عين على العدو

بعد أن خضع للتحقيق.. انتحار مقاتل في لواء غولاني
جندي في لواء غولاني يُنهي حياته داخل قاعدة عسكرية بعد تحقيق داخلي
أفادت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية" بأنّ أحد جنود لواء غولاني أقدم على الانتحار، داخل قاعدة "سديه تيمان" العسكرية، بعدما خضع لتحقيق من الشرطة العسكرية على خلفية قضية فُتحت قبل نحو شهر.
ووفقًا للتقرير، المقاتل خرج من قطاع غزّة من أجل الاستجمام في القاعدة مع أصدقائه، وهناك كان بانتظاره محققو الشرطة العسكرية بسبب تحقيق فُتح ضدّه قبل حوالي شهر. بعد التحقيق؛ قرّر قادته سحب سلاحه العسكري منه. بعد عدة ساعات، في ساعات الفجر، أخذ سلاح أحد أصدقائه بينما كان نائمًا، وأطلق النار على نفسه. الجندي ترك رسالة انتحار بأنّ التحقيق الذي فُتح بشأنه لم يكن متعلّقًا بسلوكه في الحرب، وبخلاف الشائعات التي انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي، لم يُحقق معه بتهمة تعذيب أو إيذاء فلسطينيين.
وبحسب التقرير، فإنّ "صديق مقرّب من المقاتل قُتل في انفجار عبوة ناسفة، في ناقلة الجند المدرعة "بوما" في الشهر الماضي. ووفقًا لمصادر في الجيش قالت إنّ الجيش يقدّر أنّ الفعل مرتبط بالتحقيق، لكنّهم لا يستبعدون التأثير المحتمل لموت صديقه في حاله النفسية. وجاء من الجيش الإسرائيلي: "على خلفية الحادث فُتح تحقيق، ومع نهايته ستُحوّل النتائج لفحص النيابة العسكرية".
وذكر التحقيق أنّ: "اسم الجندي لم يُدرج في قائمة قتلى الحرب التي سُمح بنشرها، بسبب سياسة الجيش التي لا تنشر أسماء الجنود الذين لم يُقتلوا في المعركة، أو في حوادث عملياتية، أو نتيجة لإطلاق صواريخ باتّجاه أراضي "الدولة" (الكيان). في بداية الحرب، بالفعل نشر الجيش "الإسرائيلي" أسماء جنود انتحروا، بعد أن قرّر رئيس شعبة القوى البشرية في الجيش آنذاك اللواء يانيف عاسور أنّ الجيش سيعترف للمرة الأولى بالجنود الذين ماتوا نتيجة "ظروف شخصية"، مثل الانتحار أو حوادث طرق غير عملياتية، كضحايا حرب. ومع ذلك، بعد حوالي شهرين من بدء الحرب، تقرّر تغيير هذه السياسة".
ومنذ بداية الحرب حدثت زيادة في عدد الجنود الذين انتحروا في أثناء الخدمة الفعلية مقارنةً بالسنوات السابقة. من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتّى نهاية العام 2023 انتحر سبعة جنود، في العام 2024 انتحر 21 جنديًا، ومنذ بداية هذه السنة وضع حدًا لحياته على الأقل 14 جنديًا. والجيش يرفض تقديم رقم رسمي عن عدد المنتحرين منذ بداية السنة، ويقول إنه سينشر ذلك فقط في نهاية السنة".
ووفقًا للصحيفة: "في الجيش "الإسرائيلي" ينسبون الزيادة في عدد حالات الانتحار إلى الزيادة الكبيرة في عدد المجنّدين، خاصة في تشكيل الاحتياط. وبالفعل، فإن غالبية المنتحرين في الحرب كانوا في الخدمة الفعلية. مع ذلك، تحليل الحالات، كما تقول مصادر في الجيش، يُظهر أنه منذ بداية الحرب حدث انخفاض في عدد حالات الانتحار الناتجة عن ظروف شخصية وغير المرتبطة بالتعرض لأحداث قتالية. والمعنى هو أن جزءًا كبيرًا من المنتحرين تعرضوا لحوادث قتال صعبة، يُحتمل أنها أثّرت على حالهم النفسية".
إضافة إلى ذلك، بيانات الجيش لا تشمل الجنود الذين أنهوا حياتهم وهم خارج الخدمة، بعد أن خلعوا الزيّ العسكري. ووفقًا لتتبع صحيفة "هآرتس"، منذ بداية الحرب، أنهى 11 مدنيًا على الأقل حياتهم بسبب مشكلات نفسية، يُرجّح أنها نجمت عن خدمتهم العسكرية. وفي بعض الحالات، كان هؤلاء جنودًا شاركوا في الحرب، وفي بعض الحالات كانوا مصابين نفسيًا قدامى شاركوا في عمليات أو حروب سابقة.