عين على العدو

قال مراسل الشؤون العسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون إنّ "واحدة من القضايا الرئيسية التي ستُطرح أمام قيادة الجيش "الإسرائيلي" في الأسبوعين المقبلين بخصوص خطة نتنياهو لـ"احتلال غزة"، التي أقرها الكابينيت في الجلسة الليلية الطويلة بين الخميس والجمعة، هي موعد تجنيد عشرات آلاف جنود الاحتياط لعملية طموحة وطويلة، وعدد هؤلاء الجنود"، مشيرًا إلى أنّه "من المتوقع أن يتلقى رئيس الأركان، إيّال زمير، بنهاية الأسبوع ملخصات وأسس الأفكار التي تتبلور في قيادة المنطقة الجنوبية بشأن العملية البرية الكبيرة، لكن من الواضح بالفعل أن العملية الهجومية نفسها لن تُنفذ على نطاق واسع، على الأقل حتى نهاية شهر آب".
وأضاف: "في الجيش، وعلى عكس المستوى السياسي، يأخذون بعين الاعتبار ليس فقط الإرهاق الذي يعاني منه عدد كبير من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم مرارًا منذ 7 تشرين الأول للمشاركة في جولات متكررة من القتال، بل أيضًا فترة الصيف التي تتميز بالعطل المدرسية.."، لافتًا إلى أنّه "لن يتم الانتقال إلى مرحلة الموافقة على الخطط في الكابينيت إلا بعد أن يوافق رئيس الأركان على الأفكار الرئيسية المخططة في قيادة الجنوب، بالتعاون مع الفرق المختلفة..، بعد ذلك، ستُخضع خطة المعركة للمناورة الجديدة لمراحل الموافقة، إلى جانب وضع خطة تنفيذ أساليب القتال المختارة والجداول الزمنية للمراحل المختلفة".
وتابع زيتون قائلاً: "كما سيتم فحص مختلف القيود التي ستُطرح على الطاولة من القضايا الإنسانية والضغوط السياسية، مرورًا بمزاج الرئيس دونالد ترامب، وصولًا إلى مستويات الجاهزية التقنية للدبابات والمدرعات والمخزونات المختلفة للجيش "الإسرائيلي"، وخاصة مخزون الذخيرة البرية، وذلك في ظل تهديدات بفرض مقاطعات عسكرية على "إسرائيل" من قبل دول متعددة، من بينها ألمانيا".
الخوف من وضع الأسرى
وتابع: "عقبة أخرى ستُؤخذ في الاعتبار في تشكيل الهجوم متعدد الفرق المتوقع هي مواقع الأسرى، في الجيش، يقدّرون أن حماس لن تكتفي بتعزيز دفاعاتها حولهم، خاصة تحت الأرض، بل من المحتمل أن تقوم التنظيمات بتفريقهم في أماكن مختلفة خلال الأسابيع القادمة..".
وقال زيتون إن: "زامير عبّر علنًا في الأيام الأخيرة عن تركيز إضافي لديه، ولن يتغير هذا التركيز رغم رغبات بعض الوزراء: القوات التي ستشارك في العملية الجديدة في غزة ستحصل على فترات استراحة وتجديد قوة، حتى لو أدى نظام التناوب في الإجازات بين الفرق والكتيبات إلى إطالة فترة القتال من أربعة إلى ستة أشهر أو أكثر"..
ولفت إلى أن "هناك جنود احتياط من المفترض أن يُستدعوا في تشرين الثاني-كانون الاول للمشاركة في عمليات في غزة أو الضفة الغربية، وهم يعيشون في حالة غموض بشأن الأشهر القادمة بالنسبة لهم ولعائلاتهم، بعد أن قضوا ما يقرب من عام إجمالًا في الخدمة منذ 7 تشرين الاول. هذه حقيقة غير عادلة تجاههم وتصعب على الجيش وعلى حياتهم".
خطة بطيئة ومتدرجة
وأضاف زيتون: "من المتوقع أن تكون الخطة للعمل في غزة بطيئة ومتدرجة، بهدف الضغط على حماس وإتاحة فرص جديدة للوسطاء، بقيادة الولايات المتحدة وقطر ومصر، لإجراء مزيد من المفاوضات بهدف تحقيق صفقة تبادل الأسرى"، مشيرًا إلى أنّ "الجمود في الوضع الحالي، رغم قرار الكابينيت المبدئي، يحوّل السيطرة على تفاصيل وسرعة التنفيذ إلى الجيش "الإسرائيلي"، الذي كان قائده معارضًا لهذه الخطوة، وليس فقط هو".
ورأى أن: "معظم الجنود الذين بقوا في قطاع غزة مشغولون بشكل رئيسي بمهام الدفاع عن النفس وتسوية المباني بالأرض، وفقط في بعض الأماكن، مثل حي الزيتون في جنوب مدينة غزة، تُجرى عمليات هجومية محدودة بحجم كتيبة أو لواء". وتابع: "على عكس التسريبات التي تحدثت عن تعبئة حوالي 250 ألف جندي احتياط، يُقدّر الجيش أن الأعداد ستكون أقل، خاصة في ظل انخفاض نسب الامتثال بسبب الصعوبات التي يواجهها الجنود الذين يخدمون، إذ بلغت معدلات الامتثال هذا العام في المتوسط حوالي 60% إلى 70%".
وختم مراسل الشؤون العسكرية في موقع "يديعوت أحرونوت" يوآف زيتون، بالقول: "ليس من المستبعد أن يؤدي تمديد الاستعدادات المختلفة للهجوم على غزة، والذي سيصل إلى موعده النهائي في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2025، بحسب نتنياهو، إلى أن تتمكن قوات الجيش "الإسرائيلي" خلال شهرين فقط من استكمال تطويق المدينة لمحاصرة نحو 10 آلاف إرهابي عادوا إليها في الأشهر الأخيرة، قبل أن يدخلوا فعلياً إلى أزقتها وأنفاقها"، وفق تعبيره.