لبنان

قال نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، العلامة الشيخ علي الخطيب، إنّه "لو كان هناك دولة قائمة على أساس المواطنة، ولو كان المسؤولون ينظرون بعين واحدة إلى اللبنانيين جميعًا ويأخذون المصالح الوطنية لا المصالح الحزبية الطائفية، ولو كان هناك دولة حقيقية تتخذ أمثال هذه القرارات وتحافظ على مصالح المواطنين وتدافع عن أمنهم، فلماذا سنحمل السلاح؟".
وأضاف الشيخ الخطيب، في كلمه خلال إحياء ذكرى أربعين الإمام الحسين (ع) في بلدة الدوير، الأحد 17 آب/أغسطس 2025: "اليوم في لبنان يطلبون منّا أنْ نستسلم في الداخل لحسابات حزبية طائفية، لأنّهم للأسف خلال هذه الفترات الماضية كدّسوا الأحقاد في قلوب اللبنانيين، كل طائفة على طائفة، خوّفوا كل طائفة من الطائفة الأخرى. نحن خلال هذه المسيرة للمقاومة في لبنان، هذا السلاح كان في مواجهة العدو "الإسرائيلي".
وخاطب القوى الحزبية والطائفية في لبنان بالقول: "لماذا تثيرون الخوف في نفوس اللبنانيين الآخرين؟ ومن سلاح المقاومة؟ أنتم أولًا أثبتتم بأنّكم لا تستحقون أنْ تكونوا قادة لهذا المجتمع لأنّكم جبناء، لأنّكم تتخلّون عن مصلحة لبنان، لأنّكم تريدون أنْ تبيعوا لبنان، إمّا لأنّ ما وعدكم به الأجنبي الخارجي وإمّا لأنكم جبناء. لا تريدون المواجهة".
وأضاف: "نحن لا ندعو الشعب اللبناني إلى الانتحار، المقاومة لا تدعو الشعب اللبناني إلى الانتحار، بالعكس نحن أحرص على كل اللبنانيين من بعض هذه القوى التي تدّعي أنّها اليوم حينما تطلب سحب السلاح ونزع السلاح من المقاومة بادّعاء أنّها تريد الحفاظ على لبنان، لأنّنا لا نستطيع ذلك لأنّ هذا انتحار. مواجهة "إسرائيل" ومواجهة الغرب انتحار على زعم ما تقولون. يعني علينا أنْ نُسلّم البلد ونهاجر". وذكَّر بأنّ "المقاومة أثبتت أنّها قوة في مواجهة العدو وللحفاظ على سيادة لبنان وعلى وحدة المجتمع اللبناني، والمقاومة استطاعت أنْ تحرّر لبنان وأنْ تُخرِج العدو "الإسرائيلي"".
وواصل قوله: "المواقع الخمسة التي يحتلّها العدو اليوم ويوجد فيها هي ثمنها لبنان، لبنان محتل الآن، المقاومة دفعت هذا العدو وبخمس فرق وبسبع فرق على الحدود لم يستطع أنْ يدخلها، وإنّما دخلها بفضل تعهّداتكم وبفضل دبلوماسيتكم التي تعهَّدتم أنّكم ستحرّرون لبنان وستحقّقون للبنان السيادة والأمن والاستقرار بهذه الدبلوماسية، على أساس أنْ يُنفّذ القرار 1701 كما هو وكما ورد، بوقف العدوان وانسحاب العدو "الإسرائيلي" من الأماكن التي يوجد فيها، وثالثًا تثبيت الحدود والرجوع إلى حدود الهدنة، ووصلتكم الورقة الأميركية، وتعهَّد الأميركي والفرنسي والدول الخمس بتطبيق هذا القرار". وتساءل: "أين هي هذه التعهُّدات؟".
وتوجّه الشيخ الخطيب إلى أركان السلطة بالقول: "الأميركي أعطاكم ورقة ووضعها على الطاولة وقال لكم: بالغصب ومن دون كرامة عليكم أنْ توقّعوا على هذه الورقة الجديدة التي ليس فيها إلّا سحب السلاح وإدخال اللبنانيين في فتنة داخلية، حتى العدو "الإسرائيلي" لا يلتفت إليه أحد وعلى عدوانيته، لأنّ اللبنانيين سينشغلون ويشغلون العالم بفتنهم الداخلية. هذا هو المقصود". وتساءل: "إلى أين أنتم ذاهبون بالبلد؟".
وأردف قائلًا: "عندما يتوجَّهون إلى خطاب المقاومة التي تحذّر من الفتنة ويحوِّروا خطاب سماحة الشيخ نعيم (قاسم) ويقولون إنّه يهدّد بالفتنة. لماذا الكذب؟ لماذا تحريض اللبنانيين على بعضهم البعض؟ لماذا ألقيتم الأمر على عهدة الجيش اللبناني؟ تعرفون لماذا؟ لأنّ الذي أخذ القرار يريد افتعال الفتنة بين السنة والشيعة وبين المسيحيين".
ونبّه المسيحيين إلى "هذا الفخ الذي يُراد منه إيجاد مشكلة بين الجيش اللبناني وبين الشيعة في لبنان، وليس بين حزب الله، بل مع الشيعة في لبنان، بين مكوّن أساسي في لبنان"، فـ"حيث أخذتم القرار في مجلس الوزراء من دون وجود هذا المكوّن الأساسي، والذي دفع أكبر ثمن للدفاع عن لبنان. تحرجونه وتأخذون القرار، وغير معتبرين أنّ هناك مكوّنًا"، وفق الشيخ الخطيب.
وقال: "أنتم أخذتم قرار الإعدام للطائفة الشيعية في لبنان. فماذا تنتظرون من الشيعة في لبنان؟ نحن ندافع عن لبنان، لأنّ المكوّن الشيعي في لبنان أحد ركائز وأحد أعمدة هذا المكوّن. إذا أردتم القضاء على هذا الكيان لن يبقى حينئذ عامود في هذا البنيان وسيتخلخل كله، فماذا تفعلون؟"، محذّرًا أنّ "هذا ليس لمصلحة أحد، هذا اعتداء على اللبنانيين جميعًا، هذا عدوان على كل اللبنانيين وعلى كل الطوائف اللبنانية".
ودعا إلى "التنبُّه الآن قبل وقوع الكارثة التي تصنعونها أنتم وليس المقاومة حينما تعلنون الحرب على المقاومة وتهاجمونها، وتُعدّون الجيش لينزع سلاح المقاومة ولا تسألون لا عن نواب الشيعة ولا عن وزراء الشيعة". وخاطب أركان السلطة مجدّدًا بقوله: "لبنان بلد توافقي، وعندما تريدون يكون توافقيًا، وعندما لا تريدون لا يكون توافقيًا. تَداركوا الأمور قبل أنْ نذهب إلى حيث لا نريد، بل سنحارب من أجل ألّا تحدث فتنة في البلد. سنواجه هذا كما واجهنا في السابق ومنعنا أولئك الذين يصنعون الأفخاخ والفتن بين الطوائف ودفعنا الثمن، ولكنْ لم ننجر للفتنة".