اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي حيلة جديدة من نتنياهو لإقناع الحريديم بالعدول عن حلّ الكنيست

مقالات

من ديمونا إلى لاهاي.. الهزيمة الاستخباراتية لـ
مقالات

من ديمونا إلى لاهاي.. الهزيمة الاستخباراتية لـ"إسرائيل"  

139

في المعادلات المعقدة، في منطقة غرب آسيا (الشرق الأوسط)، هناك لحظات نادرة تغيّر فيها وثيقة واحدة مجرى التاريخ. العملية الإيرانية الأخيرة، والتي أفضت إلى الحصول على عدة "تيرابايت" من الوثائق النووية فائقة السرية من عمق الأراضي المحتلة، ليست مجرد إنجاز استخباراتي، هي زلزال "جيوسياسي" ستمتد ارتداداته من "تل أبيب" إلى نيويورك، ومن بروكسل إلى نيودلهي.

ليست مجرد فضيحة؛ هي إعلان واضح عن دخول إيران مرحلة "الردع المعلوماتي الفاعل".

في قلب "بيت العنكبوت"؛ تلك البنية الأمنية التي لطالما ادعت "إسرائيل" أنها منيعة، حدث خرقٌ لم يسقط فقط أعمدة الأمن القومي الصهيوني، أيضًا سخر من الأسطورة المتضخمة لجهاز "الموساد".

نحن أمام عملية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، عملية ذكية ومعقدة قلبت معايير الحرب الاستخباراتية العالمية.

ضربة إلى قلب الترسانة النووية النابض 

إذا كانت الوثائق التي حصلت عليها إيران تحتوي على خرائط مفصلة لمنشآت "ديمونا" النووية وقوائم بأسماء العلماء وتعليمات عملياتية ومسارات طوارئ، فإن ما تملكه طهران الآن ليس مجرد معلومات، هو مفتاح تفكيك الردع "الإسرائيلي". إذ لأول مرة، تجد "إسرائيل" نفسها أمام عدو يمتلك القدرة على تعطيل عقيدتها للهجوم الاستباقي وتحويلها إلى أداة مشروعة للرد بالمثل، في حال نشوب نزاع.

لماذا تعدّ هذه الفضيحة كارثية بالنسية إلى "إسرائيل"؟

1.  انهيار الرمزية الأمنية لـ"الموساد" و"الشاباك": "إسرائيل" كانت تُقدم نفسها دولةً مستحيلة الاختراق. الآن، عليها أن تشرح كيف جرى تهريب أخطر أسرارها إلى قلب طهران؟

2.   الرعب الجماعي: الرسالة الإيرانية واضحة؛ لا ملاذ آمن لكم، لا في مختبراتكم، ولا في عقول علمائكم، ولا في منشآتكم السرية.

3.  سقوط الشرعية الدبلوماسية: إذا ثبت أن "إسرائيل" تعاونت سرًا مع قوى نووية غربية، فذلك سيكشف الوجه الحقيقي لنظام لطالما تظاهر بالالتزام؛ بينما هو يمارس الخداع النووي على المجتمع الدولي.

طهران ولاهاي ومعركة الوعي

إذا أحسنت إيران استخدام هذه الوثائق، فبإمكانها تقديم شكاوى رسمية ضد "إسرائيل"، في مجلس الأمن والوكالة الدولية للطاقة الذرية، وحتى في محكمة الجنايات الدولية.

هي ليست معركة بالصواريخ، بل بالوثائق، ولكن وقعها أشد فتكًا من أي قذيفة.

الغرب في مأزق أخلاقي مزدوج

إذا دافع الغرب عن "إسرائيل"؛ فعليه أن يفسر للعالم لماذا يُسمح لدولة لا توقّع على معاهدة NPT (معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية) وتمتلك رؤوسًا نووية أن تواصل نشاطها، بينما تُعاقب دول أخرى فقط لمجرد التخصيب السلمي؟ أما إذا صمت الغرب، فإنه يقرّ ضمنيًا بانهيار النظام الأمني المزدوج الذي فرضه على المنطقة منذ عقود.

في هذه الحال؛ تصبح إيران لاعبًا إقليميًا، وأيضًا، مهندسًا جديدًا لمعادلات الأمن الإقليمي.

هل يجب على إيران نشر هذه الوثائق؟

الإجابة: نعم؛ ولكن بحكمة وعلى مراحل وبدقة. يجب أن تكون عملية النشر مدروسة، تُربك العدو، وتضعه في موقف دفاعي دائم.

بيت العنكبوت لم يعد آمنًا... لقد أصبح مصيدةً لصانعيه.

ما حصل ليس مجرد اختراق أمني. إنه إعلان عن ولادة مرحلة جديدة في الصراع الإيراني-"الإسرائيلي".

إيران أثبتت أن القوة لم تعد تُقاس فقط بالصواريخ أو بالثروات الطبيعية، أيضًا بالمعلومة بالدقة وبالقدرة على إدارة المعركة قبل أن تبدأ.

إنها نهاية أسطورة "إسرائيل" التي لا تُقهر.. والبداية لـ"شرق أوسط" يُعاد تشكيله من بوابة طهران.

الكلمات المفتاحية
مشاركة