اهلا وسهلا...
موقع العهد الاخباري

كانت البداية في 18 حزيران/ يونيو 1984 في جريدة اسبوعية باسم العهد، ومن ثم في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر 1999 أطلقت النسخة الاولى من جريدة العهد على الانترنت إلى ان أصبحت اليوم موقعاً إخبارياً يومياً سياسياً شاملاً

للتواصل: [email protected]
00961555712

المقال التالي عودة الى مقاعد الدراسة بعد 35 عامًا .. نجح بتفوق هو وابنته

إيران

الصحف الإيرانية: إيران وباكستان وصلتا لمرحلة تشكيل تحالف استراتيجي
إيران

الصحف الإيرانية: إيران وباكستان وصلتا لمرحلة تشكيل تحالف استراتيجي

32

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الأحد 3 آب/أغسطس 2025، بالتحليلات المستمرة حول الصراع الإيراني من جهة والأميركي الصهيوني من جهة أخرى، كما اهتمت بالتركيز على التحالف الاستراتيجي الذي في طور الاستكمال بين إيران وباكستان.

خريطة عبور أميركا

وكتبت صحيفة وطن أمروز: "على الرغم من الطبيعة المتزايدة التعقيد للحروب الحديثة، لا يزال مبدأٌ واحدٌ من مبادئ الحروب الكلاسيكية قائمًا: من يبدأ الحرب لا ينتصر فيها أبدًا. ولكن، بعيدًا عن هذه المعاني، لا بدّ من العودة إلى شهرٍ قبل العملية العسكرية للنظام الإسرائيلي المسماة صعود الأسود وبدء الحرب الاستباقية ضد إيران؛ حيث حاول دونالد ترامب، خلال جولته الصاخبة في الشرق الأوسط، رسم ملامح مستقبل غرب آسيا".

وأضافت "قد أبدى ترامب سروره بهذه المناورة تصوير ثنائية التنمية والتخلف، مُقدّمًا إيران والسعودية كممثلين لهذه الثنائية، معتبرًا الرياض في نهاية المطاف نموذجًا لمستقبل منطقة الشرق الأوسط. ولكن بعد شهرٍ واحدٍ بالضبط، طلبت الولايات المتحدة من السعودية السماح لها بنقل إحدى بطاريات نظام ثاد إلى إسرائيل لوقف الصواريخ الإيرانية".

وقالت الصحيفة "مع هجوم الولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية، والتي كانت المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها مهاجمة منشأة تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تم تجاوز الخط الأحمر الوحيد للنظام الأميركي. لم يترك هجوم الصهاينة والولايات المتحدة العالم في شك من أنه لا توجد قوانين أو معايير في العالم الحالي. كتب مركز أبحاث مجلس العلاقات الخارجية (CFR) بعد الهجمات على فوردو ونطنز أنه قد تستنتج الدول غير الحائزة للأسلحة النووية أنه إذا كانت الشفافية الدولية بشأن برامجها النووية غير مهمة لعضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (مثل الولايات المتحدة)، فإن الالتزام بالمبادئ الأساسية لنظام منع الانتشار الدولي ينطوي على مخاطر لا ترغب في قبولها".

وأشارت إلى أنّه "في سياق مثل هذا العالم، تمكنت إيران من ترك صورة القوة العابرة للحدود وراءها بعد الحرب الأخيرة، على الرغم من أن وسائل الإعلام الرئيسية خلقت رواية عن الهزيمة من معركة إيران الحاسمة. ووفقًا للغرب، فإن إيران هي الجهة الفاعلة الوحيدة في العالم التي كانت مؤثرة في جميع الحروب التي وقعت في العالم في السنوات الأخيرة، ومن المثير للاهتمام أن إيران كانت دائمًا على الجانب المنتصر".

