اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي اللواء سلامي: إذلال شعبنا أمر غير ممكن ولا وجود للهزيمة في قاموسنا

نقاط على الحروف

25 أيار: صفعتان على وجه العدا.. 
نقاط على الحروف

25 أيار: صفعتان على وجه العدا.. 

شمس العيد هذا العام أشرقت بنورين متوازيين: نور النّصر الذي تحقّق عام 2000 وأذهل العالم، ونور الحقيقة الذي سطع من فوق ركام القرى المدمّرة
80

يقترن لفظ "عيد التحرير" بسيل انفعالي أخّاذ يطوي الزمان ويعيد أهل العيد إلى تلك اللحظات الشامخة، إلى الهنيهات الأولى للدخول إلى القرى وقد تحرّرت بعد دهر من أسر خلف قضبان العدوّ وعملائه.

 في مثل هذا اليوم، قبل خمس وعشرين سنة، اكتمل التحرير على وقع لهفات أهل "الشريط" وهم يدخلون قراهم آمنين، يحتضنون التراب الملهوف إلى خطواتهم، يقبّلونه بعد سنين من غياب. في ذلك اليوم الأبيّ، حرّر الجنوب كلّ البلاد من النفَس الانهزامي، وطعن صدر العالم المستكبر بحربة المقاومة. في ذلك اليوم الذي كلّما تراكمت فوقه السنين يزداد ألقًا وتوهّجًا، سطعت من عامل شمس الحقيقة التي تقول إنّ إسرائيلهم تلك، كيان يُهزم، ويفرّ مذعورًا تاركًا خلفه قافلة عملاء تستجدي "أن تنكحت بشرف"!

25 أيار، بعد 25 سنة، عاد متزامنًا مع صفعة جديدة وقعت على وجه الصهاينة: قرى الحافّة المقاتلة، التي دمّرها العدوّ تحت غطاء القرارات الدولية والعجز الدبلوماسي، بعدما عجز عن دخولها طوال أيام القتال في معركة أولي البأس، سطّرت بالأمس حكاية جديدة من حكايات شرف المقاومة: راهن العدوّ على كسر روح القتال أقلّه في هذه القرى التي استحالت بيوتها ركامًا وشوارعها شواهد دمار وعدوان، فقالت في صناديق الانتخابات الاستفتائية، أنّ الروح هي المقاومة، وأنّ هذا التراب بكلّه في ساعة الحسم يستحيل ساترًا ودشمًا تحمي رجال الله إذا اشتبكوا مع قوّة معادية، وأنّ لا شيء يبدّل هذا الواقع، لا أوهام "نهاية المقاومة" ولا رغبات أورتاغوس ومن خلفها، ولا حتّى هلوسات الأدوات العوكرية التي أمضت الأشهر الأخيرة على المنابر الإعلامية تكرّر قولًا لقّنتها إياه ليزا جونسون، سفيرة الولايات المتحدة في بيروت: حزب الله انتهى! لتستفيق على صدمة قاسية: الحزب الذي انتهى فاز في جميع المعارك الانتخابية التي خاضها باسم الناس ما يعكس التفاف الناس أكثر فأكثر حول المقاومة، في ما فشل هؤلاء في الحصول على معدّل أصوات يحفظ ماء الوجه حتّى في القرى والبلدات التي ولدوا فيها: لقد حقّق كلّ من فارس سعيد وفوزي الدكاش وغادة أيوب وجورج عدوان إنجازات لافتة في السقوط المدوي داخل بيئتهم اللصيقة، وبدت نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية وكأنّها مناسبة لانفضاحهم بالخواء التمثيلي وانعدام الوزن بعد غرقهم في وهم القوّة والقدرة التمثيلية. خيبتهم هذه ينبغي أن تُدرّس في مدارس علم الاجتماع، ليكونوا عبرة لكلّ عامل في الشأن العام، فلا يسقط مثلما سقطوا، ولا يخيب ويراق ماء وجهه مثلما حصل معهم.

بالعودة إلى عيد المقاومة والتحرير، شمس العيد هذا العام أشرقت بنورين متوازيين: نور النّصر الذي تحقّق عام 2000 وأذهل العالم، ونور الحقيقة الذي سطع من فوق ركام القرى المدمّرة: اقترنت هذا العام "الحمد لله لي تحرّرنا" بـ"صوتي وفا للدم"، فبدت بلدات الجنوب كلّها معسكرًا مقاتلًا، كما هي دائمًا، يزيل بسمة العنجهية عن وجه "الإسرائيلي" ويصفعه بالحقيقة الأمرّ على مسمعه: هذه المقاومة لم تنته، لا تنتهي، لن تنتهي قبل زوال "إسرائيل" من الوجود. 

هنا في الجنوب الآن، يصدح صوت سيّد شهداء الأمّة وعزيز كلّ أحرار الأرض، السيد حسن نصر الله، من بيوت العوائل الفاقدة أغلى ما عندها. من الأحياء التي تلملم آثار العدوان وتواجه بالصبر العظيم قرار منع إعادة الإعمار وربطه بنزع سلاح المقاومة. من القرى التي شهدت وتشهد العدوان اليوميّ المتواصل، من الأرض التي ما زال فيها البحث جاريًا عن أحبّة مفقودي الأثر، من البلدات التي اجتمع أهلها في هذا اليوم على حبّ المقاومة التي حرّرت الأرض والناس، من التجمعات الشبابية التي أحيت اليوم الانتخابي ببهاء ورقيّ مرصّعين بألق عيد المقاومة والتحرير، من الوجوه العاملية الحرّة التي بالدم والحبر كتبت على جبين التاريخ: مقاومة. 

لم ينسَ الصهاينة بؤس هزيمتهم في مثل هذا اليوم من عام 2000، وكذلك لن ينسوا أنّه بعد 25 عامًا وبالتاريخ نفسه، سدّد الجنوب لكمة على وجه وهمهم بهزيمة روح المقاومة. في 25 أيار كتب التاريخ حدثين متكاملين رسما ملامح الخيبة على وجه الاستكبار العالمي كلّه: تحرير الأرض تحت ضربات المقاومة، وتحرير الحقيقة من براثن الوهم العوكريّ: مجدّدًا المقاومة لم تنته، لا تنتهي، لن تنتهي... كلّ عام وأنتم أهل المقاومة والتحرير...

الكلمات المفتاحية
مشاركة