عربي ودولي

تستمر الاحتجاجات، في مدينة لوس أنجلس الأميركية، لليوم الخامس على التوالي، تنديدًا بسياسات الهجرة، ومطالبةً بانسحاب قوات الحرس الوطني، بينما يتصاعد السجال السياسي والدستوري بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومعسكر الديمقراطيّين، ولا سيّما السلطات المحلّية لولاية كاليفورنيا التي اتّهمت ترامب بتأجيج الوضع منذ تجاوزه الصلاحيات الأمنية للولاية.
توافد المتظاهرون إلى الطريق السريع في لوس أنجلوس، في تجدد الاحتجاجات في ولاية كاليفورنيا الأميركية، بينما أعلنت رئيسة بلدية لوس أنجلوس كارين باس حظر التجول ليليًا وسط المدينة. وقالت للصحفيين: "أعلنت طوارئ محلية، وفرضت حظر تجول وسط المدينة لوقف أعمال التخريب والنهب". وأضافت "باس" أن حظر التجوال سيستمر لعدة أيام، على أن يقوّم لاحقًا بناء على الوضع الميداني، مشيرة إلى تعرض 29 متجرًا للنهب، في تصعيد غير مسبوق منذ بدء العمليات الأمنية.
انفجار الأزمة
بدأت الاحتجاجات، مؤخرًا، على خلفية المداهمات ضد المهاجرين، وفجرت أزمة سياسية بين البيت الأبيض وحاكم ولاية كاليفورنيا. وكان ترامب قد دافع عن قراره نشر قوات في لوس أنجلوس، ضمن إجراءات تتعلق بالهجرة، في خطوة ندد بها منتقدون ووصفوها بأنها رد فعل مبالغ فيه ولها دوافع سياسية. وقال ترامب مخاطبًا مجموعة من الجنود في قاعدة عسكرية بولاية نورث كارولاينا: "أجيال من أبطال الجيش لم يريقوا دماءهم على الشواطئ البعيدة فقط ليشاهدوا بلادنا تدمر بسبب الغزو وغياب القانون في العالم الثالث".
وأضاف: "ما تشهدونه، في كاليفورنيا اعتداء شامل على السلام والنظام العام والسيادة الوطنية، يقوم به مثيرو شغب يحملون أعلامًا أجنبية"، مضيفًا أن إدارته "ستحرر لوس أنجلوس".
وجاءت زيارة ترامب إلى القاعدة التي تضم نحو 50 ألف جندي في الخدمة الفعلية، بعد تحركه لنشر 700 جندي من مشاة البحرية و4 آلاف فرد من الحرس الوطني في لوس أنجلوس، في رد متصاعد على الاحتجاجات في الشوارع على سياساته المتعلقة بالهجرة.
في السياق ذاته، رفض قاض طلب حاكم ولاية كاليفورنيا الديمقراطي جافين نيوسوم بإصدار أمر تقييدي فوري يمنع ترامب من نشر قوات الجيش في لوس أنجلوس. وصعّد حاكم كاليفورنيا هجومه على ترامب، واتهمه بتدمير الديمقراطية الأميركية، في أعقاب قراره نشر قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية "المارينز"، في مقاطعة لوس أنجلوس، للتعامل مع الاحتجاجات ضد إجراءات إدارته بشأن المهاجرين.
كما رفض قاضي المحكمة الجزائية الأميركية تشارلز براير طلب نيوسوم الطارئ، لكنه وافق على طلب منح إدارة ترامب مزيدًا من الوقت للرد على طلب الحاكم. إذ تقاضي كاليفورنيا ترامب متهمة إياه بـ"استخدام القوات الفيدرالية والاستيلاء على أفراد الحرس الوطني للولاية لتنفيذ قوانين الهجرة، على الرغم من اعتراضات نيوسوم".
في الموازاة، توسّعت رقعة الاحتجاجات نحو مدن جديدة، مثل سان فرانسيسكو ودالاس وكنتاكي.