اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي سيطول انتظار المستوطنين.. تجميد مخطّط إعادة تأهيل الأحياء المتضررة من صواريخ إيران

خاص العهد

خاص العهد

اعتصام في البقاع الغربي: غضب شعبي على انقطاع الكهرباء 

202

صرخةٌ جديدة أطلقها أبناء البقاع الغربي في وجه الظلمة المتواصلة والتقنين القاسي في التيار الكهربائي، الذي فاقم أزماتهم الاقتصادية والمعيشية، ودفعهم إلى تنفيذ اعتصامٍ حاشد أمام معمل عبد العال لتوليد الكهرباء، وسط حضور شعبي ورسمي من أصحاب المصالح، وممثلين عن بلديات المنطقة، والمؤسسات الصناعية والتجارية.

غضب شعبي ووجع اقتصادي

الاعتصام شكّل ترجمة حقيقية للغضب المتراكم في نفوس الأهالي، الذين لم يعودوا قادرين على تحمّل تداعيات انقطاع الكهرباء، لا سيّما في ظل تصاعد درجات الحرارة، وارتفاع كلفة البدائل، وتكدّس الخسائر في القطاعات الزراعية والصناعية.

وقد شارك في الاعتصام عدد من الفعاليات البلدية والاقتصادية، وتحدث خلاله عدد من الشخصيات التي نقلت وجع المنطقة، وقدّمت مطالبها بوضوح، وعلى رأسها رفع ساعات التغذية الكهربائية فورًا، ومعاملة البقاع الغربي بالمساواة مع سائر المناطق.

البيراني: لسنا مؤهلين لهذا النوع من التقنين

رئيس بلدية القرعون، خالد البيراني، اعتبر أن "الوضع تجاوز حدود الاحتمال"، مشيرًا إلى أن كلّ القطاعات الحيوية في المنطقة أصبحت مهددة بالانهيار. وقال: "نتحمّل التلوّث والسرطان ومجارير بحيرة القرعون، لكننا لا نحصل في المقابل على أبسط الحقوق، لا كهرباء ولا إنصاف... لدينا بحيرة تحوّلت إلى مستنقع صرف صحي، واليوم نُحرم حتى من الحد الأدنى من الطاقة. فلتأخذ الدولة البحيرة وتعطِنا الكهرباء".

البيراني لفت إلى أن تقنين الكهرباء يؤدي إلى تعطيل المعامل الحرارية بشكل يومي، وأن استمرار هذا الوضع سيدفع المنطقة نحو خطوات تصعيدية غير مسبوقة، قائلًا: "لم نعد نحتمل الخُطب والوعود، نريد تنفيذًا حقيقيًا، وإلا فالتصعيد قادم".

أحمد حمود: لا كهرباء ولا إنصاف

من جانبه، تحدّث عضو بلدية مشغرة أحمد حمود باسم الأهالي، مؤكدًا أن ما يحصل هو إهمال موصوف لمنطقة كاملة تعتمد على الزراعة والتبريد والتصنيع الغذائي. وقال: "الكهرباء لم تعد رفاهية، بل حاجة يومية لبقاء المؤسسات والمزارع والمصالح على قيد الحياة. التقنين يطرد أبناءنا من رزقهم، ويهدّد أمنهم الاقتصادي".

عيدي: التفاح مهدد بالتلف

أما حيدر عيدي، الذي تحدث باسم أصحاب برادات الفواكه والخضار، فقد أطلق صرخة وجع من عمق الأزمة، مؤكدًا أن "الكهرباء غير موجودة، والمحاصيل الزراعية على وشك الضياع".

وقال عيدي: "لدينا أكثر من 15 برادًا في مشغرة فقط، تُخزّن فيها كميات ضخمة من التفاح الذي يأتي من بشري وتنورين والعاقورة وسائر مناطق جبل لبنان. هذه البرادات اليوم مهددة بالتوقف الكامل، وقد بدأ التفاح يفسد فعلًا... هذه كارثة بكل المعايير".

المهندس محمود إبراهيم: ترسّبات خطيرة في البحيرة

من جهته، قدّم المهندس محمود إبراهيم، الرئيس السابق لمصلحة معمل عبد العال وسد القرعون، مداخلة تقنية أضاء فيها على واقع البحيرة، وأشار إلى أن الترسبات المتراكمة فيها باتت تشكّل خطرًا حقيقيًا، وقال: "هناك ما يزيد عن 59 مليون متر مكعب من المياه حاليًا، لكن لا بدّ من الحفاظ على ما لا يقل عن 40 مليونًا منها لتأمين حاجة السنة المقبلة. هذا يعني أن الكمية المتاحة فعليًا أقل بكثير ممّا يُعتقد".

وشدّد على ضرورة تنظيم الضخ والاستفادة الذكية من الموارد الحالية.
 
صرخة في وجه العتمة

الاعتصام أمام معمل عبد العال لم يكن مجرد تجمّع احتجاجي، بل صرخة حقيقية من منطقةٍ تعبَت من الوعود، واختنقت بالعتمة، وتنتظر قرارًا سياسيًا جريئًا يعيد إليها بعضًا من حقها في العيش الكريم.

البقاع الغربي يطالب اليوم، لا بأكثر من العدالة في التوزيع، والحد الأدنى من الحقوق، في وقتٍ لم يعد فيه الظلام مجرّد عتمة، بل كارثة اقتصادية واجتماعية بكل ما للكلمة من معنى

الكلمات المفتاحية
مشاركة