اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي أبو عبيدة: عامٌ على رحيل شهيد الأمة محمد الضيف وسيبقى طيفه كابوسًا يؤرق الصهاينة

مقالات

توم برَّاك الزحلاويُّ يهدد لبنان بإعادة ضمه إلى بلاد الشام
مقالات

توم برَّاك الزحلاويُّ يهدد لبنان بإعادة ضمه إلى بلاد الشام

74

تصريحٌ وقع كالصاعقة على رؤوس أهل السيادة في البلد، جعلتهم يبتلعون ألسنتهم، لا ينطقون حرفًا واحدًا؛ لا استنكاراً ولا خلا ذلك. بل إنهم لم يتمكنوا حتى من العثور على الأحرف المناسبة لتركيب الكلمات التي تتيح لهم إماكنية القفز بين النقاط، وذلك نتيجة الإحراج الذي تسبب به هذا التصريح.

توماس برَّاك يتحدر من عائلة زحلاويُّة هاجرت إلى بلاد العم سام في العام ١٩٠٠، ليعود إلى لبنان مندوباً للإدارة الأميركية مختصًّا بالشؤون السورية واللبنانية.

خرج من القصر الجمهوري بعد اجتماعه بفخامة الرئيس جوزاف عون، واعتلى المنبر ليبدي إعجابه بالرد اللبناني، داعياً لبنان للحاق بركب المتغيرات التي تحصل في محيطه ملمحاً بذلك إلى سورية، وإلا فسيُترك وحيداً في مكانه.

ما قاله السيد براك على منبر القصر الجمهوري، ينصبُّ على توجيه الاهتمام نحو التطبيع مع "إسرائيل" أكثر ما يرمي إلى حل موضوع حصرية السلاح بيد الدولة.

ليخرج علينا بعد ساعات بتصريح عبر إحدى القنوات الفضائية، محذراً لبنان من مغبة التلكؤ في حل مسألة نزع سلاح المقاومة، تحت طائلة إعادة ضمه إلى بلاد الشام.

تصريح يحمل في طياته مشروعاً يخطَّط له في الغرف المظلمة وليس أسلوباً تهديديًّا لتحفيز السلطة في لبنان على الإسراع بحسم موضوع حصرية السلاح.

منذ نحو الأسبوع صرح موقع i24 العبري، أنه جرى تفاهم بين الرئيس السوري و "إسرائيل" على أن يتخلى عن جنوب سورية، مقابل ضمِّه منطقة طرابلس إلى سورية؛ هذا التصريح الذي لم يتم نفيه ولا تأكيده من السلطات السورية.

ليخرج علينا أحد الوجوه السياسية السورية ويقول، إن لبنان غلطة تاريخية ويجب إعادة طرابلس وصيدا لسورية التاريخية وبالقوة.

ثم تبعه تصريح على لسان وزير الخارجية السوري، يفيد بأن هناك إجراءات عقابية سورية على لبنان تصل إلى حد إغلاق المعابر الحدودية بين البلدين وإلى وقف التنسيق الأمني، إذا لم ينفذ المسؤولون اللبنانيون المطالب السورية، والتي من بينها تسليم السجناء السوريين الموقوفين في السجون اللبنانية إلى السلطات السورية الجديدة.

لنصل أخيرًا إلى تصريح السيد توماس الذي يصب في الاتجاه نفسه.

إذاً، أصبح واضحاً، أن هناك مشروعاً يحاك لإعادة خلط الأوراق في المنطقة، وتغيير الحدود ومحو خرائط "سايكس بيكو" وتكليف أحمد الشرع بتنفيذ أهداف أميركا و"إسرائيل" بالإطباق على المقاومة والقضاء عليها نيابة عنهم.

كنتُ من الذين توقعوا وما زلت، أن سورية آيلة إلى التقسيم بعد سقوط بشار الأسد، وأن هناك مسعى لإنشاء دويلة كردية في الشمال الشرقي السوري، والتي إذا تحققت فستؤدي إلى تقسيم المنطقة برمتها ابتداءً من كردستان العراق وأكراد تركيا، العقاب الذي ستدفعه تركيا ثمناً لإسهامها في إسقاط النظام، وصولًا إلى تفتيت الوطن العربي؛ كي يتسنى لـ "إسرائيل" أخيرًا تحقيق حلم الصهاينة في إقامة "إسرائيل الكبرى" .

لكن الرئيس أردوغان استدرك الأمر وأجرى مصالحة مع الأكراد، وجعل الزعيم الكردي أوجلان يوجه رسالة للمسلحين الأكراد تقضي بتسليم سلاحهم، ثم ألقى الرئيس أردوغان خطاباً تاريخياً ومفصلياً في تاريخ تركيا أعلن فيه انتهاء أكثر من ٤٠ سنة من الصراع الداخلي، داعيًا إلى مرحلة جديدة في تركيا تكون فيها كل مكونات الشعب التركي يداً واحدة للنهوص ومواجهة التحديات في المنطقة، الأمر الذي وجدته خطوة ذكية ومهمة جداً في هذه المرحلة بالذات، أبعدت عن تركيا شبح النزاعات القاتلة التي كانت ستؤدي حتمًا إلى تقسيمها على غرار أخواتها من دول المنطقة.

ولعلها من المفارقات العجيبة، أن نرى السيد برَّاك وهو يصرح قائلًا، إن أميركا ضد قيام دويلة كردية تنفصل عن الكيان السوري!

إذاً، بعد تهديد السيد برَّاك بضم لبنان إلى بلاد الشام والذي عاد وأصدر تصريحاً جديدًا، مخفِّفًا من وطأة تصريحه الأول، والذي لن يستطيع أن يواري حقيقة المشروع الذي يخطَّط له، يكون السيد الزحلاويُّ قد قدم خدمة مجانية للمقاومة أو ذريعة للتمسك بسلاحها بأسنانها والتفاف معظم الشعب اللبناني خلفها من أجل التصدي لهذا المشروع، لكن طبعاً باستثناء فريق واحد، خرج قائده ليبرر تصريح المندوب الأميركي؛ هذا الفريق الذي دائماً ما كانت خياراته مخطئة، لا بل مدمرة على لبنان.

مشاريع سوداء تُحاكُ في الغرف المظلمة، بطلتاها أميركا و"إسرائيل"، يُكلَّف بموجبها الرئيس الجديد لسورية بتنفيذها.

منذ مدة ونحن نتحدث عن حشودٍ لفصائل مسلحة سورية أغلبها أجنبية، على الحدود الشرقية، توحي بالتحضير لهجومٍ على سهل البقاع، لكن السلطة السورية نفت ذلك، وقالت، إنها تدابير عادية تقوم بها لمكافحة التهريب، واتهمت المقاومة بأنها تبث هذه الشائعات لتبرر تمسكها بسلاحها.

أصبح الضغطُ كبيراً على لبنان، وتصبح واضحاً، أن ما يُحضَّرُ أسودُ قاتمٌ، وفي حال نُفِّذ فسيكون النازح السوري في لبنان وقوداً مشتعلاً على الساحة اللبنانية ، و طبعاً ستكون "إسرائيل" مسانداً جوياً حيث تدعو الحاجة.

على المسؤولين اللبنانيين وكل الفرقاء التنبه لهذا المشروع، والتضامن والتكاتف بغرض التصدي له، وإلا فسيؤدي في حال نجاحه إلى اضمحلال بلاد الأرز مصدِّرة الحرفِ وصَدَفَة الموريكس الأرجوانية، وسنفقد الوطن والهوية.

الكلمات المفتاحية
مشاركة