تحقيقات ومقابلات
العمليات الاستشهادية والنوعية شكّلت صُلب النهج العسكري الذي ميّز المسيرة الجهادية للسيد فؤاد شكر (الحاج محسن). يقول سيد شهداء الأمة السيد نصر الله (قده) إن الحاج محسن أثرى وأغنى المقاومة بأفكاره واقتراحاته. تُرجم ذلك في الميدان والجبهات التي كان حاضرًا فيها.
بصمةُ السيد فؤاد تجسّدت فعليًا في تخطيطه للعمليات النوعية إبّان فترة احتلال جنوب لبنان. القائد القادر على التحفيز والتجهيز وبثّ الروح الحسينية في المُقاتلين، يُسلّح الاستشهاديين ويُرافقهم حتى مرحلة التنفيذ، ليضمن تحقيق الغاية المرجوّة والمؤثّرة في جانب العدو.
تشهد صور عام 1983 على عملية من إعداد وتصميم السيد فؤاد، المسؤول العسكري المركزي الأول لحزب الله. أشهرٌ أعقبت عملية الاستشهادي أحمد قصير التي ضرب فيها مقر الحاكم العسكري "الإسرائيلي"، السيناريو يتكرّر في المدينة الجنوبية. انفجارٌ قويّ في المقر الجديد للحاكم العسكري في صور أيضًا، على الطريق العام بين المدينة والناقورة. الاستشهادي تجاوز الحرّاس وتخطّى الحاجز والسواتر الترابية ثمّ ضغط على الزناد وفجّر. كانت عملية مدرسة الشجرة من تخطيط السيد فؤاد شكر بالتعاون مع القائد الحاج الشهيد عماد مغنية، فانضمّت الى مجموعة من العمليات التي كتبت نهاية الاحتلال في الجنوب اللبناني بعد 17 سنة.
بالنسبة للسيد الأسمى كان الحاج مُحسن جبلًا يستند إليه في الشدائد والمِحن. قدرةُ بيانه للمسائل العقائدية والقضايا العسكرية ساطعة، وهذا الامتياز ينسحب على نهجه في تطوير التشكيلات العسكرية وطاقاتها وإمكانياتها البرية والجوية والبحرية.
في مُحاضرةٍ مطوّلة أمام جمْع من المُقاومين ورفاق السلاح، اطّلع موقع "العهد" الإخباري على بعض تفاصيلها، يتحدّث السيد فؤاد عن خصالٍ لا بدّ أن تتوافر في القائد الذي يُرسل الاستشهاديين، فيقول إن "القائد الذي يُصدّر الاستشهاديين من دون أن يملك روح الشهادة خائنٌ ومُنافقٌ، ويضيف "يقدموننا هواة موت فيما نحنُ نحيا بالشهادة".
وفي المحاضرة نفسها، يحرص السيد فؤاد على إبداء أهمية الدعاء بما لا ينسلخ عن الأداء الجهادي، قائلًا "سلاحُنا الذي لا نتركه هو الدعاء وسؤال الله دومًا بأن يحمينا ويُسدّدنا ويرعانا.
صاحب توصيف "نحن الخمينيون" على الثلّة الفدائية التي رسمت ملحمة خلدة البطولية، يتوقّف عند ما أرساه فكر الإمام الخميني (قده) المناهض للاستكبار وخليفته وليّ أمر المسلمين آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، فيشير الى أن "الإمام كان يعلّم الجميع أن المُقاومة هي ثمرة من ثمرات الإمام علي بن أبي طالب (ع) التي زُرعت، أما اليوم فلا أحد يعرف قيمة هذه المقاومة أكثر من الإمام الخامنئي".
وللشباب المُستمع تحفيزٌ إضافيّ على التمسّك بالخطّ الجهادي الاستشهادي. وهنا يلفت الى أن "التاريخ يُكتب بعزيمة الرجال وجُهدهم وإرادتهم وصبرهم، حتى تتحرّر الأرواح التي كانت مُعلّقة بين الأرض والسماء عن طريق الشهادة التي هي أقصر الطرق إلى الله سُبحانه وتعالى".
الغاية والهدف أن تبقى المقاومة صرخة الإمام الحسين (ع) وأن تبني مقاومين كما أنبتت كربلاء شهداء ومجاهدين، هكذا خاطب السيد فؤاد الحاضرين. كان هذا قبل ارتقائه بأشهر، ثمّ عرج على طريق سيد الشهداء (ع).