عين على العدو

توقف الصحافي الصهيوني يوسي هدر في مقالٍ له في صحيفة "معاريف" عند مقتل عدد كببر من جنود الاحتلال في حرب لا تنتهي.
وأشار إلى أنّ هذه الحرب، الأطول في تاريخ "إسرائيل"، ليست حرب "الاستقلال"، وبالتأكيد ليست "حرب النهضة"، كما يطلق عليها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمصطلحاته المنمّقة، بل هي حرب خداع سياسية، وتابع "مع مرور الوقت، تبيّن أن استمرار الحكومة في الحرب نابع من دوافع سياسية وبناءً على مصالح خارجية".
وأضاف: "مجانين، اخرجوا من غزة. كل يوم يمر يزيد من تورّطنا في مستنقع غزة، وما كان ممكنًا قبل سنة، أو حتى نصف سنة، أصبح اليوم شبه مستحيل، والثمن لا يُطاق. هذه هي نتائج غياب السياسة لدى نتنياهو. إذا كنا نعلم حتى الآن أن من يُفشل صفقة استعادة الأسرى وإنهاء الحرب، ومن يفرض جولات قتال قاسية دون السعي إلى حل شامل، هم نتنياهو، سموتريتش، وبن غفير، فإن حماس باتت تقدّر الآن أن نتنياهو يملك رغبة سياسية جديدة في إغلاق صفقة، ولذلك تؤخرها"، وفق تعبيره.
وبحسب هدر، تقترح وزيرة الاستيطان "الإسرائيلية" أوريت ستروك احتلال أجزاء إضافية من غزة، حتى لو كان ذلك على حساب حياة الأسرى، بينما سموتريتش وبن غفير يحلمان بالاستيطان في القطاع وبريفييرا غزة.
ورأى أن "كل جوهر هذه الحكومة السيّئة يتمثّل في تلبية نزوات نتنياهو السياسية والشخصية وبقاء الحكومة نفسها. وهكذا، من يفاوض على قانون التهرب من الخدمة في اليوم الذي سقط فيه ثلاثة جنود في غزة، قام بدفع خطوة لإقالة رئيس لجنة الخارجية والأمن، عضو "الكنيست" يولي إدلشتاين، فقط لأنه عرقل إرضاء الأحزاب الحريدية، التي تريد أن يستمر جمهورها في التهرب من التجنيد ولا يتحمل عبء الحرب".
هدر أشار الى أن إقالة وزير الحرب يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي لم تكن كافية لتلبية رغبات نتنياهو، لذا فإن إدلشتاين الآن في مرمى النيران، وقال "يجب أن نخرج من غزة، من أجل دفع تسوية سياسية تضعف حماس، حتى نعود لاحقًا لنُكمل المهمة. يجب أن نخرج من غزة من أجل استعادة 50 أسيرًا ما زالوا هناك، منهم 20 على الأقل أحياء".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى الخروج من هناك لأن جنودنا مُرهقون وينفذون مهامّ لفترة طويلة جدًا، يجب أن نخرج لكيلا نسمع مجددًا عبارة "سُمح بالنشر"".
وتابع: "علينا أن نخرج من غزة أيضًا في ظل تدهور مكانة "إسرائيل" الدولية الذي لم نشهد مثله من قبل. أصبحنا منبوذين في العالم. لا تكاد توجد دولة في العالم، حتى أصدقاؤنا في أوروبا، لا تهاجم "إسرائيل" بسبب ما يحدث في غزة. "الإسرائيليون" يخشون السفر إلى الخارج، الجنود يُلاحقون في العالم، و"معاداة السامية" تصل إلى مستويات غير مسبوقة".
وخلص الى أن الحكومة، في "غبائها الكبير"، لا تريد أن ترى الحقيقة، وتفضل الاستمرار في الحرب، وفي الانقلاب القضائي، وفي إقالة المستشارة القانونية، والاستيلاء العدائي على "الديمقراطية الإسرائيلية"، وفق وصفه.