جدّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، تأكيده أنّ "استمرار التعاون مع "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" مشروط بإصلاح المعايير المزدوجة تجاه الملف النووي الإيراني"، مشدّدًا في الوقت نفسه على أنّ أيّ "عدوان آخر سُيواجَه برد أكثر حزمًا وصرامة".

وقال بزشكيان، مساء الخميس 10 تموز/يوليو 2025 في اتصال هاتفي برئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، إنّ "المواقف المبدئية للجمهورية الاسلامية الايرانية هي على طريق التعاطي البناء والحوار المؤثّر مع العالم"، مؤكّدًا "تَمسُّك طهران بالسلام والاستقرار والأمن الإقليمي والدولي لا سيّما في العهد الجديد".

وبيّن الرئيس الإيراني "الممارسات الإجرامية للكيان الصهيوني ودوره الهدّام في إرباك السلام والأمن الدوليَّيْن"، قائلًا: "إنّ بلدنا وبينما كان يتبع مسار الحوار والمحادثات تعرّض لعدوان الكيان الصهيوني وأميركا، وعندما واجهوا الرد الحازم للجمهورية الإسلامية الإيرانية اضطرّوا إلى طلب وقف إطلاق النار"، مضيفًا أنّ "الكيان الصهيوني، وبلا ريب، لم يكن قادرًا على القيام بهكذا عمل من دون التنسيق مع أميركا وسماحها له بذلك".

وردًّا على مخاوف رئيس المجلس الأوروبي من تَوقُّف التعاون بين إيران والوكالة، أبدى الرئيس الإيراني "تَمسُّكه بمبدأ الحوار والدبلوماسية والاحترام المتبادل وأُطُر القانون الدولي"، معتبرًا أنّ "القرار الأخير الذي تبنّاه مجلس الشورى (الإيراني) جاء كردٍ على السلوكيات المنحازة وغير المهنية للمدير العام للوكالة (رافاييل غروسي)".

وتابع بزشكيان قوله: "إنّ عدم التقيُّد بمبدأ الحياد في تقديم التقارير والتغاضي عن الهجوم السافر على المنشآت النووية الإيرانية، والسكوت عن خرق القانون الدولي، تُعَدُّ أمثلة تُلْقِي بظلال من الشك على موقع الوكالة الدولية ومصداقيتها، وأسفرت عن التصديق على هكذا قانون لدى مجلس الشورى". 

وأضاف: "أحد تَوقُّعات الدول من الانخراط في عضوية المنظمات الدولية مثل الوكالة الدولية، هو الإفادة المتّزنة من الدعم والمزايا التي توفّرها هذه العضوية. وبغير ذلك، فإنّ العضوية من عدمها في هذه المنظمات لن تكون ذا قيمة ومبرَّرة".

وأكّد في المقابل "توسيع العلاقات وتسوية القضايا العالقة مع الاتحاد الأوروبي عن طريق الحوار البناء والمتّسم بالاحترام".

من جهته، تحدّث رئيس المجلس الأوروبي عن "حرص الاتحاد الأوروبي على إيجاد مقاربات دبلوماسية لتسوية القضايا العالقة وتوسيع التعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، متّفقًا مع بزشكيان على أنّ "المنظمات الدولية يجب أنْ تتجنّب أيّ معايير مزدوجة"، مشيرًا إلى أنّ "الاتحاد الاوروبي يُكِنُّ احترامًا بالغًا لتاريخ الشعب الإيراني وحضارته وثقافته وهو جاهز للحوار والتعاون بالكامل".

وقدّم كوستا التعزية باستشهاد مئات الإيرانيين في الهجمات الأخيرة للكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية، وقال: "إنّ الاتحاد الاوروبي يستنكر انتهاك "إسرائيل" لحقوق الإنسان في غزة، ويُشدَّد على ضرورة وقف الحرب وإرسال المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم المؤثّر للشعب الفلسطيني".

الكلمات المفتاحية