عين على العدو

كتب اللواء في الاحتياط في الجيش "الإسرائيلي" غيورا آيلاند في موقع "والا" الصهيوني أنّ "إسرائيل" تقف عند مفترق طرق كلاسيكي على شكل حرف "تي". لا يمكن الاستمرار في السير للأمام، بل يجب الانعطاف يمينًا أو يسارًا. ولا يمكن البقاء في المكان نفسه، لأن كلّ السائقين في السيارات خلفنا يقرعون الأبواق بعصبية. يجب اتّخاذ قرار. بنيامين نتنياهو، الذي يميل عادة إلى التأجيل، لا يستطيع هذه المرة تجنب القرار. لا يمكن البقاء في المكان نفسه، لأن الجيش "الإسرائيلي" يتوقف بلا جدوى، والأسوأ من ذلك أن حماس تحقق كلّ مطالبها. حيث تحصل على الإمدادات وتوقفات إطلاق النار الطويلة دون دفع أي ثمن. من وجهة نظرها، يمكن الاستمرار في الوضع الحالي لأشهر أخرى، أما من وجهة نظر "إسرائيل"، فلا يمكن ذلك ويجب اتّخاذ قرار".
وأضاف: "الخيار الأول هو الانعطاف يسارًا. ومعنى هذا القرار هو الموافقة على صفقة بسيطة ومؤلمة: إنهاء الحرب، وانسحاب قوات الجيش "الإسرائيلي" من غزّة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى"، مشيرًا إلى أنّ نتنياهو حاول أن يكون ماكرًا، بعد خمسة أشهر ضاعت بلا جدوى، أدرك أن الصفقات الجزئية غير ممكنة، لذا من الصحيح الموافقة على صفقة شاملة واحدة، لكنّه اشترط في هذه الصفقة موافقة حماس على نزع سلاحها، وهذا مطلب غير واقعي".
وأردف آيلاند: "الخيار المعاكس هو الانعطاف يمينًا عند مفترق "تي". هذا يعني توسيع الحرب. قبل عملية "عربات جدعون"، كان الجيش "الإسرائيلي" يسيطر على نحو 40% من مساحة القطاع، واليوم يسيطر على 70%، والقرار المتوقع هو إكمال احتلال 100% من مساحة القطاع"، لافتًا إلى أنّ "مثل هذا القرار يتسم بعدم منطق واضح. من جهة، تكاليف الخطوة مؤكدة. هذه الخطوة ستعرض حياة الأسرى للخطر الشديد، لمجرد أنهم لن ينجوا لأشهر إضافية حتّى تنتهي العملية. سيكون للجيش خسائر كبيرة، تمامًا كما قُتل خلال عملية "عربات جدعون" 40 جنديًا، وهو ضعف عدد الأسرى الذين قيل إن الجيش خرج لإنقاذهم".
وأشار إلى أنّه "سيكون هناك حاجة لاستدعاء أعداد كبيرة من قوات الاحتياط، ولا حاجة لتوضيح أكثر حول التكلفة والمخاطر التي ينطوي عليها استنزاف هذه القوات، والتكلفة الاقتصادية ستكون عالية، والصراع مع المجتمع الدولي سيزداد حدة"، منوهًا إلى أنّه "ليس من الخطأ بالضرورة دفع هذه التكاليف إذا كان من الواضح أن النجاح سيكون هائلًا. للأسف، هذا ليس هو الحال. الاستمرار في القتال بشكل خطي - احتلال 40% ثمّ 70% ثمّ 100% من مساحة قطاع غزّة - لا يضمن أي شيء".
ورأى آيلند أنّ "إسرائيل" أخطأت "منذ بداية الحرب في اعتمادها على مبدأين في العمل. المبدأ الأول الخاطئ هو الاعتماد فقط على الضغط العسكري. جميع قياداتنا السياسية والعسكرية وعدوا في أكتوبر 2023 أن الضغط العسكري فقط سيؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى وإسقاط حماس. الضغط العسكري لا ينجح في إجبار حماس، لأن الضغط العسكري يقتل الناس ويدمر المباني، والخطأ الثاني كان التقدير بأنه يمكن احتلال منطقة والبقاء فيها رغم وجود سكان معادين. الخبرة الطويلة منذ فيتنام وأفغانستان والعراق وتجارب الجيش "الإسرائيلي" في لبنان تثبت أن البقاء الثابت بين سكان معادين يؤدي بالضرورة إلى سلسلة من الهجمات المؤلمة".
وختم اللواء احتياط: "للأسف الشديد، نتنياهو غير قادر نفسيًا على اتّخاذ القرار الصحيح، الانعطاف يسارًا والموافقة على إنهاء الحرب في غزّة مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى".