لبنان
مهرجان خطابي في البقاع تضامنًا مع إيران وتهنئةً على انتصارها
طالب عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ينال صلح الدولة بأنْ "تتحمّل مسؤولياتها كاملة لوقف العدوان وفرض تنفيذ وقف إطلاق النار على العدو".
نظّمت الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية مهرجانًا خطابيًا أُقيم في صالة "الجوهرة" في بلدة الطيبة البقاعية، تضامنًا مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لتصدّيها البطولي وتهنئةً على انتصارها على قوى الشر والاستكبار، وذلك بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب ينال صلح، عضو المجلس السياسي في حزب الله الحاج محمود قماطي، الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي علي حجازي، رئيس جمعية "قولنا والعمل" الشيخ أحمد القطان، نائب رئيس حركة النضال اللبناني طارق الداوود، المفتي الشيخ عبدو قطايا، رئيس بلدية بعلبك أحمد الطفيلي ورؤساء بلديات واتحادات ومخاتير.
وأكّد النائب صلح، في كلمته خلال المهرجان، أنّ "انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية أعاد الأمل إلى قلوب شعوب العالمَيْن الإسلامي والعربي، وخصوصًا إلى نبض فلسطين التي رأت في صواريخ طهران امتدادًا لقدسها المحتلة، ودرعًا في وجه الاحتلال".
وذكَر صلح أنّه "أصبح واضحًا أنّ ميزان الردع ليس بيد واشنطن و"تل أبيب" وحدهما، بل بات في قبضة محورٍ يؤمن بأنّ فلسطين ليست قضية حدود، بل قضية وجود".
وشدّد على أنّ "إِيران واجهت بِاسم أُمّة كاملة وقاتلت وتقاتل عن شرف شعوب رفَضت الذل والخنوع، وهي بذلك تثبت مرّة جديدة أَنّها ليست فقط دولة قوِية، بل دولة صاحبة قضية وقرارٍ، دولة سيادة لا ترضخ ولا تساوِم".
وأضاف: "من هنا، ينبغي أَنْ نُدْرِك جمِيعًا أَنّ المسألة ليست فقط دفاعًا عن إِيران، بل دفاع عنِ الأمّة بأَسرِها، فخسارة إِيران لو حصلت، لا سمح ٱللَّه، لا تعني فقط سقوط دولة، بل تعني سقوط الحصن الأخيرِ في وجه المشروعِ الصهيوني - الأميركي، تعني دخولنا في زمن الهزيمة وفي عصر الهيمنة الكاملة للعدو بلا ردع ولا مقاوم".
وتابع قوله: "لكنْ ما حصل، وهو ما كنّا على يقين راسخ من تحقيقه، انتصار كبير لإيران وخسارة مدوّية للكيان المؤقّت".
وتوجّه إلى المسؤولين في الدولة اللبنانية بالقول إنّ "الاعتداءات الصهيونية المتكرّرة على جنوب لبنان ليست مجرّد تحدٍ للسيادة، بل انتهاك صارخ للأمن والاستقرار الوطني".
وطالب الدولة بأنْ "تتحمّل مسؤولياتها كاملة وتُفعّل كل إمكاناتها لوقف العدوان، وفرض تنفيذ وقف إطلاق النار على العدو من دون تأخير أو تردُّد".
وختم النائب صلح كلمته قائلًا: "الجنوب هو خطنا الأحمر، وحماية شعبنا واجب مقدّس لا نقبل المسّ به".
الداوود
وأكد الداوود، في كلمته خلال المهرجان، أنّ "تساقُط الصواريخ على العدو الصهيوني شكّل تحولًا استراتيجيًا في مسار المعركة ليؤكّد أنّ زمان الردع قد بدأ في وقت يسعى فيه الغرب إلى شرق أوسط جديد مفتَّت تقتسمه الطوائف لتبقى "إسرائيل" المستفيد الوحيد من الدم والدمار".
وأكّد وقوفه إلى جانب رئيس الجمهورية جوزاف عون "الذي يعمل على تدوير الزوايا انطلاقًا من الحرص على السلم الأهلي ووحدة الوطن"، مشيرًا إلى أنّ "من واجب الحكومة اللبنانية التنسيق مع اللجنة الخماسية لوقف استباحة الأراضي اللبنانية".
القطان
بدوره، أعرب الشيخ القطان عن تضامنه بـ"الوقوف إلى جانب إيران التي وقفت بمفردها بوجه أعتى قوة ظالمة".
وشدّد على "ضرورة وحدة الصف بين المسلمين السنة والشيعة إلى جانب المسيحيين والأحرار الذين ينتهجون طريق الحق بوقوفهم إلى جانب غزة، ومن واجبنا نصرتهم عقيدةً وقرآنًا ودينًا".
حجازي
من جهته، اعتبر حجازي أنّ "الوقوف مع إيران ليس من باب طائفي ومذهبي، لكننا آمنا بفلسطين"، متحدّيًا أنْ "يكون قد قدّم أحد لفلسطين كما قدّمت إيران"، قائلًا: "لولا إيران لما حرّرنا، آمنّا بصواريخها التي سقطت في "تل أبيب" وأثبتت أنّها كيان زائل، آمنّا بمشروعها الثوري والمشروع ليس منشآت، هو علم والعلم لا يمحوه القصف والتدمير والقتل"، مضيفًا: "حرب على الصواريخ الباليستية والطلقة الأخيرة كانت بالستية، فيما تتبجّح (الكيان الصهيوني) أنّك دمّرت الصواريخ الباليستية".
وقال: "لو سقطت إيران لسقطت القضية الفلسطينية وسقط الأمن العربي وأمن الخليج، ولو هُزِمت إيران لما بقيت عروبة، وسأكتفي بما قاله (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب: الإيرانيون أبدوا شجاعة في هذه الحرب، وببساطة الولايات المتحدة هي من طلب وقف إطلاق النار وليست إيران من طلب ذلك".
وفي حين اعتبر حجازي أنّ "سلاح المقاومة سلاح مقدس"، حذّر من أنّ "من يفكّر بتسليم السلاح خائن لشعبه ووطنه"، موضحًا أنّ "هذا السلاح هو الضمانة بمحاولات قتلنا قبل تسليم السلاح". وتساءل: "هل من أحد يخبرنا عن الانسحاب وإعادة الإعمار والاغتيالات؟"، قائلًا: "لم نعد نصدّقكم. الضمانات التي تتحدّثوا عنها "إغلوها واشربوا مائها". النتيجة "ميّتون وميّتين"، وشرف لنا أنْ نموت ميتة الشجعان لا أنْ ننتصر مع الجبناء".
وتابع قوله: "هناك من خاف صباحًا بالمزاج وقرّر أنّ مزارع شبعا غير لبنانية. هذا مزاجك، فشبعا لبنانية شاء من شاء وأبى من أبى".
وخاطب "من يقول "إسرائيل" انتصرت" قائلًا: "لقد انتصرت بعقلك المهزوم، فالأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي تولّى المسؤولية هو يدرك أنّ المسؤولية ثمنها الاستشهاد، وعندما قال إنّ الذين واجهوا 75 ألف لا يتجاوز عددهم ألف مقاتل فمن الذي يكون قد انتصر ومن الذي يكون قد انهزم؟"، مشدّدًا على أنّ "المقاومة لم تهزم".