وذكرت أنّه "بصرف النظر عن حرب الاثني عشر يومًا المفروضة، ووفقًا للرواية الغربية، لعبت إيران دورًا محوريًا في الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وفي الحرب السودانية، ساعد الدعم العسكري الإيراني جيش البلاد على الانتصار، وفي حرب القوقاز وحرب أذربيجان وأرمينيا، كانت طهران لاعبًا لا يمكن إنكاره في ساحة هذا الصراع والتطورات التي تلته".

وأضافت صحيفة وطن أمروز: "ليس من المبالغة القول إن إيران وحدها أظهرت للقوى العالمية خطتها لتجاوز النظام الأمريكي وجرأتها على مواجهة واشنطن. يكتب آري سيكورل، المحلل في المعهد اليهودي للأمن القومي في أميركا (جينسا): بعد استنفاد جزء كبير من صواريخها الاعتراضية الحالية في الحرب مع إيران، تواجه الولايات المتحدة وإسرائيل الآن حاجة ملحة لتجديد مخزوناتهما وزيادة معدلات إنتاجهما بشكل كبير".

ولفتت إلى أنّه "يقدر أنه إذا استمر الانتاج الحالي، فسيستغرق الأمر ما بين ثلاث وثماني سنوات لتجديد هذه المخزونات. ووفقًا لخبراء غربيين، فإن مشكلة الولايات المتحدة حادة بشكل خاص في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، حيث حاولت الصين إبعاد الوجود البحري الأميركي. تظل إيران الدولة الوحيدة في العالم، وفي تاريخ العلاقات الدولية، التي شنّت هجومًا شاملًا على كيان نووي. كما أنها الدولة الوحيدة في العالم منذ الحرب العالمية الثانية التي استهدفت قواعد أميركية مرتين".

نموذج الحكم الأوروبي الرخيص

بدورها، كتبت صحيفة رسالت: "على الرغم من أن الأوروبيين يزعمون أن لديهم أفضل وأكثر نماذج الحوكمة السياسية والاقتصادية منطقية في النظام الدولي، إلا أن نتيجة هذا النموذج المنتشر لم تكن سوى انحدار أوروبا الواحدة وخلق استياء شعبي عميق في هذا المجمع".

وذكرت أنّ "اتفاقية التجارة الأخيرة بين واشنطن وبروكسل هي النقطة الكاشفة لهذا الانحدار والإذلال. من أجل منع تصعيد التعريفات الجمركية التي تفرضها واشنطن، وقع المسؤولون الأوروبيون اتفاقية سيئة للغاية مع إدارة ترامب. في هذه الاتفاقية، لا يوجد ذكر للتعريفات الجمركية بنسبة صفر في المائة على السلع الأوروبية فحسب، بل تخضع مجموعة أوسع من السلع الأوروبية للتعريفات الجمركية الأميركية".

وقالت الصحيفة: "الميزة الظاهرة الوحيدة لهذه الاتفاقية هي في مستوى التعريفات: حيث خفضت الولايات المتحدة مستوى هذه التعريفات من 20 - 30 في المئة إلى 15 في المئة، النقطة المهمة هي أنه بقبول هذه الاتفاقية، تكون أوروبا قد أضفت طابعًا رسميًا على هذه التعريفات الجمركية على المدى الطويل، وحتى لو غادر ترامب البيت الأبيض، ستظل القارة الخضراء في خضم أزمة التعريفات الجمركية! على الرغم من إصرار رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، على أنها توصلت إلى أفضل اتفاق ممكن مع الولايات المتحدة بشأن التعريفات الجمركية، إلا أن قادة أكبر اقتصادين أوروبيين ذكروا ردًا مأساويًا على اتفاقية التجارة بين بروكسل والرئيس الأميركي دونالد ترامب".

