لبنان

الشيخ الخطيب: الجنوب يُجسّد أسمى معاني الصمود الوطني في وجه العدوان
العلامة الخطيب في يوم المقاومة والتحرير: نحيي أهلنا المتمسكين بأرضهم والذين أثبتوا انتخابيًا أنّهم على مستوى المسؤولية الوطنية
أعرب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى العلامة الشيخ علي الخطيب عن ارتياحه لسير العملية الانتخابية في الجنوب، وقال: "إن أهلنا بشتى مناطقهم وشرائحهم أثبتوا أنهم على مستوى المسؤولية الوطنية، في ظل أوضاع صعبة يعيشونها جراء العدوان "الإسرائيلي" الغاشم".
وأضاف: "اننا نوجه التحية إلى اهلنا الذين يؤكدون كلّ يوم تمسكهم بأرضهم واستعدادهم الدائم لبذل الغالي والنفيس للدفاع عنها مهما بالغ العدوّ في صلفه وعدوانيته، وحيث كان يفترض ان يقترع الجنوبيون في بلداتهم بعد قيام السلطة بواجبها في الوفاء بما تعهدت به والذي هو أصلًا من صميم واجباتها الوطنية، لكنهم رغم تخلفها عن ذلك لم يثنهم عن أداء واجبهم الوطني والذهاب إلى قراهم والاقتراع تحديا لإرادة العدو، وان الضغط والإرهاب والحصار الذي يمارس عليهم لا يزيدهم الا صلابة وعزما وقوة".
وتابع: "اقول لاهلنا الابرار ان اقتراعكم كان اقتراعا للوطن وان رسائلكم الموقعة عبر صناديق الاقتراع وصلت للعدو ولمن يقف خلفه، وعليه ان يفقهها جيّدًا مع من يتواطأ معه، وينتظر من الحكومة أن تبادر إلى إطلاق مسيرة الإعمار لإعادة النازحين إلى بلداتهم ومنازلهم بعد اجبار العدوّ على وقف حربه العدوانية، كما أن الحكومة ملزمة بتعزيز دور البلديات في جميع المناطق وبدعم الصناديق البلدية كي تتمكّن هذه المجالس من تأمين الخدمات المطلوبة".
وأضاف: "لقد أثبت أهلنا أنهم متمسكون بأرضهم مهما بلغت الاثمان، وان كلّ ما يقوم به العدوّ من أجل ان يمحو من الذاكرة انتصارات المقاومة وفي طليعتها ذكرى انتصار الخامس والعشرين من أيار التي أصبحت عيدا وطنيا، وان يروج ان المقاومة عمل عبثي وان الاجدى هو الاستسلام، يساعده على بث روح الهزيمة المعنوية لدى جمهور المقاومة ان كلّ هذه الجهود لتثبيت هذه السردية قد افشلتموها، وهذه المحطة الانتخابية من جملة محطات متسلسلة ما هي الا حلقة من حلقات مسلسل استمرار المقاومة التي تفضحون بها هذه السردية الفاشلة للعدو واذنابه، كنتم انتم من خاض غمارها وابطال انتصاراتها، تصفعون بها وجه العدوّ واذنابه.
ولفت إلى أنّه "على السلطة اليوم ان تفهم هذا الواقع وتتعاطى على أساسه ولا تدفن رأسها في الرمل، بل تضرب قدمها في الأرض وتعلم انها تقف على أرض صلبة، وتثبت انها جديرة بحمل هذه المسؤولية في حماية الوطن والشعب، وان عليها ان تواجه الواقع بان تقول لا حين يجب أن تقول لا، وان تطالب الآخر بتنفيذ تعهداته بلا خجل، وبذل أقصى الجهود لتحرير المناطق المحتلة وإعادة الإعمار ووقف العدوان وعودة النازحين إلى بلداتهم".
وقال: "أيها السادة، لم يعد جائزا التراخي في هذه المسألة، ما يهدّد بأزمات قد تفضي إلى ما لا يحمد عقباه. فالسلام يجب أن يكون شاملًا لكل اللبنانيين ولكل المناطق، ولن يبتسم لبنان وجنوبه يتألم كما قال امام الوطن المغيب السيد موسى الصدر".
وختم الشيخ الخطيب موجهًا التحية الى"كلّ من اسهم في إنجاز هذا الاستحقاق، من مسؤولين وموظفين ومواطنين. كما وجه التحية إلى كلّ الشهداء والمجاهدين الذين حققوا انتصار الخامس والعشرين من أيار عام 2000".