اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي التصعيد اليمني … مواجهة مع خطوط الإمداد الإقليمية لـ "إسرائيل"

تحقيقات ومقابلات

المجالس البلدية في البلدات الحدودية: من الناس وإلى الناس
تحقيقات ومقابلات

المجالس البلدية في البلدات الحدودية: من الناس وإلى الناس

133

يعيش أهالي القرى الجنوبية الأمامية، في ظل ظروف استثنائية منذ ما يقارب العامين. أهلها الذين عانوا منذ عقود ويلات الاحتلال والإهمال الرسمي، ما يزالون يواجهون تبعات غياب دور الدولة الإنمائي وعدم الاستقرار الأمني، الواقع الذي وجدت المجالس البلدية نفسها أمامه لتعويض غياب الجهة الرسمية والأهلية المسؤولة والملتزمة تأمين حياة اقتصادية كريمة للأهالي وعودة آمنة إلى الديار. وقد أثبتت هذه المجالس، في الواقع، وقوفها إلى جانب الناس وإعادة الحياة تدريجيًا إلى قراهم، باعتمادها على تقديمات الجمعيات والمؤسسات ومبادرات الأهالي والمغتربين.

الدمار يطال أشكال الحياة كلها

لم تسلم الحياة في القرى الجنوبية الحدودية، على تعدد أشكالها، من الدمار الذي تسبب به العدوان الصهيوني، فعلٌ بهدفٍ واضح: إعدام الحياة في هذه القرى. بعد شهرين من دخول قرار وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، باشرت البلديات العمل على مسح الأضرار، في خطوة أولى لتقدير حجم الخسائر ثم الانطلاق نحو مشاريع التأهيل والإنماء.
أبرز الخسائر كانت بالطبع على صعيد الوحدات السكنية، ففي قرية عيترون مثلًا، الواقعة ضمن قضاء بنت جبيل، كان حجم الدمار كبيرًا جدًا، حيث تهدّم ما يقارب 700 وحدة سكنية، وتضرر ما لا يقل عن 2500 أخرى، وفقًا لرئيس البلدية الحاج سليم مراد، في اتصال موقع العهد معه.

مشهد الدمار الكبير تكرّر أيضًا في مدينة الخيام ضمن قضاء مرجعيون، والتي أفاد رئيس بلديتها الحاج عباس السيد علي لموقع العهد، أنها شهدت أعلى نسبة دمار (من حيث النسبة/ 25%) إذ تعرّضت 2700 وحدة سكنية فيها للهدم الكلّي، وما يقارب 5400 أخرى وقع فيها ضرر إنشائي.

الدمار شمل أيضًا الممتلكات العامة، ففي بلدة عيترون تدمرت الأبنية التابعة للبلدية بشكل كامل وجزئي، وكذلك المستوصفات والمدارس وحضانات الأطفال ومراكز التدريب المهني والمنتزهات والحدائق ومباني الدفاع المدني ومحطة تكرير المياه والآبار الإرتوازية ومعمل للأجبان والألبان، وحتى دور العبادة ومدافن الموتى لم تسلم هي أيضًا. الأمر انسحب أيضًا على مدينة الخيام التي شمل الدمار فيها كثيرًا من القطاعات الانتاجية والخدماتية، خاصة البنى التحتية من كهرباء ومستوصفات وطرقات ومدارس وقاعات عامة وغيرها.

البلديات تطلق مشاريع تأهيل البنى التحتية

بعد انتهاء المرحلة الأولى من مسح الأضرار والدمار، باشرت المجالس البلدية تنفيذ خطط الترميم واعادة تأهيل المرافق العامة لإنعاش الظروف الحياتية في القرى.

أشار الحاج مراد إلى أن البلدية عملت، في هذه المرحلة، على إعادة فتح الطرقات وتعبيدها، وصيانة شبكة الكهرباء واشتراك المولدات بشكل كامل، فضلًا عن إنارة الشوارع عبر الطاقة الشمسية وتلزيم المباني العامة لمجلس الجنوب (المبنى البلدي، المدارس..)، وتأمين 3 عيادات طبية مجهّزة، واعادة تأهيل محطة فلترة مياه للأهالي (825 عائلة عادت إلى عيترون) والطاقة الشمسية لإحدى الآبار الإرتوازية، وأعادت إنشاء قاعة كبيرة تعنى بنشاطات البلدية كافة وإطلاق مشروع معمل الأجبان والألبان ومشروع تربوي وتأهيل معمل فرز النفايات في البلدة. 

