عربي ودولي

مسؤول استخباراتي أميركي سابق يحذّر من التورّط في الحرب ضد إيران
المسؤول يؤكد أنّ "إسرائيل" لم تشن الحرب على إيران انطلاقًا من الحرص على المصالح الأميركية
حذّر المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بول بيلار (Paul Pillar)، في مقالة نشرت على موقع "Responsible Statecraft"، من أنّ انضمام الولايات المتحدة إلى عدوان "إسرائيل" على إيران سيضر بالمصالح الأميركية والأمن الدولي ولن يخدمها.
وقال إنّ "ذلك يجب أن لا يكون مفاجئًا، كون "إسرائيل" لم تشن الحرب انطلاقًا من الحرص على المصالح الأميركية والأمن الدولي". كما أضاف بأنه و"بينما رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يقول إن "برنامج إيران النووي يشكل تهديدًا لأميركا وليس فقط لـ"إسرائيل"،" إلا أنّ الملف النووي لم يكن الدافع الأساس وراء هجوم "إسرائيل""، مستشهدًا بهذا السياق بلائحة الأهداف "الإسرائيلية" التي شملت ما هو أبعد من البرنامج النووي.
وأوضح بيلار أنّ الدوافع الرئيسية "الإسرائيلية" للذهاب إلى الحرب تشمل تلك التي ترتبط بـ"إسرائيل" والتي لا تتشاركها الولايات المتحدة، مثل تخريب الدبلوماسية مع إيران. كما تحدث عن دافع "إسرائيلي" آخر يتمثل في إبعاد انظار الولايات المتحدة وبقية العالم عما تقوم به "إسرائيل" بحق الفلسطينيين.
كما ذكر الكاتب أنّ "الحرب ليست ضرورية من أجل منع إيران من امتلاك سلاح نووي"، مشيرًا إلى أنّ التقييم الاستخباراتي الأميركي قبل الحرب كان أن إيران لا تقوم بإنتاج سلاح نووي.
واعتبر بيلار أنّ "إيران كانت مستعدة للتفاوض مع الولايات المتحدة بنيّة صادقة من أجل التوصل إلى اتفاق يمنع من امتلاك إيران سلاح نووي". كذلك رأى أنّ "خطة العمل المشتركة أغلقت كل المسارات المؤدية إلى سلاح نووي إيراني"، وفق تعبيره.
هذا وتابع الكاتب بأن الضرر الذي ألحقته "إسرائيل" بالمنشآت النووية الإيرانية يُعيد برنامج إيران النووي إلى الوراء ولا يقضي عليه، حتى فيما لو استخدمت الولايات المتحدة القنابل التي تزن 30,000 رطل من أجل قصف منشأة فوردو.
وقال إنّ "هذا لا يقضي على قدرة إيران على انتاج سلاح نووي إذا ما اختارت ذلك"، وتابع بأنه يمكن إعادة صناعة أجهزة الطرد المركزي، وبأن المعرفة ليست محصورة بالعلماء الذين اغتالتهم "إسرائيل" مؤخرًا.
كما حذّر من أنّه "وفيما لو اتخذت إيران مثل هكذا قرار، فإن المضي ببرنامج إيران النووي باتجاه الأغراض العسكرية سيحصل بعيدًا عن أنظار المفتشين الدوليين". وأضاف بأنّ الهجوم "الإسرائيلي" أصلًا تسبب بتحريف المحادثات الهادفة إلى التوصل إلى اتفاق نووي، وبالتالي حقق أحد أهداف نتنياهو"، محذرًا أيضًا من أن التدخل العسكري الأميركي قد يقضي على فرص المفاوضات المستقبلية نهائيًا.
كذلك رأى بيلار أنّ "الولايات المتحدة وقوى خارجية أخرى ستكون أقل قدرة بكثير على مواكبة ما تقوم به إيران في الملف النووي، مقارنة مع ما كان الوضع عليه خلال التفتيش "الصارم" استنادًا إلى خطة العمل المشتركة"، وفق قوله.
وأردف "يوجد خطر كبير من أن يتحول التورط العسكري الأميركي إلى حرب أبدية". كما أضاف بأن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يعتقد أن بإمكانه توجيه ضربة واحدة مثل إسقاط القنابل على فوردو ومن ثم إعلان انجاز المهمة، إلا أنه من المستبعد أن ذلك سيعني نهاية المواجهة الأميركية مع إيران"، محذرًا من أن ترامب سيكون تحت الضغط للاستمرار بالتورط، سواء كان من "إسرائيل" أو من قوى محلية.