اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي مقارنة بين الجيشين الهندي والباكستاني وتداعيات إسقاط باكستان لطائرة رافال

إيران

الصحف الإيرانية: عقلية ترامب
إيران

الصحف الإيرانية: عقلية ترامب "ازدرائية" تجاه الحكومات العربية

126

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 17 أيار 2025 بزيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة إلى المنطقة والربح الذي تم "نشله" في مقابل الضمانات الأميركية لدول الخليج.

وبالتزامن، اهتمت بالسلوك الإيراني المقابل لهذه السياسة سواء في ساحة المفاوضات أم غيرها.

الأمن المستعار في غرب آسيا

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "رسالت": العديد من النظريات الأمنية التي أصبحت الإطار النظري والأساسي لوصف وتحليل العلاقات الكلية في النظام الدولي في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية قد فقدت فعاليتها. والآن، في عام 2025، حدد الرئيس الأميركي، خلال رحلته إلى منطقة غرب آسيا، علاقة جديدة بين البترودولارات العربية والأمن المستعار".

وقالت: "في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية وحتى أثناء الحرب الباردة بين البيت الأبيض والكرملين، أدت التهديدات والفرص المشتركة المتأصلة أو المكتسبة إلى ربط الجهات الفاعلة مع بعضها البعض وإنشاء أنظمة أمنية متعارضة مع بعضها البعض. وتم تشكيل حلف شمال الأطلسي وحلف وارسو في مثل هذا السياق".

وتابعت: "نحن نتحدث الآن عن عام 2025: حيث رأى ترامب، بصفته رئيسًا للولايات المتحدة، أن المصالح والتهديدات المشتركة تشكل شرطًا ضروريًا لإنشاء أنظمة أمنية جديدة في النظام الدولي. وبناء على ذلك، حذر الرئيس الأميركي الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن عدم قدرتها على دفع تكاليف دفاعها سيؤدي إلى تقاعس واشنطن في حال وقوع هجوم روسي (على أعضاء الناتو). وهذه القاعدة تنطبق على العرب أيضًا. وبدلًا من أن يقول الأمن يجلب المال، أكد الرئيس الأميركي لابن سلمان وبن زايد أن الأمن يحتاج إلى المال!".

وأكدت أنه "من ناحية أخرى، يخشى المسؤولون السعوديون والإماراتيون والقطريون من خطاب ترامب بشأن القضايا الأمنية، لأن واشنطن، من ناحية، تعتبر الشريك الرئيسي الخفي والمعلن لهذه الدول العربية في مشاريع أمنية اقتصادية كبرى، ومن ناحية أخرى، أصبح التحالف مع واشنطن أحد ثوابت صنع السياسات الأمنية في الدول العربية في المنطقة خلال العقود الأخيرة". 

وقالت إن "الوضع ينبئ بالكثير، فقد حوّل ترامب مخاوف العرب من تغير الافتراضات الأمنية في المنطقة والنظام الدولي إلى تكلفة عليهم ودخل للولايات المتحدة". 

ولفتت إلى أن الرئيس الأميركي اعتمد استراتيجيتين متزامنتين للحفاظ على الاتجاه الحالي في منطقة غرب آسيا، خلق التهديدات وإزالة الفرص، مردفةً أن المواقف الوقحة والوهمية التي اتخذها دونالد ترامب في الرياض بشأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشكل مثالًا ملموسًا على صناعة التهديد في نظام الأمن الجديد الذي تبنته واشنطن في غرب آسيا. 

وأشارت إلى أن الاستراتيجية الأميركية الثانية تتركز على عدم تمكين القوى في المنطقة. وعليه فإن تحقيق أي نظام أمن جماعي يتعارض مع مصالح واشنطن التدخلية يعد خطًا أحمرًا بالنسبة للمؤسسات العسكرية والأمنية الأميركية في منطقة غرب آسيا. وليس من دون سبب أن واشنطن كانت دائمًا تعطل الطريق إلى استقرار وتعزيز العلاقات بين دول الخليج وإيران، بل وحتى، في أغلب الأحيان بشكل غير رسمي وسري، كانت ترشق الحجارة على تعاونها أو تآزرها الأمني الجماعي. 

وقالت إن ما يؤدي إلى فشل اللعبة الأمنية الأميركية الجديدة في المنطقة هو التحول في فهم العرب في المنطقة لمصطلحي التهديد والفرصة وتداعياتهما، ويمكن لجهازنا الدبلوماسي والسياسي الخارجي أن يلعب دورًا بارزًا وفعالًا في دفع هذه العملية إلى الأمام.

