لبنان
أكد مسؤول منطقة البقاع في حزب الله، الدكتور حسين النمر، أن كربلاء لم تكن حدثًا عابرًا، بل أسست لمسار تاريخي دائم في مواجهة الظلم والانحراف، مشددًا على أن مشهدية الصراع بين الحق والباطل لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا.
كلام النمر جاء خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي أقيم في مقام السيدة خولة (ع) في مدينة بعلبك، حيث شدد على أن "ما خضناه في مواجهة العدو "الإسرائيلي"، سبقه تفاوض لم يُكتب له النجاح بسبب تعنّت العدو وإصراره على الحرب"، معتبرًا أن "المعركة كانت امتدادًا لمعركة كربلاء، من قتلٍ وسبيٍ وتقطيع أوصال، وظهور شهداء بلا أجساد".
وأضاف: "نحن نعيش مشهدًا متكررًا من كربلاء، منذ أكثر من 1400 عام، ما يؤكد أن كربلاء لم تكن لحظة عابرة، بل هي مدرسة ونهج مستمر في مواجهة الظلم والانحراف، وأنها ستبقى حاضرة في وعينا السياسي والثقافي والتربوي، لأنها وقفت مع الحق، ونحن لا يمكن إلا أن نكون مع الحق مهما عظمت التضحيات".
وتطرق النمر إلى التطورات الإقليمية، لافتًا إلى أن "الحرب الأخيرة على الجمهورية الإسلامية في إيران، والتي خاضها العدو الصهيوني بدعم كامل من الولايات المتحدة، كان هدفها إسقاط النظام من الداخل، واغتيال القادة، وتدمير البرنامج النووي والمنظومة الصاروخية، لكنها فشلت، وانتصرت الجمهورية الإسلامية"، مؤكدًا أن "هذا الانتصار هو انتصار لنا أيضًا، لأننا لسنا على الحياد، بل في موقع الدعم الكامل، كون إيران تمثل صوت الحق في هذا الزمن".
وشدد النمر على أن خيار المقاومة هو خيار راسخ، "كان وما زال وسيبقى"، مؤكدًا استمرار حزب الله في الاهتمام بشؤون الناس، سواء الفكرية أو الثقافية أو الاجتماعية أو السياسية، وفي طليعتها ملفا الترميم والإعمار.
وفي ما يخص القضية الفلسطينية، جدّد النمر موقف الحزب الثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني، قائلًا: "كنا وما زلنا إلى جانب فلسطين، وغزة تحديدًا، التي تشكّل عنوان التضحية، والبوصلة التي لا نحيد عنها، والمعركة لا تزال دائرة".
وختم النمر بالتأكيد على أن "كل ما نبنيه اليوم من مواقف وتحركات هو منسجم مع الأمل بوعد الله، وبظهور الإمام المهدي المنتظر (عج)، الذي سيملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما مُلئت ظلمًا وجورًا؛ هم يرونه بعيدًا، ونحن نراه قريبًا".