تحقيقات ومقابلات

بلدية بعلبك.. استحضارٌ لمعركة سياسية وإهمالٌ لحرمانها من الموازنات
تتجه الأنظار اليوم إلى مدينة الشمس التي يحطّ فيها قطار الانتخابات في محطّته الثالثة، يوم الأحد المقبل.
عنوان أيّ نشاط في موسم الانتخابات البلدية والاختيارية الإنماء وخدمة الناس، لكن في مدينة بعلبك الوضع مُختلف. تتجه الأنظار اليوم إلى مدينة الشمس التي يحطّ فيها قطار الانتخابات في محطّته الثالثة، يوم الأحد المقبل. من بوابة الحرمان والمشاكل المُتراكمة، تبدأ الدعاية الإعلامية للتصويب على لائحة التنمية والوفاء والمجلس البلدي القديم، وتحويل الاستحقاق إلى معركة سياسية تهدف إلى تغيير الهوية الوطنية للمنطقة.
المرشح لعضوية المجلس البلدي في بعلبك عن لائحة الوفاء والتنمية محمد سعادة الجمال يتحدّث لموقع "العهد" الإخباري عن خلفية ما يُساق من أجواء من أجل تصوير المنافسة الديمقراطية المرتقبة على أنها نزال سياسي مصيري.
بحسب الجمال، الانتخابات البلدية إنمائية وليست سياسية، "لكن منافسينا أجبرونا على تحويلها إلى سياسية، والاستثمار في عناوين خدماتية تُعتبر جوهر المشاكل في المدينة".
ويضيف الجمال: "أزمة النفايات في بعلبك قديمة وهي من أكثر المشاكل التي تؤرق أهالي وسكان المدينة، غير أن الإدارة الصحيحة في البلدية لا تستطيع القيام بأية معالجة بلا تمويل"، ويوضح أن "موازنة بلدية بعلبك كانت قديمًا 4 مليارات ليرة، واليوم أصبحت لا تتعدّى الـ 45000 دولار في السنة. بلدية بعلبك تحتاج شهريًا بين رواتب وصيانة ومحروقات إلى 3 مليارات في الشهر الواحد، إلّا أن موازنتها على مدى سنة كاملة لا تسدّ حاجاتها لشهر"، ويؤكد أمام هذا الواقع أن "حزب الله هو من دعم البلدية طيلة الفترة الماضية وأعطاها دفعًا إضافيًا من أجل تأمين رواتب الموظّفين وحتى تُنجز مهمّة تنظيف المدينة".
ويتابع: "منذ عام 2019 إلى عام 2024، لم يتخلّ حزب الله عن أبناء بعلبك من أزمة "كورونا" وتأمين الأوكسجين ونقل المُصابين والمتوفّين، إلى حلّ مشكلة احتكار المازوت في أزمة المحروقات وتأمينها للناس عبر توزيع الكميات من خلال محطات الأمانة، وصولًا إلى المساهمة في التخفيف عن الناس بمواجهة أزمة احتكار المواد الغذائية والأدوية، وكذلك الحال بالنسبة للوازم وتجهيزات دائرة النفوس في بعلبك حتى تتابع عملها وتسيّر شؤون الناس، ولا سيّما على صعيد إصدار إخراجات القيد".
يرى الجمال أن "الخطابات التي ترفع شعار تصحيح الإدارة في البلدية من دون المطالبة بتمويل وتخصيص موازنة كافية هي خطابات غير واقعية"، ويقول: "الحقيقة الثابتة أن الدعم المستمر لحزب الله لبلدية بعلبك يُسهم في استمرار عمل البلدية، وإذا لم تعد الموازانات كالسابق في بلدية بعلبك فأيّ مشروع إنمائي في المنطقة لن ينجح".
وإذ يصرّح "من ينتمي إلى بعلبك فليقّدم ما يستطيع لانتشال المنطقة من أزماتها ودعم موظّفي بلديتها، خاصة أنها محرومة منذ عقود"، يسأل "هل سيستمر الدعم الخارجي للبرامج الإنمائية مقابل لائحة التنمية والوفاء بعد إنجاز الاستحقاق البلدي؟".
أمام النشاط الإعلامي الذي يجري تحت عناوين "احتكار السلطة البلدية بيد فئة حزبية"، يسأل الجمال أيضًا: "لماذا تحويل المعركة إلى سياسية؟ لماذا استحضار لغة السياسة وتغيير وجه المدينة في هذا الاستحقاق؟ وأين كان أصحاب هذا الخطاب عندما كانت المدينة بحاجة فعلًا إلى مساعدات ودعم في الأزمات الخانقة؟ ألم يكن الأوْلى المبادرة إلى مساعدة البلدية في السنوات الماضية؟".
الجمال يُشير إلى أن الحملات المضادة التي تعمل اليوم على تسطيح الاستحقاق البلدي الديمقراطي تنشط بدعم مالي مباشر من السفارات"، وإزاء ذلك يشدّد على أن "هذه المنطقة منذ البدايات وحتى الآن ستبقى هويّتها مقاومة، فهي التي حمتها أمنيًا وساندتها إنمائيًا".