وتابعت: "ظنّ الأوروبيون أنه بعد دعمهم المطلق للسياسات الاقتصادية والعسكرية لإدارة ترامب ضمن معاهدة الناتو (وهي معاهدة جماعية تضم 28 دولة أوروبية)، سيشهدون مرونة استثنائية من الولايات المتحدة في مفاوضات التعريفات الجمركية، لكن ما تحقق الآن هو أسوأ سيناريو ممكن. والجدير بالذكر أن الأوروبيين رسموا نموذج الحوكمة هذا كنموذج مثالي لدول أخرى في العالم، بل ويضغطون حتى على الحكومات المستقلة والواعية في أجزاء أخرى من العالم لقبوله كأساس استراتيجي وسلوكي، هذا النموذج من الحوكمة مُهين".

التحالف الاستراتيجي بين طهران وإسلام آباد

إلى ذلك، كتبت صحيفة مردم سالاري: "تزامنًا مع ذكرى تأسيس باكستان والذكرى الثامنة والسبعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين إيران وباكستان، غادر رئيس بلادنا مسعود بزشكيان إلى الدولة المجاورة شرقًا في زيارة رسمية بدعوة من رئيس وزراء باكستان. في غضون ذلك، زادت التطورات الإقليمية الأخيرة والأحداث العالمية، وخاصة زيادة تبادل الوفود رفيعة المستوى بين البلدين، من أهمية زيارة رئيس إيران في هذا الوقت".

وذكرت أنّه "بعد أقل من ثلاثة أشهر من زيارة رؤساء الحكومة والجيش الباكستاني إلى طهران، تستعد جارتها الشرقية الآن لاستضافة وفد رفيع المستوى من بلادنا برئاسة رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية. يمكن تفسير رسائل هذه الزيارة في الخريطة الجديدة للتفاعلات الإقليمية التي تركز على طهران وإسلام آباد، ودبلوماسية الجوار، وزيادة مستوى التعاون الاقتصادي، والاستجابة المشتركة للتهديدات، والإجماع للمساعدة في حل قضايا العالم الإسلامي، وعلى رأسها فلسطين ومواجهة عدوان النظام الصهيوني.في الوقت الذي تنخرط فيه منطقة جنوب آسيا والشرق الأوسط في أزمات أمنية وتهديدات خارجية وألعاب القوى العالمية، تعيد طهران وإسلام آباد تصميم خريطة جديدة للتعاون الإقليمي بتصميم ثابت ونهج متقارب".

وأوضحت أنّ "في مثل هذه الظروف، فإن تركيز البلدين على التعاون الإقليمي ليس مجرد استجابة للأزمات، بل هو أيضًا مبادرة لإعادة تعريف الترتيبات الأمنية والسياسية في جنوب وغرب آسيا. يمكن أن يكون هذا الجهد بمثابة مثال ملهم للدول الإسلامية والآسيوية الأخرى التي تسعى إلى الاستقلال الاستراتيجي عن المحاور الغربية".

ولفتت إلى أنّه "في عالم اليوم المضطرب حيث أصبح الأمن سلعة استراتيجية، فقط تلك الدول التي يمكنها تطوير علاقاتها الإقليمية بذكاء في إطار استراتيجية متماسكة سيكون لها مكان في المعادلات المستقبلية. إيران وباكستان، دولتان كبيرتان وكثيفتا السكان في جنوب وغرب آسيا، وصلتا الآن إلى مرحلة من التفاعل يُمكن وصفها بتحالف استراتيجي قيد التشكل. اتخذ هذا التحالف طابعًا عمليًا، لا يستند فقط إلى التقارب الثقافي والديني، بل أيضًا إلى مواجهة التحديات الأمنية المشتركة والتهديدات الخارجية".

وشرحت الصحيفة بأنّه "يُصبح هذا التحالف محورًا مؤثرًا في النظام الإقليمي الجديد، محورًا لن يسمح بعد الآن لدول خارج المنطقة باستغلال الاختلافات الحدودية أو العرقية لتأليب الدول المجاورة على بعضها البعض. يُعدّ النضج السياسي لطهران وإسلام آباد في الحفاظ على هذا التحالف نموذجًا نادرًا لمقاومة السياسات الانقسامية".
 

الكلمات المفتاحية
مشاركة