إيران

الصحف الإيرانية: تطوّرات المفاوضات النووية في الواجهة
الصحف الإيرانية ركّزت على أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود ومُعقّد
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 24 أيار 2025 بتطورات المفاوضات النووية، وركّزت على أن المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود ومُعقّد، ومن الممكن أن تكون محاولة خداع من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددًا.
الوحدة حول الخطوط الحمراء في المفاوضات
بدايةً مع صحيفة "رسالت" التي كتبت: "التصريحات الحازمة والصريحة الأخيرة لقائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بشأن المواقف الوقحة للمسؤولين الأميركيين بشأن التخصيب بنسبة صفر في المائة أظهرت بوضوح أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تدرك جيداً الأبعاد الصهيونية لمفاوضات مسقط وروما".
وأضافت "لقد كان هذا الرصد والعزيمة والذكاء سر نجاح بلادنا في السنوات التي أعقبت انتصار الثورة الإسلامية في إيران. وقد كتبت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية مؤخراً مقالاً بعنوان (الإيرانيون يتحدون حول خطوطهم الحمراء) ذكرت فيه أنه رداً على الطلب الأميركي بوقف تخصيب اليورانيوم في إيران، اتحد المسؤولون الإيرانيون وأعلنوا أن طهران لن تتجاوز خطوطها الحمراء.
وقد سعى السياسيون ووسائل الإعلام الأميركية إلى تقديم هذا المطلب المبتذل باعتباره أحد الشروط الضرورية للتوصل إلى اتفاق نهائي مع طهران، ولكن على النقيض من ذلك، وصفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منذ الجولة الأولى من المفاوضات في مسقط، التمتع بالحق في التخصيب الصناعي على أراضيها بأنه أحد الشروط الأساسية لأي مفاوضات مع الجانب الآخر. ومن الواضح أن إصرار الجانب الأميركي على تجاوز هذا الخط الأحمر سيؤدي إلى فشل المفاوضات والاتفاق من الأساس. وهناك نقطة قانونية وفنية مهمة في هذا الصدد لا يمكن تجاهلها. وترتكز هذه النقطة على التمييز بين الحق والامتياز، إن تخصيب اليورانيوم على نطاق صناعي هو حق أصيل".
وتابعت "خلال المفاوضات النووية التي أدت إلى الاتفاق النووي، أكد هانز بليكس، المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن تخصيب اليورانيوم حق، وفقا للمادة الرابعة من معاهدة منع الانتشار النووي. وهذا الحق يعود لأعضاء الوكالة، ولا تملك أي سلطة (ولا حتى الوكالة) حق إلغائها من الدول الأعضاء. ومن المؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية دخلت المفاوضات بمنطق قانوني وواضح تماماً ووفقاً لنظامها الأساسي. لقد رسم دبلوماسيو بلادنا خارطة الطريق للاتفاق الحقيقي في محادثات مسقط وروما، وليس أمام واشنطن (إذا كانت تسعى إلى اتفاق حقيقي) خيار سوى الالتزام بالمبادئ والخطوط الجريئة والثابتة التي رسمتها الأمة الإيرانية".
الاستنزاف الأمريكي للحرب القسرية
بدورها، أشارت صحيفة "همشهري" الى أن "الحرب بين روسيا وأوكرانيا وصلت إلى نقطة حرجة حيث يمكن للقرارات الاستراتيجية للأطراف ودور الجهات الفاعلة الدولية أن تحدد المسار المستقبلي. وفي حين تستمر الجهود الرامية إلى إرساء السلام، فإن انعدام الثقة العميق بين الأطراف والمصالح المتضاربة للقوى العالمية جعل من الصعب التوصل إلى اتفاق دائم. هذه الحرب التي تشكلت تحت ضغط واستفزاز من جانب الأميركيين وبمشاركة شخص عديم الخبرة مثل زيلينسكي، دخلت مرة أخرى في أجواء حساسة وهشة هذه الأيام مع تحرك الولايات المتحدة ووضعها للشروط المسبقة".
وقالت "رغم كل الدعم الذي قدمه الرئيس الأميركي السابق لأوكرانيا، إلا أن هذا الجو تغير بسرعة مع وصول ترامب إلى السلطة، وفاجأت واشنطن المجتمع الدولي الداعم لأوكرانيا بمواقفها. في الأيام الأخيرة، أعلن مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز أن الولايات المتحدة تعارض عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لأنها قد تؤدي إلى التزامات عسكرية فورية بموجب المادة الخامسة من ميثاق الناتو".
