عربي ودولي

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة الأحد 08 حزيران/يونيو 2025 بالحدث الأمني الكبير الذي أنجزته المخابرات الإيرانية كما اهتمت أيضًا بمتابعة بعض الأوضاع الدولية من قبيل الوضع الروسي - الأوكراني والوضع الداخلي الأميركي.
الحدود الضبابية بين الحرب والسلم في حلف شمال الأطلسي
كتبت صحيفة رسالت: "تزداد المعادلات التي تشكلت حول الحرب الأوكرانية تعقيدًا يومًا بعد يوم. ويعود هذا التعقيد إلى إصرار حلف شمال الأطلسي (الناتو) على توسيع منظومته الأمنية في محيط روسيا. بمعنى آخر، يسعى أعضاء حلف شمال الأطلسي إلى حصار اتفاق وقف إطلاق النار بين موسكو وكييف دون تقديم أي ضمانات موضوعية لمنع أي تدخل مستقبلي في محيط روسيا. في المقابل، يُصرّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أن عدم توسع الناتو شرقًا وتقديم ضمانات دائمة للحفاظ على هيكل الناتو الحالي دون توسعه هما من الشروط الأساسية لأي اتفاق لوقف إطلاق النار بين الكرملين والناتو.
وتقول مصادر روسية إنه إذا لم يتمكّن بوتين من التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه، فسيحاول من خلال الانتصارات العسكرية توجيه رسالة إلى الأوكرانيين والأوروبيين مفادها أن السلام سيكون أكثر إيلامًا في المستقبل. بمعنى آخر، يستخدم بوتين سيطرته البرية على منطقة دونباس كورقة ضغط على الناتو للتراجع عن محاصرته الإستراتيجية لروسيا".
وأضافت "تتهم وسائل الإعلام والسياسيون الأوروبيون، وحتّى بعض وسائل الإعلام الأميركية، بوتين بالطموح المفرط لتقديمه هذا المطلب، لكن موسكو تعتقد أن أي اتفاق سلام يجب أن يعالج الأسباب الجذرية للحرب؛ وهي عبارة تشير إلى توسع الناتو والدعم الغربي لأوكرانيا".
وتابعت "لطالما كان تطويق روسيا إستراتيجيًا هدفًا لـ "الناتو" لسنوات، وهذا ما يزعج الروس". ولفتت الصحيفة إلى أن "صياغة المطلب الإستراتيجي المهم للروس ليس معقّدًا: لا يمكن التعامل مع أزمة الركيزة بحلول سطحية، على سبيل المثال، لا يمكن حصر المعركة التي أصبحت الآن صراعًا إستراتيجيًا بين الناتو وروسيا في اتفاقية وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا".
وأضافت "لو لم يكن للناتو أدنى دور في نشوء واستمرار الصراع الحالي، لكان قد دخل الآن في معادلة وقف إطلاق النار بين كييف وموسكو في صورة وسيط. لكن من الواضح للجميع أن أوكرانيا لعبت دور الحرب بالوكالة في يد الناتو وساحة لعب للحلفاء الأطلسيين خلال السنوات الثلاث الأخيرة من المواجهة مع الروس، وهذه القضية تُضفي غموضًا على المشهد، مما يُلحق الضرر بأعضاء حلف الناتو الواحد والثلاثين".
وختمت "يمكن وصف معادلة وقف إطلاق النار في الحرب الأوكرانية بأنها متعددة الجوانب، يُعد الناتو أحد جوانبها".
"إسرائيل" في صدمة
كتبت صحيفة همشهري: "في أحد أهم الأحداث في المواجهة الاستخباراتية بين جمهورية إيران الإسلامية والنظام الصهيوني، نجحت قوات الأمن في البلاد، من خلال عمل ذكي ومعقّد، في اختراق المراكز الحساسة والإستراتيجية للعدو الصهيوني واستولت على كمية هائلة من الوثائق السرية والسرية للغاية. هذه العملية، التي تعتبر غير مسبوقة من حيث النطاق والعمق، وجهت بلا شك ضربة ساحقة للنظام المهتزّ للأمن "الإسرائيلي"".
وأضافت "على الرغم من أن هذه المواجهة الأمنية والاستخباراتية بين جانبي ساحة المعركة هذه لها تاريخ طويل وتعود إلى السنوات الأولى بعد انتصار الثورة الإسلامية، إلا أن الحدث الأخير له أهمية خاصة من حيث الجوهر والعمل. لقد حاول النظام الصهيوني دائمًا الوصول إلى المعلومات السرية والوثائق الحساسة للجمهورية الإسلامية الإيرانية من خلال التسلل إلى المؤسسات الإدارية والعسكرية والاستخباراتية في إيران ومن خلال جذب العناصر المرتزقة أو المتسللين. على مدى العقود الماضية، دأب "الإسرائيليون" ، باستخدام شبكات تجسس مشتركة مع منظمات مثل وكالة المخابرات المركزية الأميركية، على تصميم وتنفيذ مشاريع كالاغتيالات والتخريب، بل وحتّى محاولات قلب النظام السياسي في إيران".
