نقاط على الحروف

لا يمكن أن تغتاظ من منشورات فارس سعيد على منصة إكس (تويتر سابقًا)، حتى لو كانت منشوراته حادة وقاسية، لأنك بعد متابعته لفترة تعرف أنه سياسيّ لا يأخذ بكلامه أحد، حتى أقرب المقربين منه ومن هواه السياسي. "ناسك قرطبا"، تشبيهًا له بناسك الشخروب الأديب ميخائيل نعيمة، الفيلسوف المشّاء في طبيعة قريته، وحوله مريدوه، سخي الأفكار التي لا تنضب، يتحدث في التكتيك والإستراتيجيا، ويناقش من حدود متر أرض متنازع عليه في قرية جبيلية حتى الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
له في كل عرس قرص، وأجمل الأعراس لديه، وأشدها حبًّا إلى قلبه عرس حزب الله، فلا يكاد يمر يوم دون سيرة حزب الله في حسابه على منصة إكس. منشوراته عن الحزب طبق صباحي مبكر، يسبق جميع الناشطين اللبنانيين، وقد يسبق أحيانًا أقوال الصحف، وإن لم يكن لديه شيء مباشر عن الحزب فلا بد من شيء غير مباشر، المهم أن يرد الحزب في منشوراته.
فارس الخلوات والمؤتمرات واللقاءات، من خلوة سيدة الجبل إلى خلوة الحكمة، ومن خلوة الحوار الإسلامي المسيحي إلى خلوة الدرزي المسيحي، ومن الهيئة الوطنية للحوار الإسلامي المسيحي إلى لقاء قرنة شهوان، ومن مؤتمر البريستول إلى انتفاضة الاستقلال، ومن الأمانة العامة لقوى 14 آذار إلى لقاء سيدة الجبل، دون أن ننسى نيابته عن الشعب اللبناني في البرلمان، مَهَمَّات وانشغالات لم ينهمك في مثلها نابوليون، أعانه الله علينا وعلى هموم الكون.
لحظة! نسينا قيادته ثورة الأرز التي طردت الجيش السوري من لبنان، وكانت القدوة لثورات الربيع العربي وللثورة السورية العظمى ضد الرئيس الأسد في سورية، ونسينا قيادته المجلس الوطني لمقاومة الاحتلال الإيراني في لبنان، والتي طردت عناصر حزب الله الإيرانيين من لبنان وأعادتهم إلى ديارهم الفارسية.
"لذيذ" هو فارس سعيد، إن لم ينشر يومًا في منصة "إكس" أصابت متابعيه الكآبة، فقد تعودوا الضحك على منشوراته، يصنع لهم جوًّا طريفًا كل صباح، "طيّوب"، "مهضوم" يذكّرنا بدون كيشوت ومعاركه الوهمية.