عين على العدو

الرئيس السابق لـ"الأمن القومي" الصهيوني: لن ننتصر وسندفع ثمنًا باهظًا بمواصلتنا الحرب
غيورا آيلند: ما كان من المفترض أنْ يكون لمصلحة "إسرائيل" يتحوّل الآن إلى عقاب لها
سأل الرئيس السابق لـ"مجلس الأمن القومي" الصهيوني، غيورا آيلند: "ما الذي تستعد "إسرائيل" لـ "التضحية" به من أجل استعادة الأسرى (الصهاينة في قطاع غزة)؟"، مدّعيًا، في مقابلة أجرتها معه إذاعة "103FM" الصهيونية، أنّه "في هذه المرحلة يجب على "إسرائيل" إنهاء الحرب في غزة".
واعتبر آيلند، في المقابلة التي نشرتها صحيفة "معاريف" الصهيونية، إنّ "مبادرة الاعتراف بدولة فلسطينية من قِبَل دول في الغرب هي في الواقع نوع من العقاب الدبلوماسي"، معلّقًا على تصريح رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، بأنّ بلاده ستعترف بدولة فلسطينية "إذا فعل الفلسطينيون بعض الأمور"، بالقول: "حتى قبل أشهر عدة، كانت دول مثل إنكلترا وفرنسا وغيرها تقول، إنّ "حل الدولتين" هو الحل الأفضل من أجلنا. ما كان من المفترض أنْ يكون لمصلحة "إسرائيل" يتحوّل الآن إلى عقاب لـ"إسرائيل"".
ورأى آيلند أنّ "المفهوم "الإسرائيلي" قد فشل"، فـ"قبل 6 أشهر، أقنعت "إسرائيل" (المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف) ويتكوف و(الرئيس الأميركي دونالد) ترامب، مع الأسف، بأنّ الطريق للتقدُّم هو من خلال صفقة أسرى جزئية. مخطّط ويتكوف هو في الواقع مخطّط (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو. وهذا لا يسير"، بحسب آيلند الذي رأى أنّ "(حركة المقاومة الإسلامية) - حماس لم تكن متحمّسة لهذا منذ البداية، واليوم لديها شروط إضافية تجعل الأمر مستحيلًا تمامًا".
وتابع قوله: "كان واضحًا، منذ البداية، أنّ هذا لن ينجح، وهو لا يخدم "إسرائيل". وأعتقد أنّ ويتكوف توصَّل إلى استنتاج، بعد إعادة التقييم، بأنّ هذا المخطط الذي يضمن استمرار الحرب مرّة تلو الأخرى، لا ينجح، ويتعارض مع المصلحة الأميركية".
وأضاف آيلند: "ما يريده معظم "الجمهور "الإسرائيلي" هو أنْ نكون قادرين على اقتراح إنهاء الحرب مقابل إعادة جميع الأسرى. وهو (ويتكوف)، أيضًا، يشاطرنا هذه الرغبة"، جازمًا بأنّه "لا يوجد نصر، ولن يكون هناك نصر"، قائلًا: "بأيّ حال من الأحوال، السؤال هو: ما الثمن الذي سندفعه في طريقنا نحو نصر مستحيل؟".
وأردف قائلًا: "لنفترض أنّ الولايات المتحدة تفرض على "إسرائيل" أو تعرض عليها اقتراحًا بسيطًا: إنهاء الحرب في غزة مقابل إعادة جميع الأسرى، وعودة القوات "الإسرائيلية" إلى خطوط 6 أكتوبر/تشرين الأول. إذا وافقت حماس على ذلك، ستنتهي الحرب مع كل ما يحمله ذلك من "مزايا" كبيرة. وحتى إذا لم توافق حماس، فإنّ ذلك قد يساعد في تحسين مكانة "إسرائيل". إذا قالت حماس إنّها لا توافق على هذا المخطط، فسيكون لدى "إسرائيل" على الأقل موقفًا واضحًا لم يكن موجودًا حتى الآن. وإذا رفض الطرف الآخر (المقاومة الفلسطينية)، فلن يكون أمامنا خيار سوى مواصلة القتال".
وأشار آيلند إلى أنّ "الأمر يتعلّق بالاختيار بين خيارَيْن سيئين" الأول؛ هو أنّ "هذا النموذج البسيط هو الطريقة لإنهاء الحرب"، والثاني هو أنّه "إذا لم يزد "طمع" حماس، فهذا هو الطريق الأفضل لـ"إسرائيل" لإنهاء ملحمة غزة المروّعة"، وفق تعبير آيلند.
وفي حين سَأل: "ماذا سيحدث إذا واصلت حماس، بعد انتهاء الحرب، السيطرة على غزة وتهديد "إسرائيل"؟، ذكّر بأنّه "قبل 5 أشهر، قال الرئيس المصري (عبد الفتاح السيسي): "إنّ الدول العربية ستكون مسؤولة عن إعادة إعمار غزة، ويمكن الحديث معها أيضًا عن نزع سلاح غزة"، معتقدًا أنّه "إذا كان هذا هو الوضع في "اليوم التالي"، فإنّه أهون الشرّين بالنسبة لـ"دولة "إسرائيل""، على حد قوله.
وردًا على سؤال عمّا إذا كان حديث آيلند يعني نهاية "خطة الجنرالات" التي كان هو نفسه أحد واضعيها، أجاب الرئيس السابق لـ"مجلس الأمن القومي" الصهيوني: "قبل 20 شهرًا، اقترحتُ ما تبيّن لاحقًا أنّه أفضل ما كان يمكن فعله. لا أعتقد أنّ بالإمكان تنفيذه اليوم".