لبنان

أكّد رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله، العلامة الشيخ محمد يزبك، أنّ "حزب الله لا يتحرّك إلاّ بوعي وحكمة ولا يستعجل الأمور"، مطالبًا في الوقت نفسه الدولة بأنْ "تفي بتعهّداتها بتحرير الأرض وإعادة الإعمار"، قائلًا: "أيدينا ممدودة، ونريد أنْ نعيش عيشًا واحدًا".
وقال الشيخ يزبك، في كلمته خلال المجلس العاشورائي المركزي في مجمّع سيد الشهداء (ع) بالضاحية الجنوبية لبيروت، إنّ "حزننا لا يُوصف على سيد شهداء الأمة وعلى صفيّه والقادة والشهداء جميعًا منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلًا"، معتبرًا أنّ "أمة حزب الله لا تزداد بعد كل مصيبة وشدّة إلّا إيمانًا ومضيًّا على الحق وتسليمًا للأمر وصبرًا على الجراح".
وتابع قوله: "ننقاد إلى تكليفنا بعد تشخيصه ضمن الحكمة التي تحفظ المسيرة. نحن لا نتحرّك إلاّ بوعي وحكمة ولا نستعجل الأمور. وبرغم كل ما يُقال وبرغم الإعلام المعادي وبرغم كل التشويه فإنّ نداء حزب الله بالوحدة الوطنية والانسانية والاعتصام بحبل الله". وبيّن أنّ "هذا العدو غادر ولا أمن له ولا أمان، ولذلك نحن لم ننم ولن ننام".
وأضاف: "لو سألنا جميع الشهداء "من أجل ماذا استَشهدتم؟"، يقولون: استُشهدنا من أجل أنْ تكون كلمة الله هي العليا وكلمة الظالمين السفلى"، مشيرًا إلى أنّ "انتصار الدم على السيف هذه المعادلة ستبقى إلى يوم ظهور المهدي المنتظر (عج)".
وأردف الشيخ يزبك قائلًا: "نحن الغالبون ونحن المنتصرون إنْ استُشهدنا انتصرنا وإنْ انتصرنا انتصرنا، وهذه التعاليم الخالدة يجب أنْ تكون منارًا لكل مجاهد ولكل من ينتمي إلى حزب الله".
ووصف الشيخ يزبك ما تقوم به الولايات المتحدة بـ"الفرعنة"، قائلًا: "مهما زيّنوا بأساليبهم فهي قمع وقتل وتشويه"، وأضاف "مؤسسات دولية وجمعيات حقوقية هي سيف بيد الاستكبار وأميركا مسلّط على رقاب المستضعفين".
وقال: "نشهد حروبًا مدمّرة وتجويعًا ونهبًا للثروات وقمعًا للحريات واستخدامًا لأساليب الفوضى وسلب كل القيم الانسانية لقلب الموازين والمعايير وتسخيرها للتبعية".
ولفت الانتباه إلى أنّ "حزب الله يرى بأنّ الحرب اليوم هي حرب على الهوية والانتماء العقائدي والإنساني والقِيَمي"، وقال "يرى حزب الله أنّ الساحة الكربلائية تتكرّر اليوم بمقارعة الوحش الكاسر"، موضحًا أنّ "الحرب التي تشنّها "اسرائيل" ومن خلفها أميركا ودول غربية وأوروبية هي حرب على الهوية والانتماء والعقائد والقِيَم".
وواصل قوله: "نحن اليوم سائرون على نهج الولي الفقيه الإمام الخامنئي لا نبتغي إلّا إحدى الحُسنيَيْن: النصر أو الشهادة"، مبارِكًا للإمام السيد علي الخامنئي (دام ظله) "الانتصار"، ورافعًا "أسمى آيات العزاء بالشهداء".
وعاهد الشيخ يزبك الإمام الخامنئي بـ"أنّنا على عهد سيدنا الشهيد الأسمى السيد حسن نصر الله وجميع الشهداء"، مضيفًا: "نؤكّد على بيعتنا لقيادة الإمام الخامنئي الحكيمة ونحن على الأثر".
وخاطب الشيخ يزبك جمهور المقاومة بقوله: "أيّها الشرفاء، أنتم الأنبل وأصحاب البصيرة ولا تزيدكم المحنة إلّا عزيمة وقوة، فأنتم البيئة الحاضنة وأنتم أيتام آل محمد (ص)"، وأضاف "أهلنا أنتم الصابرون على انتهاكات العدو وليس آخرها اليوم وخروقاته المتواصلة فما بعد الصبر إلّا الفرج والنصر".
وفي ما طالب الدولة بأنْ "تفي بتعهّداتها بتحرير الأرض إلى آخر شبر وإعادة الإعمار والوقوف إلى جانب شعبها"، قال الشيخ يزبك: "أيدينا ممدودة، ونريد أنْ نعيش عيشًا واحدًا ويكون لبنان نموذجًا لتنوّع الأطياف".
وأضاف الشيخ يزبك: "عهدنا ألّا نتخلّى عن المظلومين والمستضعفين وعن فلسطين ومقدّساتها وشعبها، ومناصرتهم حق في رقابنا وفي رقاب المسلمين والعرب والعالم الحر".