وتابعت الصحيفة "يمكن تصنيف الأعمال الصهيونية إلى ثلاثة مجالات رئيسية: أولًا، محاولات خلق الفوضى والانقلاب الناعم بدعم إعلامي واستخباراتي؛ ثانيًا، العمليات الإرهابية ضدّ الشخصيات العلمية والعسكرية الإيرانية، بما في ذلك الاغتيال الجائر لعلماء البلاد النوويين؛ وثالثًا، الأعمال التخريبية في المراكز الإستراتيجية، بما في ذلك المنشآت النووية، والتي نُفذ بعضها بتعاون مباشر من الولايات المتحدة وجهات غربية أخرى".
واستدركت بالقول: "إلا أن الواقع هو أن هذا المجال لم يكن أحادي الجانب. فإيران، بفضل الله وبدعم من قدرات أجهزتها الأمنية والاستخباراتية، دأبت على الرد المناسب والحاسم على تحركات العدو. ولم تقف بلادنا مكتوفة الأيدي في وجه الأعمال العدائية "الإسرائيلية" فحسب، بل أعادت أيضًا تحديد ميزان المعلومات لصالحها في هذه المعركة غير المتكافئة".
وأوضحت "في السنوات الأخيرة، نجحت أجهزة الأمن في البلاد في تنفيذ عمليات معقّدة في الفضاء الإلكتروني وعلى الأرض، بدءًا من اختراق أنظمة العدوّ الحساسة والسرية وصولًا إلى تحديد عناصر رئيسية فيه والقضاء عليها. وتندرج أحدث عملية من هذا النوع تحت مسمى الاختراق العميق لمنظومة المعلومات في "تل أبيب"، والذي نتج عنه الحصول على وثائق فريدة من نوعها من المشاريع العسكرية والنووية للنظام الصهيوني، والتي يتطلب فحصها وتحليلها وقتًا وجهدًا".
هل سينشأ حزب ثالث في أميركا؟
كتبت صحيفة وطن أمروز: "أجرى إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، استطلاع رأي على منصة التواصل الاجتماعي إكس الخميس (5/6/2025)، في ذروة التوترات مع دونالد ترامب، سأل فيه متابعيه الذين يزيد عددهم عن 200 مليون: هل حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد في أميركا يمثل 80% من "المعتدلين"؟ حصد الاستطلاع أكثر من 4 ملايين صوت، ووافق 80% من المشاركين على الفكرة".
وأضافت "بعد إعلان النتائج، أعلن ماسك في رسالة أن الشعب قد أبدى رأيه، وأن هناك حاجة الآن لحزب سياسي جديد يمثل "المعتدلين" في أميركا. كما اقترح اسم حزب أميركا".
وتابعت "وفقًا لتقارير إعلامية غربية، يعتقد محللون سياسيون أميركيون أن تأسيس ماسك لحزب "معتدل" قد يؤثر سلبًا على البنية السياسية الأميركية، لا سيما في انتخابات التجديد النصفي القادمة وانتخابات الولايات".
وأضافت "رغم أن تاريخ الأحزاب في الولايات المتحدة لا يُظهر نجاحًا يُذكر، إلا أن نفوذ ماسك المالي والإعلامي قادر على تغيير هذا الوضع".
وبيّنت الصحيفة أن "مارك كوبان، المستثمر البارز ورائد الأعمال الشهير، أعلن دعمه للفكرة (فكرة ماسك)". وقالت "كوبان، الذي سبق له دعم كامالا هاريس في انتخابات 2024، لطالما انتقد أداء كلا الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة".
كما "أشاد ماريو هاول، أحد مديري منصة بلاتفورم إكس، بفكرة ماسك، وكتب في منشور أنه عندما يُعلن ملايين الناس أنهم لا مكان لهم في الساحة السياسية الأميركية، فربما حان الوقت لإعادة التفكير بشكل جذري"، وفق الصحيفة.
وتابعت "[...] قد يؤثر اقتراح إيلون ماسك لتشكيل حزب جديد بشكل كبير على المشهد السياسي الأميركي، نظرًا لقوته المالية ونفوذه الإعلامي. وعندما يدعم أشخاص مثل مارك كوبان الخطة، ستزداد شرعية الحزب الجديد ومصداقيته".
ولفتت إلى أنه "مع ذلك، يواجه نجاح الحزب الجديد تحديات بنيوية وثقافية في النظام السياسي الأميركي"، وقالت "سيشكّل النظام الحالي، والقوانين الحزبية والمالية، إلى جانب هيمنة الحزبين الرئيسيين على وسائل الإعلام واستعدادهما لاستيعاب أفكار الحزب الثالث، عقبات رئيسية. ومع ذلك، في نهاية المطاف، يمكن اعتبار الدعم القوي لإيلون ماسك من اللوبي "الإسرائيلي" (أيباك) أحد الشروط الرئيسية لنجاحه في هذا المسار".
وختمت "من ناحية أخرى، فإن اهتمام الرأسماليين الصناعيين الشباب في وادي السيليكون الحديث بالحصول على السلطة والتغلب على العقبات القانونية في الولايات المتحدة باستخدام الوسائل السياسية قد زاد من إمكانية التحالف بينهم لإنشاء حزب ثالث؛ وهو تيار ثري وبارز للغاية مثله ماسك نفسه في إدارة ترامب ويعتبر رمزًا لهم".