ما تزال "تنومة"، ذلك الجرح الغائر في ذاكرة الشعب اليمني، ما ضمّدته السنون، ولا محت آلامه تعاقب الأيام. وفي الذكرى الخامسة بعد المئة على جريمة سعود النفاق والدعشنة في وادي "تنومة"، والتي سُفكت فيها دماء ثلاثة آلاف حاج يمني محرم في طريقه إلى بيت الله لأداء فريضة الحج، عارٍ من السلاح، مسلمٍ لله نفسه، فصوبت أنظمة التطبيع مع صهيون رصاصات حقدها نحوهم.

 في هذه الذكرى الأليمة، خرجت حرائر اليمن في عشرات الوقفات الحاشدة، في مختلف المحافظات الحرة، تستذكر ألم الفاجعة، وتهتف بأعلى صوت " آل سعود قرن الشيطان ...خدّام للأمريكان"...

بيان الوقفات أكد جملة من المواقف، مشيرًا إلى: "أن هذه الجريمة البشعة في حق ضيوف الله تأتي في إطار مساعي الأعداء المستمرة لاستهداف الحج ومشاعره المقدسة وبيت الله الحرام، وإخراجه من الدور الذي شاءه الله له، بأن يكون مثابة وأمنًا للناس - كل الناس - وتأتي تنومة ضمن سلسة من الفجائع التي لا يكاد يخلو منها موسم من مواسم الحج، ما بين حوادث دهس وحرائق وتدافع وغيرها من الحوادث والجرائم المختلفة، والتي يذهب ضحيتها المئات، حتى الآلاف من الضحايا من حجاج بيت الله الحرام".

طالبت اليمانيات: "الشعوب الإسلامية بالتحرك الجاد لتحرير الحرمين الشريفين من الهيمنة الصهيونية وسياستها الخطيرة في حصر الحج على دولة معينة أو قطر معين، لأن الحج معلم عالمي يخص المسلمين كلهم. وهذه السياسة تحقق مساعي المشروع الأمريكي- "الإسرائيلي" في المنطقة في صد المسلمين عن الحج، وإفراغه من محتواه، وتعطيل دوره المهم في توحيد الأمة الإسلامية".

غزة اليمن .... تحضر في كل ذكرى ومناسبة 

في وقفات تنومة الكبرى، لبّت اليمانيات فلسطينها وغزتها، ونادت الأمة للاستيقاظ من سبات ذلها وخنوعها، وأسمعت غزة : "لستم وحدكم".

كما أدانت الأنصاريات في بيان الذكرى:" الجرائم البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني الأميركي بحق أبناء غزة الصامدة، من مجازر وحشية وإبادة جماعية، وكذلك ما خلّفه العدوان الأميركي "الإسرائيلي" على اليمن من قتل ودمار وحصار، وبأن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، ومظلومية فلسطين وشعب الإيمان لن تُنسى"؛ مؤكدات "تمسكهن بحقهن في مواجهة الطغيان؛ حتى تحقيق النصر بإذن الله".

كما أكدت المحتجات في بيان تنومة: "أن نساء اليمن كافة على الرغم من مآسيهن وجراحهن، يرين أن القضية الفلسطينية ستظل جزءًا لا يتجزأ من هذه الجراح العميقة، وبأنها قضيتهن الأولى والمبدئية، وأن نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم وحركات المقاومة في فلسطين موقف ثابت، ولن تتراجع عنه، وبأنها تسعى عمليًا للإسهام بكل ما تستطيع في سبيل أداء واجبها الإيماني والإنساني تجاه إخوتها وأخواتها في فلسطين الأبية".

وأعلنت اليمانيات تفويضهن المطلق للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي - حفظه الله - في كل قرار وخيار، مباركاتٍ عمليات القوات المسلحة اليمنية الضاربة عمق كيان العدو. ودعت المحتجات إلى المشاركة الفاعلة للإنفاق في القافلة الكبرى – "قافلة إنّا على العهد" - لدعم معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس في مرحلتها الخامسة وما بعدها، مؤكدات في ختام المناسبة يقينهن بنصر الله، وبحتمية زوال الكيان المؤقت.

الكلمات المفتاحية