اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي شعار مرشّحي المقاعد البلدية في بدنايل: سنبقى على خط المقاومة

عربي ودولي

عربي ودولي

فعالية في تونس بمناسبة الذكرى الـ77 للنكبة: تأكيد على المقاومة وتجريم التطبيع

تونس - عبير قاسم بمناسبة الذكرى 77 للنكبة الفلسطينية نظمت جمعية نوارس للثقافة والفنون وجمعية البناء الثقافي في تونس فعالية فكرية وثقافية في دار الثقافة ابن رشيق في شارع الحرية بوسط العاصمة التونسية
42

وشارك في الفعالية، التي حملت شعار تحت شعار "العودة حق .. حتمًا سنعود" وأتت ضمن فعاليات "اليوم العالمي لحق العودة" للفلسطينيين إلى أرضهم، حشد كبير من التونسيين وشخصيات فكرية وناشطين، فيما كان لافتًا للنظر الشعار الذي رُفع في قاعة الدار وهو "إنّا على العهد"، الذي يرمز إلى تأكيد المشاركين في الفعالية أنّهم باقون على العهد للمقاومة ولسيد شهدائها سماحة السيد حسن نصر الله ورفاقه الشهداء. 

مقاومة ثقافية 

وأكّد المشاركون في الفعالية، التي جمعت بين تونس وفلسطين، أهمية المقاومة الثقافية ومواصلة المقاطعة كطريق وسلاح ضد التطبيع وضد التصهيُن بمختلف أشكاله. 

وقالت والدة شهيد علم فلسطين خالد فارس، في كلمتها أثناء تكريمها في الفعالية: "نحن ربّينا أولادنا على حب فلسطين وسنبقى على العهد حتى النصر باذن الله".

بدورها، أكّدت مديرة جمعية "البناء الثقافي" في تونس ذهبية فاهم، في حديث إلى موقع "العهد"، أنّ "هذه الفعالية الثقافية هي صوت لفلسطين وهي رسالة وفاء لقضية تجري في دماء التونسيين"، مشيرةً إلى أنّ "التطبيع لن يمرّ في تونس ما دام هناك وطنيون صادقون يحملون في أعناقهم أمانة فلسطين وحق العودة". 

وشدّدت على "ضرورة الحفاظ على الذاكرة ومواصلة النضال من أجل العدالة وحق العودة الفلسطيني".

من جهتها، تحدّثت الصحافية التونسية رئيسة قسم الثقافة في صحيفة "لوتان" منى بن قمرة، في كلمتها خلال الفعالية، عن "الدور الأساس للفن الدرامي، والمسرح بشكل خاص، في الدفاع عن القضية الفلسطينية". واعتبرت أنّ "المسرح لا يقتصر على تمثيل العالم بل إنّه يهزّه، ويطرح الأسئلة حوله، وفي بعض الأحيان يحوّله". ورأت أنّ "هذا الفن يعطي صوتًا للغائب، وفلسطين تجسّد هذا الغياب الصارخ، هي المحرومة من الذاكرة منذ أكثر من 75 عامًا".

وذكَّرت بـ"ثلاث شخصيات رئيسة قاومت المحو من خلال أعمالها، وهي: المخرج التونسي توفيق الجبالي، الكاتب الفرنسي جان جينيه والكاتب المسرحي البريطاني هارولد بينتر"، مشيرةً إلى أنّ "كل واحد منهم، بطريقته الخاصة، كان سيقدّم لفلسطين مساحة للعودة الرمزية، من خلال المسرح، والكلمات، والصمت".

وبشأن مسرحية "الفلسطينيون" لجبالي، أوضحت أنّها "لا تحكي قصة، بل تستحضر شخصيات وأحداث وشظايا من الذاكرة، ووجوهًا مُمحاة. وبذلك، أصبح المسرح مكانًا للمقاومة، والمنفى شكلًا من أشكال القتال".

وفيما يتعلّق بجان جينيه، استذكرت شهادته بشأن مجزرتَي صبرا وشاتيلا، مؤكّدة "رقّة نظراته والقوة الشاعرية في كتاباته"، قائلةً: "جينيه لم يكتب كمثقف، بل كإنسان له ضمير حي. أمّا بينتر، فقد تحدّث عن مسرح الصمت والرقابة، حيث تتجلّى القوة من خلال حظر اللغة ومحو الهويات". واستدلّت بن قمرة بـ"خطاباته، بما في ذلك خطابه عند فوزه بجائزة "نوبل"، الذي أدان فيه بشدة الجرائم "الإسرائيلية" والصمت المتواطئ من جانب الديمقراطيات الغربية".

وخلصت بن قمرة في كلمتها إلى تِبيان أنّ "المسرح بالنسبة إلى هؤلاء الفنانين الثلاثة كان مكانًا للكرامة والذاكرة والنضال"، مضيفةً "حق العودة الفلسطيني لا يمكن اختزاله في مطلب سياسي: فهو يرمز أيضًا إلى الحق في الكلام، ورواية القصة، والوجود".

الكتابة فعل مقاوم

وفي حديث إلى موقع "العهد"، أكدّت بن قمرة أنّ "الكتابة كانت بالنسبة إليها طوال عملها الصحافي لمدة 24 سنة شكلًا من أشكال المقاومة الأخلاقية"، مجدّدة رفضها "الصمت المتواطئ تجاه ما يحصل في فلسطين وغزة، والتزامها بالكتابة طالما كان ذلك ضروريًا للتذكير بالحقيقة التي غالبا ما تكون مزعجة، ولكنّها ضرورية للعدالة".

وأخيرًا، أشارت إلى التكريم الذي أُقيم في "مهرجان كان السينمائي" لفاطمة حسونة، وهي مصوّرة صحافية فلسطينية شابّة قتلها الاحتلال مع عائلتها في قطاع غزة، لافتة الانتباه إلى أنّ "الفن والصحافة يتقاسمان مهمّة مشتركة: الشهادة، والمقاومة، وإعطاء صوت للمضطهدين".

من ناحيتها، تحدّثت الأسيرة المحرّرة في سجون الاحتلال ميسر عطياني، في كلمتها خلال الفعالية، عن "حق العودة وعن مقاومة أجدادها في مسقط رأسها نابلس لكل محاولات التهجير". 

وقالت عطياني: "الفلسطينيون لم يبيعوا أراضيهم مثلما تدّعي الرواية الصهيونية، بل تمّ تهجيرهم قسرًا في نكبة عام 1948. واليوم، ما حصل في غزة هو نكبة أخرى لكنّنا سننتصر وسنعود حتمًا".

من جانبها، أعربت الفنانة الفرنسية ديانا عن "التزامها كموسيقية ضد إهانة الشعب الفلسطيني ومن أجل حق العودة"، مستحضرةً "مشاركتها في العديد من المظاهرات في تونس وفرنسا وبروكسل"، مجدّدةً تأكيدها أنّها "ستواصل استخدام موسيقاها ومسرحها للتنديد بالإبادة المستمرة"، مقتنعةً بأنّ "للفلسطينيين الحق في العيش بكرامة والعودة إلى أرضهم".

واختتمت الفعالية بكلمات لطلاب تونسيين عبّروا عن التزامهم بالدفاع عن قضية فلسطين وعن حق العودة.
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة