اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي تحديد موعد تشييع جثامين القادة الشهداء في طهران

نقاط على الحروف

انتصار إيران.. يا لوعة
نقاط على الحروف

انتصار إيران.. يا لوعة "المستغربين"!

96

اثنا عشر يومًا والعالم كلّه يحشد ضد إيران: وإن تولّت أميركا وإسرائيل العدوان العسكري المباشر، فقد تولى العدوان الإعلامي ترسانات متعدّدة الجنسيات، وأشدّها لؤمًا وتضليلًا كانت تلك الناطقة بالعربية، في خضمّ مساعيها للتعبير عن ملكية أكثر من الملك، ووسط رهانها على حتمية هزيمة إيران وإسقاط نظامها وتفكيكه مع تحقيق سائر الأهداف المعلنة للحرب عليها؛ من تدمير المشروع النووي إلى إنهاء المقدّرات الصاروخية.

العجب أنّ هؤلاء لم يفكّروا لحظة في إمكان أن تُهزم إسرائيلهم، فعقولهم صارت مبرمجة على عدم استيعاب هكذا احتمال. وعليه، بنى هؤلاء المساكين أمالًا وأوهامًا فاقت فداحة حطامها مشاهد الدمار في كيان الإحتلال. وللمناسبة، حتى تلك المشاهد غير المسبوقة لم تنبّههم إلى احتمال أن تنتصر إيران في معركة الدفاع عن سيادتها ووجودها.. تعاملوا مع فكرة "نهاية الجمهورية الإسلامية في إيران" واقعًا قد تمّ واكتمل، وبدأوا في الإعداد لمرحلة ما بعد، حتى صحوا في صباح الأمس على صفعة غير متوقعة: انتصرت إيران! 

قبل ذلك؛ كان أحدهم قد تعهّد أن يحتفل في ساحة طهران بسقوط النظام في إيران، واستغرق في أوهامه حتى ظنّ في لحظة أنّ جهات العالم الأربع تنتظر شارته المعلنة "سقوط النظام" في إيران، وتحتفل معه في ساحة احتفل فيها مساء أمس الشعب الإيراني العظيم بنصره، بكل أطيافه، بكل توجهاته السياسية، بكل أبنائه الملتفين حول قيادتهم العظمى.. وذلك مشهد يفوق مشهد دمار تل أبيب إيلامًا في قلوب الذين خابت آمالهم، ودخلوا في مستنقع الخيبة الموجعة بسبب عجز العالم المستكبر كله عن تحقيق جميع الأهداف المعلنة للحرب على إيران. 

وقبل أيام قليلة، أراد مارسيل غانم أن يقتنص فرصة تاريخية للحديث عن السلام، بعد أن ساقه الوهم بحتمية "انتصار" إسرائيل إلى الترويج لأفكار تطبيعية معادية، وضبط بتهمة الترويج لمخدّر "السلام" على وقع القصف والنار! ببساطة، حسم غانم في ذهنه احتمالًا وحيدًا لنهاية هذه المعركة: ستربح "إسرائيل"، وافترض أن "هزيمة إيران" واقعة لا محالة، ومعها سيُهزم كامل محور المقاومة. وبناء على ما ورد في ذهنه؛ قال: "الحديث عن السلام ضرورة، دخلنا في عصر مختلف لم تعد فيه إسرائيل وجهة نظر، ومن يعتبر أن مشاهد الدمار انتصارًا فليتذكر أن مظلومية اليهود بنت لهم دولة على أنقاض فلسطين!". الإعلامي المعروف بعداوته للمقاومة وكلّ ما يمثلّها، ذهب في حديثه هذا إلى ما هو أبعد بكثير من العداء مع أبناء جلدته، إن صحّ القول، وتجاوز فكرة الترويج للتطبيع انطلاقًا من وجهة نظره، وبلغ مرحلة أن مشاهد الدمار في تل أبيب لا تعبّر عن انتصار لإيران؛ وإنّما هي انعكاس لمظلومية يتعرّض لها الصهاينة! 

يطول حبل الأسماء التي ظلّت، طوال اثني عشر يومًا، تحوم كالغربان فوق الحدث العالمي المتمثّل بمعركة أرادها الأميركي صدمة قاتلة تقطع رأس محور المقاومة.. وتطول لائحة الأوهام المنطوقة التي سالت على منصات التواصل، وجميعها تفوح بأوهام معزّزة بالأضاليل وبتعمية واضحة عن مؤشرات الهزيمة الأميركية الإسرائيلية.. وكذلك، كثرت منشورات الشماتة والتشفّي بمشاهد العدوان على الجمهورية؛ بموازاة تجاهل أو تكذيب مشاهد الدمار الهائل في كيان الاحتلال. إلى ذلك، نشط المروّجون للدعاية الصهيونية عن المعركة، بحرفيتها، من دون حتى محاولة تعريبها أو تمويهها: نقلوا ما كان يرد على ألسنة المتحدثين باسم جيش الاحتلال؛ وسوّقوها كحقائق دامغة، حتى فاقوه كذبًا ونفاقًا، ولا سيما في ما يتعلق بالبعدين الأخلاقي والإنساني اللذين بحسب ما يدّعي قتلة الأطفال ومرتكبو المجازر في المستشفيات والبيوت ومراكز النزوح وتوزيع المساعدات! 

ملامح اللوعة على وجه الصهاينة، وهم يتجرّعون كأس الهزيمة المرّة وغير المسبوقة، أثلجت قلوب أهل المقاومة والحقّ في كلّ الأرض، وكانت فاضحة على الرغم من المساعي العالمية لتجميلها وتلطيفها وتظهيرها كانتصار يعرفون قبل سواهم أنّه وهم في وهم. ولعلّ لوعة "المستغربين"، أي الذائبين في الوهم الغربي، من العرب واللبنانيين خصوصًا، كانت أشدّ حضورًا وظهورًا: خيبتهم فاقت بأضعاف خيبة الصهاينة، بل خيبة الغرب كلّه، فقد راهنوا بكلّ ما يملكون على حصان "ترامب- نتنياهو"، فعاد الحصان منكسرًا عند أعتاب جمهورية الحقّ الساطع القويّ..
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة