إيران

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 09 تموز 2025، بالترقّب المستمر مع الجوار والمنطقة بشكل عام، خاصة مع استمرار عمليات الخداع والمكر الصهيوني - الأميركي.
تحذير من الخداع الصهيوني
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة رسالت أنه "مع بدء جولة جديدة من محادثات وقف إطلاق النار في غزة في الدوحة، تشير الدلائل إلى أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يحاولان التوصل إلى اتفاق يتوافق مع مطالب الكيان الغاصب، وتثار العديد من التحذيرات بشأن المناورات الخادعة الجديدة للمحتلين ورئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو نفسه".
وقالت: "بعد وصول فرق التفاوض التابعة للكيان الصهيوني وحركة حماس إلى قطر للمشاركة في محادثات جديدة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تتجه كل الأنظار إلى الدوحة"، مضيفة: "في هذا الصدد، وفي خطوة ليست بعيدة عن محادثات الدوحة، يسافر نتنياهو، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية، إلى واشنطن للمرة الثالثة في الأشهر الستة الماضية للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب".
ولفتت الصحيفة إلى أن مصادر مطلعة أفادت بأن محادثات الدوحة تركز على نقاط الخلاف بين الكيان "الإسرائيلي" وحماس، وخاصة بشأن انسحاب قوات الاحتلال من غزة، وآلية إدخال وتوزيع المساعدات، وضمانات إنهاء الحرب، في حين يرى المحللون أن السيناريو الأكثر واقعية لنتائج هذه المحادثات هو التوصل إلى اتفاق جزئي مدته 60 يومًا مشابه لاتفاق كانون الثاني/يناير 2025، بينما يخشى الكثيرون من أن ينتهك الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار الجديد، كما فعل في الاتفاق السابق.
وتابعت: "كما يعتقد الخبراء أنه بعد أكثر من 21 شهرًا من حرب الاستنزاف في غزة، أدرك الكيان الصهيوني أن حماس لا تزال في القطاع، وبالتالي لم يتحقق هدف "إسرائيل"، ومن ناحية أخرى، تريد "تل أبيب" وواشنطن نزع سلاح غزة ولا تريدان دولة فلسطينية في القطاع، كما تريد "إسرائيل" الاستمرار في احتلال محوري فيلادلفيا وموراغ جنوب قطاع غزة".
وأردفت: "في ظل هذا الوضع، يبدو أن العدو الصهيوني أمام خيارين: الأول هو احتلال قطاع غزة بالكامل ومواصلة مخطط تهجير وقتل سكانه، والثاني هو وقف الحرب والانسحاب إلى المنطقة العازلة مقابل رفض إعادة إعمار غزة ورفع الحصار عنها، بهدف القضاء على أي فرصة لإعادة بناء الكيان العسكري والحكومي في غزة".
وفي ما يتعلق بمطالب الجانب الفلسطيني، أشارت الصحيفة إلى أنه يبدو أن الولايات المتحدة غير مستعدة لتقديم أي ضمانات لإنهاء الحرب. ووفقًا لمصادر مطلعة، تدرس واشنطن خطة لتشكيل حكومة مؤقتة في غزة تجمع بين هيئة حكم دولية وفصائل فلسطينية غير تابعة لأحزاب سياسية، مع نشر قوات دولية في القطاع. كما تعتبر واشنطن نزع سلاح غزة شرطًا لإعادة إعمار القطاع.
في غابة البيت الأبيض
من جهتها، قالت صحيفة "وطن أمروز" إن "نتنياهو أعلن ترشيح الرئيس الأميركي دونالد ترمب لجائزة نوبل للسلام، مما يقدّم صورةً واضحةً عمّا يحدث في الكيان الدولي".
وأضافت: "رغم أن رسالة تنياهو التقديمية قد تبدو نكتةً وسخريةً كبيرتين، إلا أن التعاون بين أكبر مُحرّضين للحرب في القرن الحادي والعشرين يُشير تحديدًا إلى تفكك الهياكل الفاسدة أصلًا للكيان الأميركي الذي يُهيمن على العالم في حقبة ما بعد الحرب الباردة. نظامٌ وأنظمةٌ تراجع عنها دونالد ترامب أكثر من أي عامل أو شخص آخر، ووجّه الضربات القاضية للنظام الدولي القائم والمحتضر".
وتابعت: "كان التدخل الأميركي المباشر في الحرب واستهداف المنشآت النووية الإيرانية بمثابة أنفاس ترامب الأخيرة لنتنياهو كي لا تسحقه الهجمات الإيرانية، فما الذي يستحق من أجله دونالد ترامب جائزة نوبل للسلام؟ في أقل من 6 أشهر منذ توليه منصبه، لم يبدأ الحرب العالمية الثالثة فحسب، بل أطلق أيضًا حربًا تجارية عالمية تحت شعار أميركا أولًا بتعريفاته الجمركية، وهدد بالاستيلاء على غرينلاند بالقوة، تمامًا كما وعد بجعل كندا الولاية رقم 51 في الولايات المتحدة".