عودة من عند "البقرة الحلوب"

من جهتها، ذكرت صحيفة "وطن أمروز" أن "عودة ترامب إلى الساحة السياسية العالمية وزيارته الأخيرة إلى المنطقة، وخاصة المملكة العربية السعودية، لا تذكرنا برقصة السيف والعقود التي تبلغ قيمتها مليار دولار في عام 2017 فحسب، بل إنها أيضًا بمثابة إعادة كشف عن عقلية ازدرائية وأدائيّة تجاه الحكومات العربية في المنطقة".

وأوضحت أن "هذه العقلية التي عبر عنها علانية خلال فترة ولايته الأولى كرئيس، وطبع على السياسة الخارجية السعودية لقب البقرة الحلوب، لكن المسألة الآن ليست مجرد تكرار الإهانة، بل السؤال: لماذا تتكرر هذه الإهانة؟ وكيف وجد ترامب نفسه مرة أخرى في موقف حيث أصبحت بعض الحكومات العربية في الخليج، وخاصة السعودية، مستعدة لاستقباله بأذرع مفتوحة؟! ولم يتردد ترامب، بلغته العملية، قط في التغطية على نهجه الموجه نحو الربح في العلاقات الخارجية". 

وتابعت: "اليوم، وبعد أن فقدت الولايات المتحدة موقعها الاستراتيجي في الشرق الأوسط في ظل إدارة ضعيفة (جو بايدن)، عاد ترامب ليعيد تعريف نفس الصفقة القديمة بوجه جديد، والمملكة العربية السعودية، التي تمزقت في السنوات الأخيرة بين جدار انعدام الأمن العالي في اليمن والمنافسة الشديدة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، عادت الآن، مع تراجع الثقة في قدرات أميركا، بحذر وقلق، لوضع ترامب على جدول الأعمال مرة أخرى، لأن تجربة إدارة بايدن بالنسبة للسعوديين، أكثر من أي شيء آخر، أثارت لديهم الضعف واللامبالاة والتراجع عن التهديدات الإقليمية. وهنا يلتقي الازدراء والترحيب معًا. ويعلم السعوديون أن ترامب قد يصفهم مرة أخرى باللغة القاسية التي استخدمها في الماضي، ولكنهم ما زالوا يفضلون تجربة الوجود الأميركي، حتى في صورة مهينة، بدلا من تركهم بمفردهم". 

وختمت: "تنبع هذه المشكلة من أزمة هوية واستراتيجية في السياسة الخارجية للدول العربية، وليس من ضعف عسكري أو اقتصادي. ولا يزال من غير الواضح بالنسبة لهذه البلدان ما إذا كان ينبغي لها أن تواصل مسار الاستقلال الاستراتيجي عن الغرب أو أن تستمر في الاعتماد على ظل الأمن الاصطناعي الذي توفره أميركا".

تعزيز القوة في مضيق هرمز

صحيفة "إيران" من جانبها كتبت: "في الوقت الذي كان فيه دونالد ترامب يبحث عن حل غير مثمر لتغيير اسم الخليج إلى اسم وهمي، والذي كان من المفترض أن يتم خلال زيارته التي تستمر ثلاثة أيام لدول الخليج، توجه اللواء باقري، رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، إلى بندر عباس، برفقة اللواء أمير موسوي، القائد العام للجيش، واللواء سلامي، القائد العام للحرس الثوري الإسلامي"، مضيفةً: "خلال هذه الزيارة، زار اللواء باقري الوحدات العملياتية للجيش والحرس الثوري في جنوب البلاد، واطلع على آخر مستجدات الجاهزية القتالية والقدرات الدفاعية الإيرانية في الخليج". 

وتعتبر الزيارات الدورية للوحدات القتالية من الواجبات الأساسية لقادة القوات المسلحة، وفقًا للصحيفة، لكن ما ميز هذه الزيارة عن غيرها لم يكن فقط تزامنها مع زيارة الرئيس الأميركي إلى المنطقة، بل أيضًا الأمر الصريح والاستراتيجي الذي أصدره اللواء باقري لإعادة تعريف القدرات العملياتية وتنفيذ عقيدة دفاعية جديدة في الجزر المتنازع عليها. ولم يثبت هذا الأمر يقظة إيران في مواجهة التطورات الإقليمية فحسب، بل شهد أيضًا على تصميم طهران على تعزيز الردع والحفاظ على التفوق الاستراتيجي في الخليج.

المصدر : الصحف الإيرانية
الكلمات المفتاحية
مشاركة