عين على العدو

قال رئيس جامعة رايخمن البروفيسور بوعاز غانور في صحيفة "معاريف الإسرائيلية" إننا أمام "أطول حكومة في تاريخ "إسرائيل" تواصل العمل وفق هدف غامض – "النصر المطلق" – وهو هدف لم يُعرّف قط بشكل قابل للقياس أو التحديد، لكنه استُخدم على مدى ما يقارب العامين كذريعة لرفض إنهاء الحرب وإبرام صفقة تشمل جميع الأسرى"، مردفًا: "في الواقع، الرسالة التي نُقلت إلى حماس كانت غير منطقية على الإطلاق: "إذا لم تُعيدوا لنا الأسرى سندمّركم، وإذا أعدتم الأسرى أيضًا سندمّركم"، ولذلك ليس غريبًا أن حماس رفضت مرة بعد مرة الصفقات المرحلية التي عُرضت عليها، بينما لم يساهم الضغط العسكري في تقدم قضية الإفراج عن الأسرى ولو بقدر ضئيل".
وأضاف: "في العاشر من آب/أغسطس، وخلال مؤتمر صحفي عقده في القدس، عرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لأول مرة "أهدافًا جديدة" لإنهاء الحرب: نزع سلاح حماس، واستعادة جميع الأسرى، ونزع السلاح من قطاع غزة، وفرض سيطرة أمنية "إسرائيلية"، وإقامة إدارة مدنية بديلة لا تتبع حماس ولا السلطة الفلسطينية و"تعيش بـ"سلام" مع "إسرائيل""، ظاهريًا، تبدو هذه مطالب مشروعة وقابلة للقياس، لكن فعليًا، الشرط الأخير الذي وضعه يسمح لنتنياهو بمواصلة تأجيل إنهاء الحرب متى شاء".
ورأى غانور أن "نتنياهو يحاول الجلوس على السياج، قدم هنا وقدم هناك، فإذا عادت حماس إلى طاولة المفاوضات وربما جرى التوصل إلى صفقة شاملة لكل الأسرى وإنهاء الحرب، فسينسب ذلك إلى تهديده باحتلال غزة، ويقدمه كدليل –ولو ظاهري– على أن العمليات العسكرية تساهم في تحرير الأسرى، متجاهلًا أن مرونة حماس ستكون نتيجة لتغيير في سياسة الحكومة التي رفضت حتى الآن مطلب حماس بإنهاء الحرب ورفضت بحث صفقة شاملة، وإذا لم تؤدِ المفاوضات إلى اتفاق، سيزعم نتنياهو مجددًا أن المعرقل هو حماس وسيمنح الضوء الأخضر لتصعيد القتال واحتلال غزة".
وتابع: "لو كان بالفعل يسعى لإنهاء الحرب وتحقيق نصر "إسرائيلي"، لكان على رئيس الوزراء أن يعلن بوضوح في خطابه أنه إذا تحققت الشروط الثلاثة الأولى التي عرضها: نزع سلاح حماس، استعادة جميع الأسرى، ونزع السلاح من غزة، فإن "إسرائيل" ستنهي الحرب وتنسحب من القطاع (باستثناء مناطق الحزام الأمني)، مع الحفاظ على حقها في تحييد أي تهديدات ناشئة، على غرار التعامل مع الوضع في لبنان، وبالتعاون مع ائتلاف دولي لإعادة إعمار غزة".
وشدد على أنه "في هذه الأثناء، يعمل الوقت ضد "إسرائيل"، والأضرار الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية الناتجة عن استمرار القتال في غزة تأكل مكانتنا في العالم، فالارتفاع غير المسبوق في موجة معاداة السامية، واعتراف حلفاء "إسرائيل" بدولة فلسطينية من جانب واحد، والضرر البالغ بالاقتصاد، والمقاطعة على المنتجات "الإسرائيلية"، وفوق كل ذلك المس بأجساد وأرواح جنود الجيش "الإسرائيلي" والأسرى، كل ذلك يفوق بلا قياس أي فائدة محتملة من استمرار القتال".
وختم: "في قصة الأطفال الشهيرة "الزمار من هاملن"، يقود الزمار بسحر عزفه الجرذان إلى النهر حيث تغرق وتموت، ثم يعود ويعزف مجددًا، فيقود بسحره أطفال البلدة إلى أعماق الجبل حيث يختفون إلى الأبد، وهكذا يبدو أن الزمّار من بلفور، في محاولته لإغراق حماس في البحر، يقود بسحر خطابه شعب "إسرائيل" إلى الهلاك في أعماق غزة".