وأكدت أن ترامب شن حملة قصف في اليمن أيضًا، مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين اليمنيين. في خطوة غير مسبوقة، ولأول مرة في التاريخ، شن رئيس أميركي هجومًا عسكريًا على منشأة نووية سلمية لدولة عضو في معاهدة حظر الانتشار النووي والتي قبلت معظم عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا يعني إطلاق النار المباشر على نظام منع الانتشار. وأكمل دونالد ترامب مجموعة جو بايدن من الإبادة الجماعية لشعب غزة الأعزل.
وشددت على أنه "في ظل هذه الأوضاع، أصبح الحديث عن السلام والاستقرار مجرد مزحة مملة، ولم يُسفر النظام الحالي إلا عن إعادة العالم إلى غابة. في هذه الغابة، يصعد ترامب من السلطة إلى السلام، ويرشحه نتنياهو لجائزة نوبل كأعظم قاتل في القرن. أهلًا بكم في الغابة!".
العراق والأمن الذي لا يمكن تجاهله بالنسبة لإيران
بدورها، رأت صحيفة "قدس" أنه: "خلال الحرب المفروضة التي استمرت 12 يومًا، وفي الأيام التي تلت وقف إطلاق النار، كثرت الأخبار والتحليلات حول دور جمهورية أذربيجان في الحرب، واحتمال استخدام المجال الجوي للكيان الصهيوني لشن هجمات على المناطق الشمالية الغربية وداخل إيران. هذه التحليلات، التي استندت في معظمها إلى تكهنات دون الاستناد إلى أخبار موثوقة، تتحدث بيقين عن تعاون هذه الدولة المجاورة مع "إسرائيل"".
وقالت: "بغض النظر عن مدى فعالية وكفاءة هذا التعاون المحتمل من جمهورية أذربيجان، الواقعة شمال غرب البلاد، بعيدًا عن مسار الهجمات "الإسرائيلية"، فإن أي تعاون من الدول المجاورة مع اعتداءات العدو يعني عدوانًا مباشرًا على إيران، وإذا ثبت، فإنه يستحق ردًا حازمًا".
ولفتت إلى أنه: "قد اتخذ نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية مواقف حازمة في هذا الشأن، وأعلن مرارًا أنه سيواجه الدول التي تشارك في هجمات العدو بأي شكل من الأشكال، أو سيوفر لها مجاله الجوي ردًا عسكريًا مباشرًا، والتهاون في مثل هذا الأمر الخطير لن يؤدي إلا إلى استمرار الاعتداءات وتقويض الأمن القومي"، مردفة: "مع ذلك، لا ينبغي تطبيع التعاون في العدوان على البلاد، حتى في وسائل الإعلام، وإن الادعاء الإعلامي بتعاون مؤكد لدولة مجاورة مع العدو الصهيوني، بغض النظر عما إذا كان بعيدًا عن الواقع ولا يمكن إثباته، لا يساعد إلا على تطبيع هذه القضية وتشويهها في نظر الرأي العام، وهذا يتطلب من وسائل الإعلام أن تكون أكثر مراعاةً لمسائل الأمن القومي".
وأشارت إلى أنه "مع ذلك، إذا تحدث المرء بشك عن دور الجار الشمالي الغربي في هذه الحرب، فيمكنه التحدث بيقين عن دور الجار الغربي، الذي يقع في ممر الهجمات "الإسرائيلية"، قائلة إن "عجز الحكومة العراقية ووجود روابط ثقافية ودينية متينة بين البلدين لا ينبغي أن يؤديا إلى إهمال الأمن القومي والتهاون في مواجهة هذا التهديد الحقيقي".
وتابعت: "لقد أصبح العراق، طوعًا أو كرها، ساحة صراع بين إيران و"إسرائيل"، ولا يمكننا أن نبقى غير مبالين به. بلدٌ قادرٌ على أن يصبح حلقة وصل حاسمة في محور المقاومة، بدلًا من أن يكون بوابةً للهجمات "الإسرائيلية" على إيران الإسلامية، شريطة أن تُستغلّ الطاقات الشعبية والمقاومة العراقية بفعالية، بدلًا من انتظار المزيد من المفاجآت".
وختمت: "في الأيام الأخيرة، شهدت المنطقة تحركات واسعة النطاق تُنبئ بتطورات وشيكة في هذا البلد المهم، وسنسمع المزيد من الأخبار من العراق ونكتب المزيد".