لبنان

رأى عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين أنّ ما يقوم به العدوّ الصهيوني اليوم تجاوز مسألة الخروقات ليتحول إلى عدوان مستمر على لبنان، ترتفع وتيرته حينًا وتنخفض حينًا آخر، ويتكرّر على مستوى استباحة السيادة اللبنانية في الجو والبحر والبر، إذ يقوم العدوّ بممارسة العدوان والإجرام والقتل واختراق الحدود وتدمير المنازل وأي أماكن لا تعجبهم، بحجة أنها تشكّل بنى تحتية للمقاومة، رغم أنّ الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل والمنظمات الدولية يعترفون وبشكل واضح وعلني بأنّ لا بنى تحتية للمقاومة جنوبي نهر الليطاني، وبأنّ لبنان والمقاومة التزما بقرار وقف إطلاق النار ومندرجاته، في الوقت الذي يواصل العدوّ تماديه واعتداءاته وغيّه وإجرامه.
كلام عز الدين جاء في حفل افتتاح المعهد القرآني التابع لجمعية القرآن الكريم وقاعة شهداء بلدة معروب، بحفل حضره إلى جانب رئيس بلدية معروب المهندس حسن فنيش وفعاليات وشخصيات وعلماء دين وحشد من الأهالي وعوائل الشهداء.
وبعد تلاوة آيات من القرآن الكريم، ألقى عز الدين كلمة بارك فيها افتتاح هذا المعهد وملحقاته، وتطرق للحديث حول المستجدات الراهنة، فبارك للمناضل المحرر من الأسر جورج إبراهيم عبد الله، خروجه إلى الحرية بعد 41 عامًا قضاهًا في الأسر لأجل قضية فلسطين التي انتصر لها، وعبّر مع وصوله إلى بيروت عن فكره المتأصل في قضية فلسطين وشعبها لأن من يعيش حالة الثائرين والمقاومين يدرك معنى المقاومة فيقول طالما أن هناك مقاومة يمكننا العودة إلى الأوطان، وذلك بفضل شهدائها الأبطال.
وإذ حيّا مواقف الأسير المحرر عبد الله ومسيرته وتاريخه الذي يبيّن صورة الإنسان الذي تجاوز الطائفية والمذهبية، قال عز الدين "إنّنا عندما نتحدث عن المقاومة، فنحن لا نؤمن بمقاومة طائفية أو مذهبية لأن المقاومين هم أتباع الحق ومذهبهم ودينهم وعقيدتهم هي مواجهة الباطل، ولذلك نجد ان إنسان قضى في زنزانته 41 سنة يخرج ويتحدث عن المقاومة وشهدائها وحاجتنا لها وضرورة وجودها لهذا الوطن والانتصار مجدّدًا لفلسطين، ويأسف على كلّ ما يشاهده على شاشات التلفزة مما يجري في فلسطين وغزّة من قتل وإبادة دون أن يرف لهذا العالم جفن، ونحن نعتز ونفتخر بأمثال هؤلاء الأبطال، والقادة الذين قدموا أنفسهم وضحوا بأنفسهم لأجل كرامتنا وعزتنا، ولأجل أن نحيا نحن، ولأجل أن يبقى هذا الوطن حرًا وسيدًا ومستقلًا".
ولفت عز الدين إلى أنّ أميركا و"إسرائيل" تنفذان إستراتيجية تعبر عن حقيقتها وجوهرهما، وأنّ "إسرائيل" هي اليد التي تضرب بها أميركا في هذه المنطقة، وكلّ ما تقوم به إنما يأتي بإيحاء وتخطيط ودفع أميركي، فعندما تعجز "إسرائيل" تتصدّى أميركا بشكل مباشر، وهذا ما ظهر جليًا في العدوان على الجمهورية الإسلامية في إيران.
وقال عز الدين: "عندما يدمّر العدوّ القدرات ومرتكزات القدرة والقوّة لأي شعب ولأي مجموعة، فذلك يشكّل مقدّمة لتوسع "إسرائيل" واحتلالها وقضمها للأراضي، ففي سورية مثلًا، كانت حالة الهدوء سائدة منذ العام 1974، ولكن بمجرد ما سنحت الفرصة للعدو استغل فترة وصول نظام جديد لسدة الحكم واغتنم ليدمّر مراكز القدرة والقوّة السورية والأهداف الإستراتيجية وأسلحة الأذرع المختلقة للجيش، قبل أن يبدأ بالتقدم برًا لقضم الأراضي السورية".
وتابع عز الدين بالقول: "هذه المعادلة تدفعنا إلى التمسك بحقوقنا وبحقنا في الدفاع عن أرضنا، لأن الدفاع عن الأرض لا يحتاج إلى إذن من أحد على الإطلاق، بل هو مبدأ فطري وطبيعي، ولذلك من أجل الدفاع عن انفسنا تبقى هذه المقاومة في هذا الزمن هي الأكثر حاجة وضرورة، والتمسك بها وبما تملك من قدرات إنما يأتي لمنع العدوّ من أن يستفرد بنا وبوطننا".