لبنان
أكّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد، أنّ "الجمهورية الإسلامية في إيران هي اليوم قوّة ردع إقليمية في المنطقة شاء من شاء وأبى من أبى، وقد أثبتت ذلك بصمودها وثباتها في ليّ ذراع العدو الصهيوني الغاشم".
كلام النائب رعد جاء خلال الاحتفال الحاشد الذي أقامه حزب الله عصر الأربعاء 25 حزيران/يونيو 2025، أمام مقر السفارة الإيرانية في بيروت، احتفاءً بانتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على العدوَّين الصهيوني والأميركي، وتنديدًا بالعدوان عليها واستنكارًا للتهويل بالمس بالقائد المرجع آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي.
في البداية، وجّه النائب رعد كلمة لسيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله (رض)، بالقول: "من عليائه، يشرق وجهه ويزدهي دمه ويطل علينا مع خليله الهاشمي ليهنئنا بالنصر.. أيها الشهيد الأسمى، يا أميننا العام، من حيث أنت نشد أيادينا مع يديك لنفرح بالنصر"، مؤكدًا أنّ "الجمهورية الإسلامية في إيران عصية على التبعية والهيمنة".
ولفت إلى أنّ "العدوّ شنّ على الجمهورية الإسلامية عدوانه، مجافيًا كلّ الحقائق والأصول، بدعم دولٍ تدّعي الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وتمنحه حق الدفاع عن النفس، وهو الذي يرتكب إبادة جماعية"، موضحًا أنّ "إيران تعرضت لمكيدة دبلوماسية نسَّقها تاجر الصفقات الدولي"، وقال: "العدو واصل بلطجيته مؤمّلًا أن يتمكن بذلك من فرض وصايته على خريطة شرق أوسط يرسمه على قياس مصالحه".
وشدّد النائب رعد، على أنّ "الغرور والصلف والغطرسة دفعت العدو للتطاول على جمهوريةٍ انبثقت من إرادةٍ شعبية لم يشهد العالم مثلها، في التاريخ الحديث والسابق، لأنها إرادة الناس"، وأنّ "الطواغيت هم الذين شنوا العدوان على الجمهورية الإسلامية، وكان لها أن تستمد القوة من الله وحده، وهو الذي نصرها وثبت مجاهديها وألهم شعبها لأعظم وحدة".
وحول عوامل تحقيق النصر الإيراني، أوضح النائب رعد أنّ "العامل الأول في صنع الانتصار هو وجود قائد رباني ملهم وحرّ أبيّ، بصير وحكيم وشجاع، وهو ابن مدرسة كربلاء ووصيّة الإمام الحسين (ع): هيهات منا الذلة"، أمّا العامل الثاني فهو "القوات المسلحة المقتدرة والشجاعة، والتي تتقن عملها ومهامها، ولا تخاف الموت ووفية لقيادتها"، وقال، إنّ العامل الثالث في صنع الانتصار هو "شعبنا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الذي توحّد ودافع عن الوطن والهوية والسيادة والاستقلال"، موضحًا أنّ "الشعب الإيراني مثّل أجمل وأروع تجسيد للسيادة الوطنية".
وفي الشأن الداخلي، قال النائب رعد: "في حربنا ضد العدو عايشنا تضامنًا إنسانيًا في لبنان، لكننا بكل أسف لم نعايش وحدة وطنية ضدّ العدو الصهيوني"، موضحًا أنّ بعض الأفرقاء في لبنان يُطالب المقاومة بما يُطالبها به العدو، مضيفًا: "ولا يخجلون أن ينادوا بالتخفف منّا، لكن نقول لهم نحن نريدكم في وطننا".
وتابع: "هذا البلد لا يحميه عدو صهيوني، ولا رعاة هذا العدو، بل يحميه أبناؤه، وسيذكر التاريخ حين وقفنا وقفة نبل وشهامة دفاعًا عن المظلومين، وحرصنا على أن لا نكبّد البلد خسائر حرب شاملة"، وقال: "كل الصهاينة عبر العالم قيمتهم لا تساوي شسع نعل السيد الشهيد حسن نصر الله".
وأردف النائب رعد: "إنّ "إسرائيل" لا يمكنها أن تكون قوة ردع في هذه المنطقة على الإطلاق، وعلى الكيان الصهيوني أن يتعلّم مما حصل معه في إيران حين لم يجرؤ الراعي الدولي على مرافقته في كل تفاصيل عدوانه"، مشدّدًا على أنّ "فلسطين ستبقى القضية المركزية لمنطقتنا وأهل غزة سيثأرون لشهدائهم، وسيحررون أرضهم، والعدو لا مكان له في منطقتنا".
وفي الختام، قال النائب رعد: "نرفع أسمى التهاني للجمهورية الإسلامية، ونقول لها، لنا الشرف أن نكون أصدقاء وأخوة وشركاء في الموقف ونصون كرامة الأمّة"، مضيفًا: "نريد أن نمد أيدينا إلى بقية الشرفاء، ومن أراد أن يصافح هذه اليد فأهلًا وسهلًا به".
القائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت توفيق صمدي، ألقى كلمة خلال الاحتفال، أشار فيها إلى أنّ "ما حصل مؤخرًا من عدوان "إسرائيلي" مدعوم من الأميركيين شكّل امتدادًا لاعتداءات متكررة تهدف لزعزعة أمن إيران"، مؤكدًا أنّ الجمهورية الإسلامية في إيران "تعاملت مع العدوان برباطة جأش، وكان الرد الإيراني ردًا حازمًا وواضح المعاني والرسائل".
وأكّد الصمدي أنّ "الجمهورية الإسلامية تمكنت من إذلال العدو وداعميه"، وأنّ "هذا الانتصار التاريخي سيغير وجه المنطقة، وتبعاته ستظهر تباعًا"، مشدّدًا على أنّ "يد إيران القوية ستظل على الزناد، وأي عدوان سيقابل بردّ أقوى وأشدّ وأكثر حسمًا".
وإضافة لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد والقائم بأعمال سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية توفيق صمدي، فقد شارك في التجمع الجماهيري أعضاء كتلة الوفاء للمقاومة النواب: الدكتور علي المقداد، أمين شري، إيهاب حمادة، إبراهيم الموسوي، ينال الصلح، رائد برو، الوزير السابق محمد فنيش، مسؤول منطقة بيروت في حزب الله حسين فضل الله، مسؤول العلاقات العربية والدولية في حزب الله عمار الموسوي، عضو المجلس السياسي في حزب الله الوزير السابق محمود قماطي، عضو المجلس السياسي في حزب الله مسؤول الملف المسيحي محمد سعيد الخنسا، بس عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب، وممثلون عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية والعراقية، وعدد من العلماء والفعاليات، وشخصيات ثقافية واجتماعية وبلدية وإعلامية، ووفد من عوائل الشهداء، وحشود غفيرة من الأهالي.
ورفع المشاركون في التجمع الأعلام اللبنانية والإيرانية والفلسطينية ورايات حزب الله والمقاومة. وتخلله كلمة للقائم بأعمال السفارة الإيرانية في بيروت توفيق صمدي، وكلمة لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب الحاج محمد رعد، وباقة من الأناشيد الثورية والحماسية للمنشد حسن حرب وفرقته.