فلسطين

قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، الأخيرة لا تعدو كونها “محاولة يائسة” لتبرئة نفسه وجيشه من جرائم الإبادة الجماعية والتجويع الممنهج في قطاع غزة، مؤكدة أنها استمرار لخطابه المضلل ومحاولاته قلب الحقائق.
وأوضحت الحركة في بيان صحفي، أن تصريحات نتنياهو التي حاول من خلالها إعادة تسويق رواية الاحتلال، تأتي في ظل توثيق عشرات التقارير الدولية والأممية لجرائم أدت لاستشهاد أكثر من 18 ألف طفل خلال 22 شهرًا من العدوان، فضلاً عن تدمير ممنهج لمقومات الحياة في القطاع.
وأشارت حماس إلى أن استخدام نتنياهو لمصطلح “تحرير” محاولة لقلب حقيقة الاحتلال التي تثبتها القوانين والقرارات الدولية، مؤكدة أن حديثه عن عدم الرغبة في احتلال غزة “مجرد خداع” يخفي خطط التهجير القسري وتنصيب سلطة تابعة له.
وأكد البيان أن نتنياهو يوظف قضية الأسرى كذريعة لاستمرار العدوان، رغم أن جيشه تسبب بمقتل العشرات منهم، وانقلابه على اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع في كانون الأول/ديسمبر الماضي، وانسحابه من جولة المفاوضات الأخيرة التي كانت على وشك التوصل لاتفاق تبادل. وأضافت الحركة أن السبيل الوحيد للحفاظ على حياتهم هو وقف العدوان والتوصل إلى اتفاق، لا مواصلة القصف والحصار.
أرقام مضللة حول المساعدات
وبيّنت حماس أن مزاعم نتنياهو عن إدخال مليوني طن من المساعدات “لا تعفيه من جريمة التجويع” التي أودت بحياة 217 مواطنًا، بينهم 100 طفل بسبب الجوع وسوء التغذية، مؤكدة أن ما دخل فعليًا لا يتجاوز 10% من الاحتياجات الإنسانية وفق بيانات الأمم المتحدة، التي أكدت انتشار الجوع الحاد ووفاة الأطفال جراء التجويع.
وتابع بيان الحركة "إن إصرار نتنياهو على استمرار العمل بآلية توزيع المساعدات عبر مؤسسة غزة اللا إنسانية، والتي قتلت نحو 1800 فلسطيني، هو تأكيد على خططه لهندسة التجويع في غزة وتوظيفه كإحدى أدوات الإبادة والتهجير، ويكذّب إنكاره لقتل طالبي المساعدات ما وثقته منظمات دولية وصحافة عالمية، عن إطلاق النار الممنهج على المدنيين المتجمعين لالتقاط الغذاء عند ما بات يُعرف بـ”مصائد الموت”".
منع الصحافة الدولية وتصفية الصحفيين
ولفت البيان إلى أن مزاعم نتنياهو بشأن عدم منع الصحفيين الدوليين من دخول غزة يكذبها الواقع، وتقارير المؤسسات الإعلامية العالمية التي ما زالت تطالب بتمكين طواقمها من الدخول. وأشارت الحركة إلى أن الاحتلال استهدف وقتل أكثر من 260 صحفيًا فلسطينيًا، ما جعل هذه الحرب الأسوأ عالميًا من حيث عدد ضحايا الصحفيين.
دعوة للتحرك الدولي
واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على أن الأمم المتحدة وكافة الدول والمؤسسات المعنية أمام اختبار أخلاقي وقانوني، داعيةً إلى التحرك الفوري لوقف العدوان، ورفع الحصار، وضمان وصول المساعدات بشكل آمن وكامل، ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق الأطفال والمدنيين، ورفض الرواية المضللة لنتنياهو.