عربي ودولي

أثار الهجوم الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية موجة إدانات دولية وتحذيرات من انزلاق خطير في المنطقة. الأمين العام للأمم المتحدة وعدد من الحكومات حول العالم وصفوا العدوان بأنه "تصعيد غير مسؤول" يهدّد السلم الإقليمي والدولي.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه العميق إزاء الهجوم الأميركي على إيران، واصفًا إياه بـ"التصعيد الخطير" في منطقة تقف على حافة الانفجار، محذرًا من أنّ "خطر خروج الصراع عن السيطرة يزداد بسرعة، وقد تكون له عواقب وخيمة على المدنيين والمنطقة والعالم".
وفي لبنان، حذّر الرئيس جوزاف عون، من أنّ قصف المنشآت النووية الإيرانية "يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر"، داعيًا إلى إطلاق مفاوضات "جدية وبنّاءة" تعيد الاستقرار إلى دول المنطقة وتجنّبها "المزيد من القتل والدمار".
وأضاف في تصريحات عبر منصة "إكس" أنّ "لبنان قيادة وأحزابًا وشعبًا، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنّه دفع غاليًا ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة، وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، ولا سيما أن كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال".
أيضًا، أدانت وزارة الخارجية في العاصمة اليمنية صنعاء بشدة العدوان الأميركي الغاشم على المنشآت النووية السلمية التابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مؤكدة أنّ هذا التصعيد يشكّل انتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي ويمثل اعتداءً مباشرًا على دولة ذات سيادة.
من جانبها، أعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وأدانت التصعيد المتسارع الذي "ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي".
وبحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، أكّدت مصر رفضها لأي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وللقانون الدولي، مشددةً على ضرورة احترام سيادة الدول.
وجددت مصر تحذيرها من مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتّر، مؤكدةً أنّ الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية - وليس الحل العسكري - هي السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة وتحقيق التسوية الدائمة.
كما جدّدت مصر دعوتها إلى ضرورة وقف التصعيد وضبط النفس وتغليب لغة الحوار، حفاظًا على أرواح المدنيين، وصونًا لأمن واستقرار المنطقة.
وفي السياق ذاته، أعربت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، عن "الأسف للتدهور الذي بلغته الأمور" بقصف المنشآت النووية الإيرانية، مشدّدةً على ضرورة "وقف كافة العمليات العسكرية، والعودة إلى الحوار فورًا والمسارات الدبلوماسية لحل القضايا العالقة".
واعتبرت الدوحة أنّ التصعيد الحالي قد يقود إلى "تداعيات كارثية" على المستويين الإقليمي والدولي، داعيةً جميع الأطراف إلى "التحلّي بالحكمة وضبط النفس وتجنّب التصعيد الذي لا تتحمله شعوب المنطقة المثقلة بالصراعات وتأثيراتها الإنسانية المأسوية".
كما أكّدت الوزارة، دعم دولة قطر الكامل لكافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى تسوية الخلافات ونزع فتيل الأزمات بالوسائل السلمية لتوطيد السلام والاستقرار في المنطقة.
أمّا سلطنة عُمان، فأعلنت بالغ قلقها واستنكارها الشديد للهجوم الأميركي، ووصفت القصف الجوي بأنّه "عدوان غير قانوني يهدّد بتوسيع رقعة الحرب".
وشدد بيان صادر عن وزارة الخارجية العمانية على أنّ استهداف منشآت نووية "يمثل انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، الذي يحظر استخدام القوّة وانتهاك السيادة الوطنية للدول وحقها المشروع في تطوير برامجها النووية للاستخدامات السلمية"، مؤكدًا أنّ هذه المنشآت تُستخدم لأغراض سلمية وتخضع لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب البروتوكولات الدولية.
وفي السياق نفسه، أدانت فنزويلا بشدة العدوان الأميركي، معتبرة أنّه "غير قانوني وغير مبرر، وتصعيد خطير قد يؤدي إلى تداعيات كارثية على الاستقرار العالمي".
من جهته، استنكر الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل العدوان، محذرًا من خطورته على الأمن الإقليمي، فيما أصدرت وزارة الخارجية التشيلية بيانًا أدانت فيه بشدة الهجوم الأميركي على منشآت نووية تخضع للرقابة الدولية، معتبرة أنه يمثل "تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي".
وفي المنطقة، أعربت الحكومة العراقية عن قلقها البالغ وإدانتها الشديدة للهجمات، مؤكدة أن استهداف منشآت نووية سلمية يشكّل "انتهاكًا خطيرًا لسيادة الدول" و"تهديدًا مباشرًا لاستقرار الشرق الأوسط"، مشددة على ضرورة تغليب الحوار على التصعيد ودعم جهود التهدئة والوساطة الدبلوماسية.