فلسطين

قال القيادي في حركة حماس وعضو فريق التفاوض د. غازي حمد إن الحركة "قدّمت رؤية عقلانية وموضوعية خلال مفاوضات وقف إطلاق النار، وكانت دومًا مرنة وإيجابية للوصول إلى اتفاق يُنهي الحرب".
وأضاف حمد، في مقابلة مع "التلفزيون العربي" السبت 26/7/2025، أن "ما حدث مؤخرًا شكّل مفاجأة، رغم مقاربة الحركة للمقترحات المطروحة"، وأكد أن الوسطاء أقرّوا بأن حماس كانت الأقرب للتوصل إلى اتفاق.
وأشار إلى أن انسحاب الوفد "الإسرائيلي" والتصريحات الأميركية المتشددة لم تكن مبررة، موضحًا أن واشنطن تتبنى لغة التهديد والوعيد دون تقديم تفسيرات.
وأكد حمد أن المفاوضات لا تقل خطورة عن المعركة الميدانية، مشيرًا إلى أن الاحتلال يسعى من خلالها لفرض وقائع مرفوضة، منها التحكم بالمساعدات، وتوسيع المناطق العازلة، وفتح الباب لعودة الحرب.
وأوضح أن الاحتلال أراد المساعدات على مقاسه، وأن تتحكم بها مؤسساته، بينما أصرت حماس على الالتزام باتفاق 19 كانون الثاني/يناير 2025، الذي يضمن دخول المساعدات بإشراف الأمم المتحدة والهلال الأحمر الفلسطيني والمؤسسات الدولية العاملة في غزة.
كما شدد حمد على رفض حماس لمطالب الاحتلال بالسيطرة على 40% من غزة، وفرض ما يسمى بـ"المدينة الإنسانية"، مشيرًا إلى أن الحركة نجحت في تعديل هذه البنود والتمسك بموقف يحفظ حقوق الشعب الفلسطيني.
وقال: "نحن فضّلنا الصبر من أجل الوصول إلى اتفاق مشرّف، يحقق طموحات أبناء غزة في وقف الحرب وعودة الحياة الكريمة"، وأضاف أن الحركة كانت دائمًا متعاونة مع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى صيغة وطنية موحدة.
وتطرق حمد إلى ملف الأسرى، مؤكدًا تقديم أرقام جيدة ومعقولة لإطلاق سراح أكبر عدد ممكن، لا سيما من غزة، ضمن اتفاق مؤقت يمتد لـ60 يومًا، مع وضع بند لوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب كامل من القطاع.
وحذّر من الواقع الكارثي في غزة، واصفًا إياه بأنه "وصمة عار في جبين الإنسانية"، داعيًا إلى تحرك عربي ودولي عاجل لوقف المجازر والتجويع، وإنقاذ المدنيين من القتل والدمار.
كما تساءل عن استمرار رفع العلم "الإسرائيلي" في بعض العواصم العربية والإسلامية، رغم المجازر المستمرة، داعيًا إلى خطوات ملموسة مثل طرد السفراء وقطع العلاقات السياسية.
وختم حمد بالتأكيد على أن حركة حماس قدمت "مرونة عالية، وإيجابية عالية، ومسؤولية عالية"، داعيًا الشعوب العربية والإسلامية إلى كسر حاجز الصمت، ودعم الشعب الفلسطيني في مواجهة القتل والتجويع والتهجير.