اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الشيخ الخطيب: الجنوب يُجسّد أسمى معاني الصمود الوطني في وجه العدوان

تحقيقات ومقابلات

في عيد التحرير.. أرسلان لـ
تحقيقات ومقابلات

في عيد التحرير.. أرسلان لـ"العهد": الدبلوماسية لا يمكن أن تكون بديلًا عن الدفاع

لمناسبة عيد المقاومة والتحرير، يتحدّث رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان لموقع "العهد" الإخباري عن هذه المحطة المشرقة في تاريخ لبنان
66

تزدحم ذاكرة رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان بمشاهد تحرير الجنوب عام 2000. لم يكن هذا الحدث بالنسبة إليه حدثًا عابرًا في التاريخ، بل نقطة تحول مفصلية. حين يُسأل عن هذا اليوم، وهو كان في طليعة الزعامات التي زارت الجنوب في حينه، ينتقي المير طلال عبارة "الجنوب ينهض من تحت ركام الاحتلال، وأبناؤه يرفعون رايات النصر لا الاستسلام". وفق قناعاته، تختصر هذه الجملة المشهد لما تحمله من معانٍ بليغة. 

وفي مقابلة مع موقع "العهد" الإخباري، يستعيد أيام التحرير، فيحضر في البال مشهد وصوله إلى حاصبيا ومرجعيون، حيث امتزجت دموع الناس بالفرح. يُشدّد في هذه المناسبة على أنّ هذه المحطة كرّست قناعة راسخة بأنّ خيار المقاومة هو الخيار المجدي لحماية لبنان. يؤمن أنه بعد مرور ربع قرن أثبتت المقاومة، وعلى الرغم من كلّ ما حصل، أنها قادرة على فرض معادلات ردع حقيقية. أما الحملات التي تتعرض لها، فهي متوقعة لأنها مقاومة حقيقية تقف بوجه المشروع الصهيوني وأدواته. وفي ما يتعلّق بسلاح المقاومة، يلفت أرسلان إلى أنّ التمسك به ليس ترفًا، بل هو الضمانة الوحيدة بوجه الاحتلال وأطماعه. 

وحول الاعتداءات اليومية الحاصلة في الجنوب، يؤكّد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني أنّ المقاومة تُثبت مجددًا أنها درع الوطن، أما الدبلوماسية، فهي مطلوبة ولكن لا يمكن أن تكون بديلًا عن الدفاع، وخصوصًا حين تكون عاجزة. 

وردًا على سؤال، يستذكر رئيس الحزب الديمقراطي الوطني سيّد التحرير، سيد شهداء الأمة، الشهيد السيد حسن نصر الله، فيصف استشهاده بالموجع، على الصعيدين الشخصي والوطني. استشهاده خسارة كبرى، لكنّ دمه أعاد بعث روح المقاومة من جديد، ورسّخ اليقين بأن هذا الطريق، رغم التضحيات، هو الطريق الوحيد للكرامة والسيادة. 

وفي ما يلي نص المقابلة: 

سعادة المير، كقيادي وطني ودرزي، ما الذي مثّله لكم حدث التحرير على المستوى الشخصي والسياسي؟

حدث التحرير لم يكن محطة عابرة في التاريخ، بل هو نقطة تحوّل مفصلية أعادت للبنان كرامته وسيادته. على المستوى الشخصي، كان ذلك اليوم ترجمة فعلية لإيماننا العميق بأنّ الاحتلال لا يُهزم إلا بالإرادة والمقاومة، وليس بالتسويات. أما على المستوى السياسي، فقد كرّس قناعة راسخة بأنّ خيار المقاومة هو الخيار المجدي لحماية لبنان.

ما الذي يمكن أن تطلعونا عليه من كواليس ما قبل الانسحاب؟ هل من مواقف لا تزال عالقة في الذاكرة؟

 الذاكرة مليئة بالمشاهد، لكنّها تختصر كلها بصورة واحدة: الجنوب ينهض من تحت ركام الاحتلال، وأبناؤه يرفعون رايات النصر لا الاستسلام. كنت على تواصل دائم مع الإخوة في المقاومة ومع أهلنا في الجنوب وأهلي مشايخ وأبناء قضاء حاصبيا، وكنت أعرف أن ساعة النصر آتية. لا أنسى المشهد لحظة الوصول إلى حاصبيا ومرجعيون، حيث امتزجت دموع الناس بالفرح.


