اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي إسحاق بريك: الجبهة الداخلية لن تصمد طويلًا في مواجهة الرد الإيراني

مقالات

هل نحن على أعتاب حرب إقليمية تفضي إلى الحرب العالمية الثالثة؟
مقالات

هل نحن على أعتاب حرب إقليمية تفضي إلى الحرب العالمية الثالثة؟

108

كما توقعت، وعكس كل من عارض توقعي، بدأتْ "إسرائيل" عدوانها على إيران وتمكنت من تنفيذ ضربة مباغتة استطاعت من خلالها القضاء على عدد كبير من القادة العسكريين وعدد من العلماء النوويين، كما قصفت عددًا كبيرًا من الأهداف الإستراتيجية ومفاعلات نووية. 

هدف "إسرائيل" من هذه الحرب له عدة أبعاد. 
أولاً، تعتبر "إسرائيل" أن القدرة النووية الإيرانية تشكل خطرًا وجوديًّا عليها على المدى البعيد. و أيًّا يكن رئيس وزراء إسرائيل  سيتخذ هذا القرار عاجلاً أم آجلاً. 
ثانياً، نتنياهو يريد إشعال المنطقة وإقحام أميركا في هذه الحرب، لأنه من خلال هذه الحرب يستطيع التسريع في تحقيق حلم الصهاينة القديم (إسرائيل الكبرى). فإذا حصلت هذه الحرب الإقليمية سينسى العالم غزة والضفة الغربية وسورية ولبنان وحتى الأردن، وسيتفرغ ساعتئذٍ بنغوريون إسرائيل الجديد لتهويد كل فلسطين المحتلة. 
ثالثاً، عجزُ الحلف البحري الأميركي البريطاني عن حماية إسرائيل من حصار اليمن، جعل نتنياهو يرى أن حل معضلة اليمن تتمثل بقطع رأس الأفعى بالنسبة لإسرائيل وهي إيران. 

تبيَّن أن إسرائيل خرقت الأمن الإيراني وجندت عملاء إيرانيين وأنزلت عناصرَ من الموساد على أرض إيران وأنشأت قواعد لإطلاق الطائرات المسيرة بقرب العديد من الأهداف الإستراتيجبة الإيرانية، لا بل أنشأت عدة ورش على أرض إيران لتصنيع هذه المسيرات. كما تمكنت من اغتيال هذا العدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين بواسطة عملاء إيرانيين.  

وبُعيد ساعات قليلة عيَّنت القيادة الإيرانية قادة عسكريين بدلاء مكان الذين اغتالتهم إسرائيل ليكون الرد الإيراني على هذا الهجوم منفَّذًا من قبل قادة عسكريين أصيلين وليس بالوكالة. 

في الساعة التاسعة من مساء يوم الجمعة بدأ الرد الإيراني، فانهمرت مئات الصواريخ الباليستية والفرط صوتية على تل أبيب ومعظم أنحاء فلسطين المحتلة، مخترقة نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي الذي أثبت فشله في التصدي لهذه الصواريخ. 

صواريخ من الجيل الرابع برأس متفجر يزن ٥٠٠ كلغ أدت إلى تدمير عدد كبير من الأهداف في هذا الكيان، مما أحدث صدمة كبيرة في الشارع الإسرائيلي. 

في ليل اليوم التالي أطلقت إيران وابلًا من الصواريخ من الجيل الرابع والخامس يحتوي بعضٌ منها على رؤوس متفجرة تزن ١٥٠٠ كلغ من المتفجرات، فكان الدمار مهولاً عند الصهاينة. 

أما ليل اليوم الثالث فكان صادماً، جرَّاء ما نتج عنه من دمار في أحياء تل أبيب بأبراجها العالية وأحياء حيفا ومينائها ومصافيها النفطية ومحطات الكهرباء. 

تستمر إسرائيل بقصف أهدافٍ في إيران، وتصر على تدمير المفاعلات النووية الإيرانية الموجودة في أعماق الجبال على عمق يتخطى المئة متر، والتي لا تستطيع القنابل الإسرائيلية الوصول إليها . فهي بحاجة لقنابل  GBU 57  التي تزن ٣٠ ألف باوند (نحو ١٣ طن) لكي تصل إلى نواة المفاعل النووي حتى تتمكن من تدميره. لكن هذه القنبلة لا تُحمَل إلا بواسطة الطائرة الشبحية B2 التي لا تمتلكها إسرائيل. 

السؤال الأول: من نصَّب إسرائيل شرطياً على العالم، لتمنع دولة من امتلاك سلاح نووي وهي التي تمتلك مئات الرؤوس النووية؟!

السؤال الثاني: كيف تُقدِم إسرائيل على قصف مفاعلات نووية يمكن أن يؤدي قصفها إلى تسرب إشعاعات نووية تفضي إلى أضرار على مساحات شاسعة. 

الحرب مستعرة وقد قال نتنياهو، إنها ستستمر لأسابيع أو حتى لشهر، وهو يسعى لإقحام أميركا فيها. هذه الحرب التي تحولت من حرب للقضاء على القدرات النووية الإيرانية، إلى حرب لتدمير وإسقاط النظام برمَّته. 

هناك سيناريوهان اثنان مطروحان لهذه الحرب هما:

السيناريو الأول: دخول أميركا بشكل مباشر في هذه الحرب، وهو ما سيؤدي إلى دمار كبير في المنطقة، يشمل إيران والقواعد الأميركية المنتشرة في الدول المحيطة، ويؤدي أيضًا إلى إغلاق البحار وإلى أزمة نفط وبالتالي أزمة اقتصادية عالمية، وهنا لا أحد يدري إن كانت الأمور ستتدحرج لتصبح حرباً إقليمية، بل ولا أحد يدري حينها ما الذي يمنع من أن تصبح حرباً عالمية ثالثة، لا أحد يمكنه توقُّع نهايتها. 

السيناريو الثاني: بقاء الحرب محصورة بين إسرائيل و إيران فتصبح حرب عض أصابع، والنهاية تكون فيها لمن يصرخ أولاً. 

هنا، وبعد الذي لحق بالكيان الإسرائيلي من دمار على مدى ثلاثة أيام من القصف الصاروخي، لا يمكن لإسرائيل الاستمرار في هذه الحرب المدمرة، لذلك ستصرخ هي أولاً. 

مهما قامت إسرائيل بطلعات جوية لقصف إيران وتمكنت من تدمير عدد كبير من الأهداف الإستراجية الإيرانية، ستبقى لدى إسرائيل مشكلة كبيرة تشكل خطراً وجودياُ عليها وهي المدن الصاروخية الإيرانية الموجودة في أعماق الأرض والتي تحوي الآلاف من الصواريخ البالستية ذات القدرات التدميرية الكبيرة. 

و بالمقارنة، فمساحة إيران نحو ١.٦٠٠.٠٠٠ كلم٢، فيما مساحة الكيان ٢٢ألف كلم٢.
عدد سكان إيران أكثر من ٩٠ مليون نسمة، فيما عدد سكان الكيان ٩ مليون نسمة، بمن فيهم الفلسطينيون. 
طول إيران ٢٥٠٠ كلم، فيما طول الكيان نحو ٤٠٠كلم. 

من هنا، وبلحاظ السيناريو الثاني ستصرخ إسرائيل أولاً. 

ساعات وأيام قليلة فاصلة، ستحدد أيًّا من السيناريوين سيتحقق، وإلى أن يحين الموعد سننتظر ونرى.

الكلمات المفتاحية
مشاركة