والقطري اتفاقية لشراء طائرات من شركة "بوينج"، و"بيان نوايا" للتعاون الدفاعي، و"خطاب العرض والقبول" لطائرات مسيّرة من طراز MQ-9B، و"خطاب العرض والقبول" لنظام مضادات الطائرات المسيّرة FS-LIDS "؛ وبحسب أغلب المصادر الأخرى، أن مبالغ الصفقات قد تمحورت، بشكل عام، في ما يتعلق بأكثر من ١،٢ تريليون دولار، ومن ضمنها مبلغ ٢٧٥ مليار دولار ثمنًا لصفقة الطائرات والمسيّرات والدفاع الجوي، والتي ذكرتها وكالة "قنا".

أولاً- أن تعمد دولة، مثل قطر، إلى شراء أسطول ضخم من طائرات البوينغ المخصصة للنقل وللشحن بهذه المبالغ الضخمة، في الوقت الذي تملك فيه - قبل هذه الصفقة - الأسطول الأكبر والأحدث في المنطقة من طائرات البوينغ، فهذا الأمر لا يحمل تفسيرًا إلّا كونه "تمويلاً مفروضًا" لمصلحة الأميركيين. 

ثانيًا – الدول كلها، في المبدأ، حتى التي لا يوجد أي اشتباك أو صراع مباشر بينها وبين أية دولة أخرى جارة لها أو بعيدة عنها جغرافيًا، تتسلح في الحد الأدنى، وتعتمد عقيدة عسكرية دفاعية استباقية، من منطلق حماية حدودها ومصالحها وأمنها القومي. لكن أن تعمد دولة، مثل قطر، إلى الحصول على هذه النماذج المتطورة من الأسلحة الأميركية الغالية الثمن، مثل مسيّرات طراز -MQ-9B، بالاضافة إلى نظام مضادات الطائرات المسيّرة FS-LIDS الأميركي المتطور، مع أسلحة أخرى لم تذكرها وكالة "قنا"، وبمبلغ يتجاوز ٢٧٥ مليار دولار - مع طائرات البوينغ - وهي الدولة التي لا تخاصم أية دولة أخرى، لا في المنطقة ولا في أية بقعة أخرى من العالم، وهي الدولة، أيضًا، التي تحمل لواء تطبيع العلاقات مع كيان الاحتلال، والتي تعمل جاهدة دائما على تقريب وجهات النظر بين أغلب الدول العربية وبين كيان الاحتلال..هذا كله يجعل الأمر، أيضًا، لا يعدو كونه، وعبر هذه الصفقة الغريبة، مشروعًا تمويلًا آخر لمالية الولايات المتحدة الأمريكية. 

هكذا يكون الرئيس ترامب.. في زيارة تاريخية خاطفة، استطاع عبر الترغيب المقنع بالإشادة بإنجازات الدول الخليجية الثلاث، وعبر الترهيب الذي غلّفه بعبارة "لولا حمايتنا لم تكن هذه الدول الخليجية موجودة"، قد عوّض - "بضربة معلّم" - خسائر معركة الرسوم الجمركية كلها، وأصبح جاهزا للتراجع عنها مسلحًا بعدة تريليونات من الدولارات الخليجية..!.

الكلمات المفتاحية
مشاركة