اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي العدوان على غزّة: 52 شهيدًا وعشرات الجرحى خلال 24 ساعة

نقاط على الحروف

الجنوب.. لوحة النصر الإلهي
نقاط على الحروف

الجنوب.. لوحة النصر الإلهي

أهلك يا جنوب عشاق فلسطين..
100

الكتابة عن الجنوب وأيام التحرير في العام ألفين كمن يجلس أمام لوحة أبدعها فنان عظيم، ويحاول أن يستوحي منها منظرًا ليرسمه. يعرف أنه عاجز عن وصف اللوحة كلها، أو أن يقتبس مشهدًا منها، يضيع من أين يبدأ، وأي جانب يأخذ من اللوحة، المهمّة صعبة بل تكاد أن تكون مستحيلة، إذ من يستطيع منافسة لوحة صنعها رجالٌ مدّهم الله بالريشة والألوان وقال لهم: أبدِعوا وأنا الملهِم؟

جنوبُ يا جنوب، كيف نتحدث اليوم عنك وأنت الرواية؟ وبأي ألوان نرسمك وأن أزهَرُ الألوان وأسحر اللوحات، وكيف نتحدث عن أيام انتصارك وأنت الشاعر النابغة والأديبُ والخطيبُ والفصيحُ والبليغ وأنت الذي تقصّ علينا أجمل القصص؟

جنوب يا جنوب، كيف نتحدث اليوم عن رجالك، رجال البطولة والشهامة والكرامة والشجاعة، سواقي الإباء الجارية من كلّ لبنان، جنوبًا وبقاعًا وشمالًا وضاحيةً، تلتقي كلها روافدَ تصب في بحرك المحيط؟

جنوب يا جنوب، وأيّ الرجال هم رجالك؟ وهل يستطيع مقال واحد أن يلمّ بكلّ ما فيهم من صفات الرجولة؟ نحتاج إلى مجلدات للإحاطة بأوصافهم وخصالهم ومناقبهم، ولكل خصلة مجلد، ولكل منقبة مجلد، مجلد عن الشجاعة، وثانٍ عن الإيمان، وثالث عن البصيرة، ورابع عن اليقين، والعاشر بعد المائة عن كربلائيين عاشورائيين هم مقدمة الكتاب ومتنُه والخاتمة.

جنوب يا جنوب، وأي أهل مدن وقرى هم أهلك؟ رفاق الصبر والصمود والتضحية، رفاق النزوح المتكرّر منذ وجود الكيان الإسرائيلي، ومع كلّ نزوح عودة، وصمود وثبات.

أهلك يا جنوبُ عشاق الأرض والوطن، وإن غدر بهم سياسيو الوطن كثيرًا، وإن قصّروا بحقهم، وتركوهم في ليلات العدوان والقتل والتهجير، لكن الوطن أكبر من سياسيين يأتون ويرحلون، ولا يبقى من ذكر لهم، سوى بصمات الانقياد للأميركي والفرنسي والسعودي وغيرهم.

أهلك يا جنوب عشاق فلسطين، شركاء معها في شروق الصباح وعتم الليالي وحر الصيف وأمطار الشتاء، وفي ارتقاء الشهداء ودماء الجرحى، ودموع الأمهات الثكالى والأطفال اليتامى، وشركاء معها - لا شكّ - في النصر القادم ولو بعد حين.

اليوم يمر ربع قرن على الانتصار الإلهي العظيم في العام ألفين، يوم غلبت فئة صغيرة جيشًا بكلّ عديده وعتاده، و{كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ}، فئة لم تنتظر أحدًا لينصرها، وحدها انتصرت ونصرت غيرها، و{إن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}.

سلام على الجنوب، وأهل الجنوب، ورجال الجنوب، وعلى فلسطين جارة الجنوب، وعلى كلّ من أحب الجنوب.

الكلمات المفتاحية
مشاركة