شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، مساء الثلاثاء 22 تموز/يوليو 2025، العرض الدولي الأول للفيلم الإيراني "سيّد الحرب"، على خشبة مسرح مركز "رسالات"، بحضور حشد من الشخصيات الفنية والثقافية اللبنانية، والممثل اللبناني عمار شلق، أحد أبطال الفيلم، إلى جانب وفود رسمية وممثلين عن مؤسسات فنية وإعلامية.

"سيّد الحرب" هو أحدث إنتاج لمنظمة "أوج" الفنية الإعلامية، ويعد من أبرز الأعمال التي تمثل ما يُعرف بـ"السينما الدفاعية والإستراتيجية"، إذ يتناول قصة حقيقية مستوحاة من مرحلة ما بعد الثورة الإسلامية في إيران، وتحديدًا إطلاق أول صاروخ إيراني محلي الصنع خلال الحرب المفروضة (الحرب العراقية الإيرانية).

يمتد الفيلم على مدار 112 دقيقة، ويجمع بين الدراما العائلية والحربية في معالجة سردية تمزج بين التشويق والبعد الإنساني، من كتابة إحسان ثقفي، وإخراج حسين دارابي، وإنتاج سعيد سعدي، ويشارك في بطولته مجموعة من الممثلين الإيرانيين إلى جانب اللبناني عمار شلق.

ويسرد الفيلم، من خلال شخصية "إبراهيم شريفي" التي يؤديها الممثل سعيد سهيلي، رحلة فريق من الخبراء الإيرانيين يسابقون الزمن لإطلاق أول صاروخ إيراني رغم الحصار والمعوقات الداخلية والخارجية، فيما يحاول أعداء البلاد سرقة أجزاء رئيسة من المشروع لإفشاله.

ويُهدى العمل إلى روح الشهيد حسن طهراني مقدم، المعروف بـ"أبي المشروع الصاروخي الإيراني"، دون ظهوره بشكل مباشر، بل عبر شخصية درامية مستوحاة من رفاقه.

ووصف الممثل اللبناني عمار شلق الذي كرمّه مركز رسالات، مشاركته في الفيلم بأنها "تجربة مميزة جدًا"، مشيرًا إلى الغنى الثقافي والتقني في الإنتاج السينمائي الإيراني.

وقال: "العمل مع الفريق الإيراني كان غنيًّا ومليئًا بالتفاعل الإنساني والفني"، مضيفًا أنّ السينما الإيرانية تطورت بشكل كبير، وباتت تضاهي في بعض جوانبها نمط السينما الأوروبية.

وأشار شلق إلى أنّ دوره في الفيلم يجسد شخصية جنرال ليبي يلعب دورًا في تحديد مسار أحد الصواريخ، وعلَّق: "الفيلم يسلط الضوء على أهمية السلاح الصاروخي في حسم المواجهات، وهو ما رأيناه في الواقع خلال السنوات الأخيرة".

من جهته، قال نقيب الممثلين في لبنان نعمة بدوي، إنّ السينما الإيرانية أصبحت وسيلة فعالة لنقل الواقع الإيراني إلى العالم، لافتًا إلى أنّها "تحمل رسائل عميقة، وتحصد جوائز عالمية عن جدارة".

وأشاد بفيلم "سيّد الحرب" قائلًا: "هذا الفيلم يجسد الاكتفاء الذاتي والفكر المقاوم، ويعكس بيئة فنية ملتزمة تنقل مبادئ الشعوب وقيمها".

وأشار الممثل اللبناني سعد حمدان، إلى أنّ السينما أصبحت اليوم وسيلة فعالة للتعبير عن الواقع وتغيير المفاهيم الاجتماعية والقوانين. وتابع: "السينما تسهم في تغيير واقع اجتماعي وأفكار راسخة، وقد رأينا ذلك في الكثير من الأعمال"، مشيدًا بتطوّر السينما الإيرانية التي وصفها بـ"المتقدمة منذ زمن طويل".

وأضاف: "أنا أعشق السينما الإيرانية، والممثلون الإيرانيون يعملون بروح تشبه النمط الأوروبي، وفيلم "سيّد الحرب" يُظهر ذلك بوضوح من خلال أسلوبه الأكشن والدرامي".

وكان "سيّد الحرب" قد عُرض للمرة الأولى في مهرجان "فجر" السينمائي في إيران، حيث حظي بإشادة النقاد والصحافة، ويُتوقع أن يواصل جولته الدولية في عدد من الدول المهتمة بالسينما المقاومة والتاريخية.

ويرى نقاد، أن الفيلم الذي يجمع بين اللغة الفنية والرسالة الإستراتيجية، يعيد طرح تساؤلات حول دور السينما في توثيق الأحداث وبناء الوعي، ويؤكد مرة جديدة أن الصورة والفن يمكن أن يكونا جبهة موازية في معارك الهوية والسيادة.

الكلمات المفتاحية