لطالما كنتم من أبرز الأصوات الداعمة لخيار المقاومة، ما الذي يجعلكم تعتبرون هذا الخيار ضرورة وطنية دائمة؟ وما الذي يجعلكم تتمسكون بالسلاح؟

 المقاومة لم تكن هواية ولا خيارًا عاطفيًا، بل هي استجابة واقعية لتهديد دائم اسمه "إسرائيل"، ومن يعش في هذه المنطقة يعرف أن العدوّ لا يفهم إلا لغة الردع والقوّة. لذلك، التمسك بسلاح المقاومة ليس ترفًا، بل هو دفاع مشروع عن الأرض والكرامة، وهو الضمانة الوحيدة بوجه الاحتلال وأطماعه، في ظل غياب الإرادة الدولية الحقيقية لردع العدوان.

كيف تقرأون ما يجري اليوم جنوبًا، في ظل الاعتداءات "الإسرائيلية" اليومية؟ برأيكم، إلى أي مدى يتقدّم خيار المقاومة على الدبلوماسية؟

ما يحصل اليوم هو امتداد لنهج عدواني مستمر منذ نشأة هذا الكيان. المقاومة في الجنوب تدافع عن لبنان بوجه العدوان، وتُثبت مجددًا أنها درع الوطن. أما الدبلوماسية، فهي مطلوبة ولكن لا يمكن أن تكون بديلًا عن الدفاع، وخصوصًا حين تكون عاجزة. 

 بعد ربع قرن على التحرير، هل تعتقدون أن المقاومة اليوم ما زالت قادرة على فرض معادلة الردع؟ وكيف ترونها بموازاة كلّ ما تتعرض له من حملات؟

أثبتت المقاومة على الرغم من كلّ ما حصل أنها قادرة على فرض معادلات ردع حقيقية. أما الحملات التي تتعرض لها، فهي متوقعة لأنها مقاومة حقيقية تقف بوجه المشروع الصهيوني، وأدواته. نحن نثق بشعبنا، ونعرف أنه يميز بين من يضحّي ومن يتآمر، وبين من يدافع عن الأرض ومن يساوم على الوطن.

ما هي رسالتكم للجيل الجديد، الذي لم يعش الاحتلال لكنّه يرث تضحيات التحرير؟

رسالتي للجيل الجديد أن لا ينسى من قدّم الدم ليحيا هو بحرية. أن يدرك أن هذا النصر لم يكن هدية، بل ثمرة نضال ودموع وآلام. وعليه مسؤولية كبرى بالحفاظ عليه، لا بالتنكر له. فالمقاومة ليست فقط بندقية، بل ثقافة، وكرامة، واستقلال، ولا مستقبل لأي وطن دون ذاكرة مقاومة.

شاهدنا حضوركم في التشييع المبارك لسيد شهداء الأمة. كيف تصفون علاقتكم الشخصية معه؟ وكيف تلقيتم نبأ الاستشهاد؟

الشهادة كانت موجعة، على الصعيدين الشخصي والوطني. عرفته قائدًا شجاعًا، متواضعًا، عميقًا في إيمانه وفكره ووطنيته. كانت لنا لقاءات كثيرة في مراحل دقيقة، وكان دائمًا يرى أبعد من اللحظة، يعرف متى يصبر ومتى يواجه. استشهاده خسارة كبرى، لكن دمه أعاد بعث روح المقاومة من جديد، ورسّخ اليقين بأن هذا الطريق، رغم التضحيات، هو الطريق الوحيد للكرامة والسيادة. علاقتي به كانت علاقة احترام وتقدير ومحبة، وعندما سمعت الخبر، شعرت أنّ جبلًا من الصبر والتضحية ارتقى. رحمه الله وجميع الشهداء.

الكلمات المفتاحية
مشاركة