بدوره، أوضح السيد علي أن مجلس الجنوب أسهم بإزالة الركام وترميم الحفر في مدينة الخيام، وقدم مبلغ مليار ليرة دعمًا للبلدية. كما أسهمت محافظتا "كرماني" و"مركزي" الايرانيتين في إعادة تشغيل  3 مواقع تغذية كهربائية من أصل 7 في المدينة، بتكلفة قدرت بـ 200 ألف $، وأمّنت الكهرباء لـ 600 منزل تقريبًا؛ حيث يقيم حاليًا 750 عائلة، فضلًا عن صيانة البلدية لما يقارب الـ 75% من خطوط الكهرباء وكافة أعطال شبكات المياه. بالإضافة إلى مبادرة إحدى الجمعيات بدفع إيجار المنازل لـ 100 عائلة متعففة ما تزال تقيم خارج البلدة، واستأجرت البلدية مباني سكنية لفتح المدارس الرسمية؛ فضلًا عن تشجيع عودة المدارس الخاصة للعمل.

جدير بالذكر أن الدعم الرسمي بأشكاله كافة غائب كليًا عن المجالس البلدية، وما يتم إنجازه هو عبارة عن دعم ومساعدات ومبادرات من الأهالي أو المؤسسات والجمعيات.

الزراعة في سلّم الأولويات

وضعت البلديات الملف الزراعي ضمن أولوياتها، لما يشكله من أهمية في تأمين معيشة الجنوبيين. في هذا السياق؛ يشير رئيس بلدية عيترون أن البلدية تكفّلت بحرث العديد من الأراضي الزراعية على نفقتها الخاصة بهدف تشجيع الزراعة. كما تواصلت مع العديد من الجمعيات والمؤسسات لإطلاق مشروع تقديم البذور على أنواعها للمزارعين في العام القادم ومشروع تسليفي لأصحاب المواشي وإعادة تأهيل معمل الأجبان والألبان.

من المعروف عن البلدة الجنوبية تميّزها بزراعة التبغ، وفي هذا الإطار قامت البلدية بالتعاون مع مؤسسة جهاد البناء وشركة الريجي بزراعة شتول التبغ وتقديمها للمزارعين لزراعتها، كما وأمّنت عبر مؤسسة جهاد البناء 1200 شتلة زيتون وكذلك شتول الخضار.

وفي الخيام كان الملف الزراعي حاضرًا أيضًا، حيث قدمت جمعية "ضد الجوع" بالتنسيق مع البلدية مساعدات عينية للمزارعين (نحو 70 مزارع)، وشبكات ري للمزروعات وغيرها من المساعدات، ويُعتمد في الخيام بشكل أساسي على الزراعات البعليّة والحبوب.

تجدر الإشارة أن العدو يحتل نقاطًا مشرفة على كلتا البلدتين (جبل الباط وتلة الحمامص)، ما يعيق تأهيل وزراعة مساحات واسعة من الأراضي، لكن الأهالي لم يوفّروا أي فرصة للوصول إليها وزراعتها.

السياحة الجنوبية تعود مجددًا

لم يكن القطاع السياحي جنوبًأ بعيدًا عن عمل البلديات، ولعلّ مدينة صور الجنوبية خير دليل على ما تقدّم. على الرغم الدمار الكبير الذي حلّ في المدينة ( تقريبًا 500 وحدة سكنية بين تدمير كلي وجزئي وأضرار) إلا أن سيدة البحار استعادة نشاطها وباشرت التحضير للموسم السياحي لهذا العام ضمن" فعاليات صيف صور" الذي ستطلقه في 2 آب.

نائب رئيس بلدية صور السيد علوان شرف الدين أوضح لموقع العهد أن شاطئ صور يستقبل أسبوعيًا ما يفوق الـ 4000 سيارة، وهذا الشاطئ يقصده رواد لبنانيون وأجانب. كما أن المؤسسات التجارية هي في توسع مستمر في صور ومحيطها، ما يسهم بجذب الاستثمارات الجديدة وبالتالي في خلق فرص عمل إضافية وتحريك العجلة الاقتصادية.

وفقًا للسيد شرف الدين، البلديات واقعة تحت العجز بسبب عائدات الصندوق البلدي المستقل التي ما تزال تُحسب على سعر الـ 1500 ليرة، وبلدية صور التي تضم 21 عضوًا ًأضحت عائداتها لا تتعدى الـ 50 ألف دولار ما يعني أن هذا المبلغ لا يغطي مصاريف شهر واحد للبلدية.

في هذا الإطار، تعتمد البلدية بشكل أساسي على المبادرات الخاصة، من أصحاب رؤوس الأموال والمؤسسات التجارية والسياحية، منها على سبيل المثال لا الحصر، حملات تشجير الشوارع والأرصفة والمستديرات وإضاءتها، حملة اضاءة الكورنيش البري الممتد على مساحة 600 متر، إعادة تأهيل الأرصفة التي تضررت من جراء العدوان، وإضاءة كافة شوارع المدينة غير المضاءة بالطاقة الشمسية وغيرها من المبادرات الإنمائية.

الكلمات المفتاحية
مشاركة