اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي الصحف الإيرانية: خريطة بنك الأهداف اكتملت واليد على الزناد

عربي ودولي

لم يعد ممكنًا التعويل على واشنطن في المجالين الأمني والتجاري
عربي ودولي

لم يعد ممكنًا التعويل على واشنطن في المجالين الأمني والتجاري

84

كتب رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق مالكولم تورنبول مقالة نشرت بمجلة فورين أفيرز (Foreign Affairs) قال فيها إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يشنّ هجومًا على النظام العالمي الذي أنشأته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية، وأن الحرب التجارية التي يشنها ترامب هي من أجل فائدة الولايات المتحدة على حساب جميع شركائها التجاريين.

وأضاف الكاتب أن ترامب يبرر ما يُقال عن أن الولايات المتحدة لم تكن يومًا القوّة المثالية كما كانت تدعي. كما أردف بأن حقيقة إدارة ترامب سواء على صعيد احتقار القانون في الداخل والخارج، أو على صعيد التنمر أو إلغاء الاتفاقيات والمعاهدات، كلّ ذلك واضح للعيان.

كذلك تابع الكاتب أن ترامب هو المشهد الطبيعي الجديد في واشنطن، وأنه لا يبدو أن هناك أي عودة في الأفق، أقله حتّى الانتخابات الرئاسية القادمة. غير أنه شدد على أن ذلك لا يعني أن على حلفاء الولايات المتحدة الاستسلام لترهيب ترامب، وعلى أن الحلفاء يستطيعون أن يكونوا قوة تأثير حقيقي وأن يتعاملوا مع الفوضى الناتجة عن سياسات واشنطن.

كما قال الكاتب إن الولايات المتحدة في عصر أميركا أولًا ليست الشريك الأمني الذي يمكن الاعتماد عليه كما في السابق. وأضاف أن الحلفاء من حول العالم أدركوا أنّهم يتوجب عليهم القيام بالمزيد للدفاع عن أنفسهم، وأنه يتعين عليهم في نفس الوقت تعزيز حكمهم الذاتي السيادي وخصيصًا قدرتهم على العمل من دون موافقة أو تعاون الولايات المتحدة. كذلك تحدث عن ضرورة أن تتطوّر وتقوى التحالفات مع شركاء من ذوي التوجّه المشترك غير الولايات المتحدة.

وبينما قال إن الناتو وكلّ حلفاء الولايات المتحدة وبما فيها استراليا تدرك الحاجة لإنفاق المزيد، تحدث عن تباين بين واشنطن والحلفاء حول كيفية إنفاق الأموال الإضافية. كما أضاف أن الولايات المتحدة تريد بيع المزيد من الأسلحة الأميركية، إلا أن الحلفاء يتخوفون من أن شراء المزيد من المعدات والذخائر الأميركية قد يسرّ ترامب، إلا أنه لن يحقق المزيد من الاستقلال. كذلك تابع أن شراء أنظمة السلاح الأميركية قد لا يؤدي سوى إلى أن يصبح الطرف المشتري أكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة.

وأضاف الكاتب أن الحل على المدى الطويل هو أن يكون حلفاء الولايات المتحدة قادرين على ردع المعتدين بقدرات سيادية، بحيث يكون الوضع المثالي أن تكون هذه القدرات محلية الصنع، ولكن على أقل تقدير بحيث يمكن نشرها وتشغيلها من دون موافقة الولايات المتحدة.

هذا وفي ما يخص ملف تايوان شدد الكاتب على أن الأخيرة هي أقرب وأكثر أهمية بكثير لبيكين مما هي لواشنطن. واستبعد أن يخاطر ترامب بحرب مع الصين بسبب تايوان، منبهًا من أن مثل هذه الحرب ستؤدي إلى تدمير هائل للبحريتين الأميركية والصينية حتّى وإن بقيت الحرب تقليدية. كما أردف بأن الصين تستطيع أن تعوّض عن خسائرها بشكل أسرع بكثير من الولايات المتحدة، لافتًا إلى أن قدرة بيكين على صعيد بناء السفن تفوق قدرة واشنطن بأكثر من مئتي مرة.