وبحسب الصحيفة، تشير التقارير أيضًا إلى أن إدارة ترامب اقترحت اتفاق سلام يتضمن الاعتراف بالسيطرة الروسية على شبه جزيرة القرم وغيرها من الأراضي المحتلة في أوكرانيا مقابل رفع العقوبات وعدم عضوية أوكرانيا في حلف شمال الأطلسي. يبدو أن كل الوعود التي أطلقها ترامب بأنه سيخلق الظروف للسلام بعد حصوله على تصويت الشعب الأمريكي في أوكرانيا هي مجرد خدع دعائية، ولا يبدو أن هناك أي إرادة جادة لإحلال السلام.
ولفتت الى أن "الولايات المتحدة، في أحدث تكتيكاتها ضد القوى الناشئة التي تنتقد النظام الأميركي في العالم، تستغل فخ التوتر الجيوسياسي في العمق الاستراتيجي لخلق الأساس لإضعاف هذه القوى الناشئة التي تريد حصة أكبر من فطيرة القوة في النظام الدولي. كانت روسيا واحدة من الدول الرائدة التي عملت على تقليص حصة الدولار في المعاملات الدولية وإنشاء وتفعيل المؤسسات الإقليمية مثل مجموعة البريكس ومنظمة شنغهاي للتعاون والاتحاد الاقتصادي الأوراسي وغيرها، وذهبت إلى الحرب ضد أدوات الهيمنة الأميركية، أي الدولار والمنظمات الدولية، وعليه تحاول الولايات المتحدة أيضاً خلق الأساس لإضعاف روسيا من خلال التوتر بين روسيا وأوكرانيا".
التنسيق الصهيوني الأميركي والطريق المسدود في المفاوضات
أمّا صحيفة "كيهان" فجاء فيها: "في حين لا يزال المراقبون الدوليون يبحثون عن إشارة إلى الاستقلال في السياسة الخارجية الأميركية خلال ولاية ترامب الثانية، كشف اللقاء المقرر بين المبعوث الخاص لترامب ومسؤولي الأمن الإسرائيليين في روما، قبل بدء المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، عن حقيقة مريرة: البيت الأبيض دخل الميدان ليس من أجل التوصل إلى اتفاق، بل من أجل تنفيذ خطة تل أبيب. عندما تخدم الدبلوماسية مشاريع استخبارات الموساد ودوائر الحروب الصهيونية، لم يعد بوسعنا أن نتحدث عن الحوار أو الاتفاق أو حسن النية. كل ما تبقى هو مجرد عرض للمفاوضات يهدف إلى الفرض والقوة. في حين أن الدبلوماسية قد تمهد الطريق للعقلانية والمشاركة، فإن التمسك الأعمى من جانب البيت الأبيض بالسياسات العدوانية التي تنتهجها تل أبيب أدى إلى دفع المفاوضات بين طهران وواشنطن إلى حافة الفشل، حيث عقد رون ديرمر وزير الشؤون الاستراتيجية "الإسرائيلي"، وديفيد بارنييه رئيس جهاز الموساد الإرهابي، اجتماعا مقررا مع ستيفن ويتكوف الممثل الخاص لترامب في الشرق الأوسط، على هامش الجولة الجديدة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، بحسب موقع أكسيوس".
وقالت إن "هذا اللقاء لا يحمل رسالة جديدة فحسب، بل إنه يشهد على حقيقة مريرة: خلال فترة ولاية ترامب الثانية كرئيس، تنازلت الولايات المتحدة بشكل كامل عن السيطرة على المسار الدبلوماسي لصالح نتنياهو والحركة الصهيونية المتشددة. إن زيارة ديرمر وبارنييه إلى روما بهدف تنسيق المواقف والحصول على تقرير عاجل بعد المفاوضات، تظهر بوضوح أن مشروع المفاوضات النووية يتلقى الأوامر ليس فقط من واشنطن، بل وأيضاً من تل أبيب. لقد أصبح المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، في الواقع المنفذ لخريطة الطريق، التي تم تطويرها حول تحالف ترامب-نتنياهو والتي لم يكن هدفها أكثر من جلب المفاوضات إلى طريق مسدود".
وختمت "من الواضح أن إدارة ترامب الثانية لم تكن لديها أي نية حقيقية للتوصل إلى اتفاق متوازن. وتظهر تصرفات البيت الأبيض أن ما تسعى إليه أميركا تحت ستار المفاوضات ليس أكثر من مجرد خدعة دعائية للتغطية على سياساتها الإقليمية العدوانية والفاشلة".