فلسطين

في تحذير جديد يؤكد حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة، أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي اليوم الثلاثاء 29 تموز/ يوليو، أن "السيناريو الأسوأ لحدوث مجاعة يتكشف حاليًّا في قطاع غزّة"، محذِّرًا من أنّ نقص الغذاء بلغ مستويات كارثية في معظم مناطق القطاع، وسط استمرار العدوان الصهيوني وحصار خانق يمنع وصول المساعدات.
وأشار التقرير الصادر عن المبادرة العالمية المشتركة التي تضم 21 منظمة إنسانية ودولية، إلى أن المؤشرات الميدانية تدل على تفشي الجوع وسوء التغذية وانتشار الأمراض، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في عدد الوفيات المرتبطة بهذه الأوضاع الكارثية.
ورغم هذا المشهد الإنساني القاتم، لم يصنِّف التصنيف المرحلي حتّى الآن غزّة بأنها تعيش مجاعة، مشيرًا إلى أن "الأمر يتطلب تحليلًا جديدًا"، في موقف يثير تساؤلات حول تأخر الاعتراف الدولي الكامل بما يحدث في غزّة من كارثة إنسانية موصوفة المعالم.
وجاء في نص التحذير: "يجب اتّخاذ إجراءات فورية لإنهاء الأعمال القتالية والسماح باستجابة إنسانية واسعة النطاق ودون عوائق لإنقاذ الأرواح. هذا هو السبيل الوحيد لوقف المزيد من الوفيات ووضع حد للمعاناة الإنسانية الكارثية".
ولتصنيف أي منطقة بأنها تشهد مجاعة، يجب أن تتوافر معايير محدّدة، من بينها أن يعاني ما لا يقل عن 20% من السكان من نقص حاد في الغذاء، وأن يعاني واحد من كلّ ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد، إضافة إلى وفاة شخصين من كلّ 10 آلاف يوميًّا بسبب الجوع أو تداعياته الصحية.
وتواجه غزّة منذ أكثر من تسعة أشهر عدوانًا صهيونيًّا متواصلًا، وسط صمت دولي مريب وتواطؤ غربي، تزامن مع حصار مشدد أدى إلى أنهيار الأمن الغذائي ومنع دخول الغذاء والدواء، في ظل استمرار إغلاق الاحتلال لجميع المعابر منذ 2 آذار/مارس 2025.
وأظهرت بيانات وزارة الصحة في غزّة أن عدد الشهداء الذين ارتقوا بسبب الجوع وسوء التغذية بلغ حتّى صباح الأحد 147 شهيدًا، بينهم 88 طفلًا، فيما تجاوز عدد الشهداء الإجمالي منذ بدء العدوان في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 أكثر من 204 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 9 آلاف مفقود.
وتتداخل المجاعة القاتلة في غزّة مع حرب إبادة جماعية تشنها آلة الحرب الصهيونية بدعم أميركي، فيما يقف العالم عاجزًا أمام مأساة إنسانية هي الأشد فتكًا في العصر الحديث.