عربي ودولي

حذّر إمام جمعة النجف الأشرف في العراق، السيد صدر الدين القبانجي، من مخططات صهيونية خطيرة تستهدف تصفية قادة قوى الإطار التنسيقي، وتشكيل ما يُسمى "حكومة إنقاذ وطني".
وأكد القبانجي في خطبة صلاة الجمعة الأخيرة من الحسينية الفاطمية في النجف الأشرف (160 كم جنوب العاصمة بغداد)، أن "بعض المؤشرات وتسريب أسرار من جهات عليا تشير إلى أنّ هناك مخططًا "إسرائيليًا"، خطوته الأولى تتمثل بتصفية جميع قادة الإطار التنسيقي، فيما تتمثل خطوته الثانية بإعلان حكومة الإنقاذ الوطني".
وأوضح إمام جمعة النجف الأشرف قائلًا: "إن هذا الكلام ليس خياليًا، وإنما هنالك مؤشرات، وتجربة إيران أمامنا بما فعلته "إسرائيل"".
وقال القبانجي: "نحن نعتقد بأن كل هذه التجارب فاشلة، ومثال ذلك عندما بدأ الرد العكسي في إيران بعد تصفية قادتها، حيث تغيرت المعادلة وبدأت تُضرب الصواريخ على "إسرائيل"، فليعتبر "الإسرائيليون""، مضيفًا: "نحن لدينا الثقة بالله والنصر من عنده، وشعبنا لديه حب الحسين عليه السلام، والله لن يتركنا".
وجاءت تحذيرات القبانجي بعد أيام من تصريحات، أطلقها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، ومعتمد المرجعية الدينية في كربلاء المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في كلمة له خلال مراسيم تبديل رايات مرقدي الإمام الحسين وأخيه العباس عليهما السلام عشية حلول شهر محرم الحرام، محذرًا فيها من "خطورة الظروف الراهنة في المنطقة، وأن الشعب العراقي ليس بمنأى عن تداعياتها عاجلًا أم آجلًا"، داعيًا إلى "التسلح بالوعي واليقظة، والعمل على إصلاح الأوضاع الداخلية، وبناء البلد على أسس صحيحة".
وأشار الشيخ الكربلائي في حينه إلى أن "ما شهدته المنطقة، لا سيما في العام المنصرم، من أحداث دامية، ما يعكس استمرار المعركة المحتدمة بين جبهة الحق وجبهة الباطل، وأن ما قدمته جبهة الحق من تضحيات جسيمة لا ينبغي أن يؤدي إلى الشعور بالضعف والانكسار، بل يستدعي المزيد من الثبات وتقوية العزائم، والعمل الجاد لتجاوز الإخفاقات ونقاط الضعف بطرق واقعية بعيدة عن الأوهام. وإن هذه المعركة تشهد جولات وصدمات على مرّ الزمن، وعلى أبناء الحق أن لا يغتروا بالمظاهر والشعارات الخادعة، وعلى أولياء الأمور استخلاص العبر من الخسائر الجسيمة والمآسي التي مرت بها الشعوب".
وتعليقاً على التحذيرات التي أطلقها إمام جمعة النجف الأشرف، أكد مختصون وخبراء أمنيون في أحاديث لموقع "العهد" الإخباري، أن ما قاله السيد صدر الدين القبانجي وحذّر منه، يرتبط بسياق الوقائع والأحداث منذ اندلاع معركة "طوفان الأقصى" قبل حوالي عامين، مرورًا بجرائم الكيان الصهيوني في فلسطين ولبنان، وتصفية العديد من قادة محور المقاومة، وفي مقدمتهم الأمين العام لحزب الله اللبناني الشهيد السيد حسن نصر الله، والإطاحة بالنظام السوري، وصولًا إلى الحرب العدوانية الأخيرة على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي كانت تهدف إلى إسقاط النظام فيها".
وعدّ هؤلاء المختصون والخبراء العراق هدفًا محوريًا وأساسيًا في مجمل المخططات الصهيونية والأميركية الهادفة إلى تغيير معادلات وتوازنات المنطقة لصالح الكيان الصهيوني الغاصب. لكنهم أكدوا أن وجود المرجعية الدينية، والحشد الشعبي، وفصائل المقاومة، والقوى الوطنية المخلصة، والشعب الواعي، كفيل بإفشال مخططات الأعداء، وإحباط كل محاولاتهم لجرّ العراق إلى مشاريع التطبيع المُذلّة.