وقال الكاتب إن أستراليا أصبحت في الأعوام الأخيرة أكثر اعتمادًا على الولايات المتحدة حتّى في الوقت الذي تتراجع فيه إمكانية الاعتماد على الأخيرة. كما اعتبر أن هذه الديناميكية تتجلى بأوضح صورها في اتفاقية AUKUS بين أستراليا وبريطانيا والولايات المتحدة. 

وذكّر بأن استراليا ألغت برنامجًا من أجل بناء اثنتي عشرة غواصة تعمل على الكهرباء مع فرنسا، وذلك لصالح ثماني غواصات تعمل بالطاقة النووية مع بريطانيا. إلا أنه أردف أن الغواصات النووية لن تكون حاضرة حتّى أربعينيات القرن الحالي، وبالتالي وافق المسؤولون على قيام الولايات المتحدة ببيع أستراليا ثلاث إلى خمس غواصات من طراز Virginia مع حلول عام ٢٠٣٢ تقريبًا. غير أنه تابع أن التشريعات الأميركية حول AUKUS تقول إنه لا يمكن بيع الغواصات إلا في حال أكد الرئيس أن بيعها لن يقوض قدرات الولايات المتحدة تحت الماء. عقب ذلك قال إنه ونظرًا إلى كون البحرية الأميركية متأخرة بحوالي عشرين غواصة عن العدد المطلوب، وكون بناة السفن الأميركية يبنون نصف الغواصات فقط التي تحتاجها البحرية لاستبدال تلك القديمة، فإنه من المستبعد أن تحصل أستراليا على أية غواصات من طراز Virginia خلال عصر أميركا أولًا.

وتابع الكاتب أن AUKUS قد تكون حكاية تحذيرية لحلفاء آخرين، مشددًا على أن السيادة والحكم الذاتي أصبحا مسألتين مهمّتين أكثر من أي وقت مضى، وعلى أن المساومة عليهما تعرض للخطر.

أما في ما يخص التجارة فتحدث الكاتب عن ضرورة أن تتعاون الدول التي لا تزال تؤمن بالتجارة الحرة من أجل التوصل إلى اتفاقيات تجارية جديدة لا تشمل الولايات المتحدة. وأردف أنه يتعين على حلفاء الولايات المتحدة إيجاد بدائل عن قوة السوق الأميركي، مشيرًا إلى أن بلدين من كبار حلفاء أميركا في شرق آسيا، وهما اليابان وكوريا الجنوبية، تسعيان إلى توطيد العلاقات مع الصين.

وأضاف الكاتب أنه وفي ظل التكهنات عن رسوم ترامب الجمركية في آذار/مارس الماضي، وافق وزراء خارجية الدول الثلاث على مفاوضات شاملة ورفيعة المستوى من أجل التوصل إلى اتفاقية تجارة حرة. كما تابع أن ترامب هو سبب توطيد العلاقات بين البلدان الثلاث نظرًا إلى العداوات التاريخية في ما بينها. كذلك قال إن الصين تستفيد كثيرًا من تقلبات سياسة ترامب الخارجية وإن التفوق الأميركي في النظام التجاري والمالي عبر عملة الدولار يهتزّ ليس بسبب أي شيء قامت به الصين، وإنما بسبب أفعال ترامب.

وأشار الكاتب إلى أن ثلث صادرات أستراليا تذهب إلى الصين، مضيفًا أنه وفي مثل هذه الظروف، لن ترغب أستراليا بأن تصطف أكثر مع واشنطن، وأن إبطاء نمو الاقتصاد الصيني ليس في مصلحة أستراليا.

الكلمات المفتاحية
مشاركة