اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي حزب الله شيّع الشهيد المجاهد حسين علي مزهر في البابلية الجنوبية

نقاط على الحروف

نقاط على الحروف

"كلام حكيم": أن تُكمنَ الحكمة في التناقض!

95

"إن كان كبير القوم بالطبل ضاربًا، فشيمة القوم كلّهم الرّقص"، إذا صحّ هذا المثل الشعبي كقاعدة لتوصيف حال بعض الأقوام، يختفي تلقائيًا العجب من أي كلام يصدر عن "قواتيين" أمثال شارل جبور وإبراهيم الصقر وغادة أيوب ويوسف رجّي وغيرهم، فحكيمهم يجمع في كلامه خلاصات كلّ ما يتفوّه به هؤلاء. بكلام آخر، حين تستمع إلى سمير جعجع وهو يخوض في نقاش الملفات الداخلية، ويسترسل في التعبير عن ذاته المتجذرة في الإلغائية، تسمع من العجب المصفّى ما يجعل إلغائية شارل جبور مجرّد قطرة في بحر جعجعه، وما يجعل من جعجعة الصقر صدًى خافتًا لأقوال حكيمه، وما يجعل من التضليل الذي تمارسه أيوب مجرّد محاولة تماهٍ مع أسلوب رئيسها، وما يجعل من نظريات رجّي الدبلوماسية طبخة طبيعية من قِدر معراب.

أما بعد، أطلّ سمير جعجع عن بعد وليس في الاستديو كالعادة عبر برنامج "صار الوقت"، ليدلي بدلوه بعد أن سبقته الأحداث وتجاهلته الوقائع، وخيّبته، نعم خيّبته زيارة توم برّاك، إذ لطالما توقّع جعجع أنّ هذه الزيارة بالذات هي المقصلة التي ستقطع رأس حزب الله، وكالعادة فشلت حساباته.

من معرابه أطلّ، وعلى وجهه فيض من الانفعال الذي دفعه إلى الدعوة الصريحة لحرب أهلية، مع تعديل بسيط، يتمثّل بألّا نسمّيها حربًا أهلية! اعتبر جعجع أنّه على الدولة أن تقوم بـ"نزع سلاح" حزب الله، والنزع في اللغة هو أخذ الشيء عنوةً وإرغامًا بشتى الطرق والوسائل. وإن رفض الحزب الانصياع لرغبات أميركا، فلن يسمي جعجع نزع سلاحه حربًا، بل يحسبه أمرًا طبيعيًا تقوم به الدولة لبسط سلطتها على كامل أراضيها. يسترسل جعجع في حديثه هذا رغم أنّه في مكان آخر من اللقاء نفسه اعتبر ألّا وجود لدولة في لبنان. إذًا هو يطالب طرفًا لا يحسبه موجودًا بنزع سلاح طرف صان بوجوده وببذله الأرض والناس. وفي هذا السياق، يتابع في تناقضاته وهو يجيب على فرضية "تلزيم لبنان لسوريا" ويحسبها مآلًا حتميًا في ظل عدم الوجود اللبناني، ثمّ يستبعد تحقّق هذه الفرضية مستنكرًا ومدّعيًا أن الإرهاب التكفيري لن يمسّ البلد، وبعدها يقول إنّها قد تحدث. لا بأس، السؤال الذي يطرح نفسه مباشرة: ما هو الوجود اللبناني بمعايير جعجع؟ يمكن القول إنّه قائم على أسس ثلاثة: الخضوع للأميركي وشروطه ومنها نزع سلاح حزب الله، تحجيم وحتّى إلغاء بيئة المقاومة، تأمين حصّة له في السلطة تتيح له ا

يتابع جعجع السباحة في مستنقع التناقضات، فـ"نحنا شعب عندو من نفسو" تعاكس تمامًا نظرية "البكاء" عند الأميركي وإرضائه بالخضوع لشروطه، من دون شرط التي عبّر عنها وزير الخارجية "القوّاتي" ودعمها جعجع مضيفًا إليها الحاجة أيضًا إلى ارضاء الفرنسي والقطري والخليجي. كيف يمكن أن يجتمع في نفس واحدة دعوة للخضوع وادّعاء لعزّة النفس؟ ربّما هي حالة استثنائية لا تصيب إلّا من ابتلي بالعقل "القواتيّ"، هذا العقل الذي يكرّر التجارب نفسها ظنًّا منه أن تغيّر الظروف قد يؤمن احتمالية النجاح بعد ألف فشل تكرّر؛ يعود إلى التخويف بالأميركي، ويقع مجدّدًا في التناقض إذ يؤكّد على ما قاله براك بأن أميركا لن تحضر أسطولًا أميركيًا لحلّ المشاكل في لبنان. وكي لا يتوه عن مسار المتناقضات، يتوجّه بحبّ إلى كلّ من رئيسي الحكومة والجمهورية، ويعتبر أنّ العهد عهده، بعد أن صبّ عليهما غضبته يوم خذله الأميركي وقال إنّ الردّ الذي عملا عليه مع الرئيس برّي ليس دستوريًا ولا قانونيًا. ثمّ ماذا؟ توجّه إلى الشيخ نعيم قاسم، طالبه بعدم الصبر ردًا على قول الشيخ قاسم إن المقاومة تلتزم الصبر الذي لن يطول إلى الأبد، ثمّ طالبه بألّا يتدخّل في قرار السلم والحرب!

وبعد، سمّى "القواتيون" بالأمس كلام جعجعهم في إطلالته الأخيرة بـ"كلام حكيم"، إلّا أنّه من الواضح أن "الحكيم" مغرقٌ في لجج التناقضات والالتباسات، أين الحكمة في ذلك؟ وحدهم "القواتيون" يمتلكون الجواب، الذي لا بدّ أن يأتي بنقيضين في جملة واحدة، تماهيًا مع "الحكيم".

الكلمات المفتاحية
مشاركة