عين على العدو

رأى رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية "الإسرائيلية" السابق عاموس يدلين أنّ "الأزمة الإنسانية و"سردية الجوع" في غزّة، في ظل فشل عملية "عربات جدعون" في تحقيق أهدافها، تمثل تغييرًا إستراتيجيًا سلبيًا في المعركة في غزّة، حيث إن المستوى العلاجي يحتاج على الأقل لشهور لتغيير الواقع الإنساني في القطاع، والصور الصعبة القادمة من هناك لن تختفي قريبًا، ولن يختفي معها الضغط الدولي، الذي قد يتجسّد في مقاطعات وعقوبات في مجالات مختلفة، مما يحوّل "إسرائيل" إلى جهة منبوذة. وقال إن "استمرار هذا الاتّجاه قد يؤدي أيضًا إلى توقف قسري للحرب (مجلس الأمن أو تهديد أميركي) دون ضمان تحولات مسبقة لـ"إسرائيل"، وعلى رأسها تحرير الأسرى".
وفي مقالٍ له نشره في موقع "والا"، أشار يدلين إلى أنّ "الوضع الحالي دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإجبار "إسرائيل" على تنفيذ تهدئة إنسانية، وفعليًا وقف إطلاق النار دون أن تحصل على أي مكاسب من حماس"، وتابع: "على العكس، استغلت حماس الوضع لتشديد مواقفها في المفاوضات، ونشر صور تذكّر بأيام مظلمة في "تاريخ الشعب اليهودي"، مما صدم الرأي العام في "إسرائيل""، لافتًا إلى أنّه "في هذه الظروف، فرص نجاح خيار زيادة الضغط العسكري، الذي يدفع له رئيس الوزراء - والذي يرتبط بتكاليف على حياة الجنود والرهائن وعبء الحكم العسكري الذي سيأتي لاحقًا - منخفضة جدًا، إن لم تكن شبه معدومة إذا ما نُفذ على الإطلاق".
وأردف يدلين: "من المتوقع أن يتصاعد الضغط الدولي مع استئناف المناورة، وتصعيد الظروف في القطاع قد يؤدي إلى توقف العملية العسكرية قبل إكمال "احتلال القطاع". علاوة على ذلك، يحتاج الجيش "الإسرائيلي" إلى فترة انتعاش، واستخلاص الدروس، والعودة للحفاظ على الجاهزية، بما في ذلك مواجهة تحديات ومفاجآت قد تواجهنا في ساحات أخرى".
وتابع: "سياسة الحكومة وضعت "إسرائيل" في وضع خسارة وركود وتباطؤ ما يعزز حركة حماس ويزيد من الانهيار السياسي من جهة، وإمكانية حدوث كارثة سياسية وموت الأسرى، وفعليًا خسارة في الحرب في حال حدوث عملية عسكرية واسعة أخرى"، لافتًا إلى أنّ "إنهاء الحرب في هذه الظروف من خلال سلسلة من الخطوات السياسية، خلافًا لاستمرارها بلا جدوى، يملك فرصة أفضل لتحقيق أهدافها: تحرير جميع الأسرى وهزيمة حماس. الإعلان عن أنه لن تكون هناك صفقات جزئية بعد الآن، بل صفقة شاملة واحدة لإنهاء الحرب وتحرير جميع الأسرى، هو الاتّجاه الإستراتيجي الصحيح، بشرط ألا نضع فورًا شروطًا مستحيلة التحقيق تضمن عدم انتهاء الحرب".
وختم يدلين: "على "إسرائيل" أن تطرح على الطاولة بشكل مبادر وواضح اقتراحًا لإنهاء الحرب بشروط يراها المجتمع الدولي عادلة وصحيحة، إعادة جميع الأسرى دفعة واحدة، والانسحاب إلى المحيط الأمني، ومنع التهريب إلى غزّة، و"حق" "إسرائيل" في الدفاع عن نفسها لضمان ألا تتكرّر أحداث 7 تشرين الأول أبدًا. في الوقت نفسه، تفاهمات ثنائية مع الولايات المتحدة ستضمن حلًا مصريًا - أميركيًا - "إسرائيليًا" لإغلاق ممر "فيلادلفيا"، وربط إعادة إعمار غزّة بتسليم سلاح كامل للمناطق التي سيتم إعادة إعمارها، وتفويض عربي - فلسطيني لمدة 20 عامًا على القطاع، وموافقة "إسرائيل" على العمل ضدّ استمرار تعزيز حماس وإحباط أي تهديد من القطاع، وإذا رفضت حماس هذا العرض السخي، فستستعيد "إسرائيل" مخزون الشرعية لديها، بما في ذلك اتّخاذ إجراءات عسكرية قوية ضدّ حماس في غزّة".